أحدث الأخبار
  • 08:41 . صحيفة: أبوظبي تبادلت معلومات استخبارية مع أمريكا و"إسرائيل" قبل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 06:57 . الولايات المتحدة تعلن تدمير أربع طائرات مسيرة للحوثيين في اليمن... المزيد
  • 06:08 . الكويت تعين الشيخ أحمد عبدالله الصباح رئيسا جديدا للحكومة... المزيد
  • 12:37 . أسعار النفط تتراجع في السوق الآسيوية بعد الهدوء في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:37 . بايدن يبلغ نتنياهو عدم مشاركة بلاده في أي رد انتقامي ضد إيران... المزيد
  • 11:28 . رئيس الدولة وأمير قطر يبحثان التصعيد الإيراني الإسرائيلي... المزيد
  • 11:07 . إعلام عبري: نتنياهو يقرر تأجيل اجتياح رفح... المزيد
  • 12:17 . أفغانستان.. وفاة 33 شخصاً جراء أمطار غزيرة وفيضانات... المزيد
  • 10:35 . باير ليفركوزن بطلاً للدوري الألماني لأول مرة في تاريخه... المزيد
  • 09:15 . توقعات بارتفاع النفط فوق 100 دولار بعد الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 08:10 . رئيس الدولة وملك الأردن يؤكدان أهمية تنسيق الجهود العربية على خلفية الرد الإيراني... المزيد
  • 07:33 . ليفربول يبتعد خطوة عن لقب الدوري الإنجليزي بسقوطه أمام ضيفه كرستال بالاس... المزيد
  • 06:46 . إيران تقول إنها لا تنوي مواصلة الهجمات ضد "إسرائيل".. والأخيرة: سنرد في الوقت المناسب... المزيد
  • 06:05 . الإمارات تدعو طهران و"تل أبيب" إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة التصعيد... المزيد
  • 12:26 . "فلاي دبي" تعلن تأثر بعض رحلاتها بسبب الإغلاق المؤقت لمجالات جوية في المنطقة... المزيد
  • 12:18 . تباهى بدعمه المطلق للاحتلال.. ترامب: هجوم إيران يظهر ضعف أميركا في عهد بايدن... المزيد

«التليجراف»: لوفر أبوظبي أشبه بـ«معرض صور على إنستجرام»

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 25-12-2017


افتتح مؤخرًا متحف اللوفر أبوظبي والذي أبهر تصميم بنائه العالم كله؛ فقد بدا مثل طبقٍ طائر يخيم فوق جزيرة «السعادة»، إلا أن المتحف الذي وقعت اتفاقيته قبل عقد من الزمان، في عام 2007 عندما تم توقيع الاتفاقية بين حكومتي فرنسا والإمارات، والتي تجاوزت 663 مليون جنيه استرليني، لم يسلم مطلقًا من انتقادات النقاد.


يرى «ألاستير سوك» الناقد الفني بصحيفة «التليجراف» البريطانية أن اللوفر أبوظبي متحف سطحي عَمَدَ إلى ليّ عنق الأعمال الفنية لتلائم أفكارًا سامية يروِّج لها المتحف؛ فأغفل تاريخًا من الصراعات والأعمال الفنية التي توضِّح العنف في بعض القرون، بحسب ترجمة "ساسة بوست".


غطرسة الشعارات


يقول الناقد: إن «الشعارات التي تُغزل حول المتحف الجديد المذهل، والذي يبدو كما لو أنه يطفو فوق الخليج العربي، مثل شعار (تأمُّل للإنسانية في ضوءٍ جديد) – هو الشعار التسويقي للمتحف – وأن المتحف هو (إعادة تقييم لفهمنا للبشرية)، تبرهن أنه إنجاز طموح لدرجة الغطرسة».


يعتقد الكاتب أن على الرغم من براعة التصميم والبناء للمتحف، فإن الثقة بالنفس الجريئة والخرقاء في نفس الوقت هي إحدى الصفات الجينية في تكوين هذه المؤسسة. يذكر بداية أن هناك استياءً متعاليًا من موافقة مؤسسة موقرة في مقام متحف اللوفر باريس على أمرٍ مبتذل؛ كتأجير اسمها لمدة 30 عامًا، ثم تلى ذلك غضب شديد بسبب الظروف المروِّعة التي عاشها العمال القادمون من دول جنوب شرق آسيا أثناء فترة إنشائه.


إلا أنه ينحي التاريخ المثير للجدل والانتقادات السابقة جانبًا؛ ليصف بالتفصيل روعة البناء وعبقريته، ويحيِّي «المتحف الوليد المبتهج في مهده اللامع»، فحسب رأي الكاتب، يعد المبنى نفسه هو السبب الوحيد الذي يجذب الزوار، جدير بالذكر أنه من تصميم المهندس المعماري الفرنسي «جان نوفيل».


تصميمٌ مبهر بالفعل!


ويستطرد في الوصف قائلًا: «إن المبنى لا يبدو عظيمًا من بعيد، بل يبدو لطخةً رمادية منخفضة في الطرف الغربي من جزيرة السعديات، والتي سعت الإمارات إلى تطويرها لتصبح «مقاطعة ثقافية»، أما عن كَثَب؛ فيبدو تصميم «نوفيل» خلابًا، أشبه بأعجوبة فاخرة. فبينما تقف داخله تحتضنك قبّته المثيرة، والتي شُيدت من شبكةٍ معقدة، قوامها 7850 نجمة من الصلب، لا يسعك سوى الشعور بالسكون والصفاء، كما تتلألأ أشعة الشمس داخله من خلال هيكل أشبه بالشمسية، ويصاحب هذا المشهد سيمفونية من زقزقة العصافير اللطيفة، وتأسر برك المياه الهادئة عينيك، وتقودها إلى مياه البحر الفيروزي».


ثم يأتي على ذكر الدرع الذي يحوم فوق المتحف، ويبدو كما لو كان عديم الوزن، أشبه بالصحن الطائر، وعلى الرغم من روعة المنظر، إلا أنه قد يكون مضللًا بعض الشيء؛ فالمتحف في جوهره متعلق بالعالم القديم، وليس الخيال العلمي.


يذكر الكاتب أن المتحف بالفعل يحتوى على أكثر من 620 قطعة فنية، وهي «غنيمة» تسترعي الاندهاش، لاسيما بالنظر إلى القطعة الفنية الأولى المعروضة، وهي لوحة تجريدية من أعمال «موندريان» كانت مملوكة لـ«إيف سان لوران»، وحصل عليها المتحف مؤخرًا في عام 2009. علاوة على ذلك، ما يزال حجم المجموعة في تزايد مطرد، وبتكاليف باهظة، على سبيل المثال: أنفقت وزارة الثقافة والسياحة الإماراتية الشهر الماضي مبلغًا قياسيًا، وقدره 450 مليون دولار؛ لتأمين لوحة «سالفاتور موندي» لليوناردو دافنشي، والتي ستعرض في المتحف العام القادم. وحتى موعد عرضها المقرر، سيكتفي الزوار بمشاهدة لوحته «بيل فيرونيير»، وهي واحدة من مئات القطع الفنية المستعارة من شركاء الإمارات الفرنسيين، والبالغ عددها 13 متحفًا، بما فيها متحف اللوفر باريس.


أهداف سامية أم تكتيكات جيوسياسية؟


يقول الكاتب: إن إحدى الأفكار، التي ما تنفك تتردد على أسماعنا مرارًا وتكرارًا، تتمثل في أن متحف اللوفر أبوظبي هو «متحف عالمي» في القرن الواحد والعشرين، على غرار سلفه متحف اللوفر باريس الذي أسس عام 1793، أي قبل تأسيس دولة الإمارات بحوالي 180 عام، ويهدف لتكريس قيم «التنوير» من خلال إتاحة الأعمال الفنية العظيمة للجميع، حاول المتحف الحديث تطبيق ما يدعو له عمليًا من خلال تقسيم المعارض الدائمة إلى 12 «فصل»، لكل منها عنوان رئيس، مثل «الحضارات والإمبراطوريات» و«الأديان العالمية». تعرض التحف الفنية المتنوعة التي أتت من كل حدب وصوب جميعها جنبًا إلى جنب لإبراز القيم المشتركة والأفكار التي من المفترض أنها تتجاوز حدود القوميات والمعتقدات.


فمن ناحية يرى الكاتب أن هذه الفكرة التنظيمية الفنية مبتكرة وناجحة، فضلًا عن أن تصميم «الدهليز» التمهيدي يعد انقلابًا في طريقة عرضه، لاسيما من خلال الحاويات ذات الأطر البرونزية الفاخرة التي تعرض مجموعات ثلاثية للأعمال الفنية الجذابة شديدة التباين، لكنها في نفس الوقت تتشارك في فكرتها الرئيسة ورسالتها الرسمية، على سبيل المثال: خصصت نافذة العرض الأولى في المتحف لـ«الأمومة» بحيث تعرض تماثيل عاجية للسيدة العذراء ورضيعها ترجع للقرن الرابع عشر، جنبًا إلى جنب تماثيل برونزية ترجع للقدماء المصريين تجسد الآلهة إيزيس ترضع ابنها حورس، وتمثال «فيمبا» الخشبي رمز الأمومة، والذي يرجع للقرن التاسع عشر لأحد فناني قبائل «يومبي» الإفريقية.


على الرغم من أن العلاقات بين الأديان تبدو متوترة في أغلب الأحيان، فإن «الفصل» المكرس «للأديان العالمية» في المتحف، ويشمل البوذية والمسيحية الإسلامية، يعدُّ توجهًا مبهرًا مليئًا بالأوهام والأمنيات، إذ يتجاهل قرون طويلة من الصراعات لصالح رؤى سخيفة وأفكار «أشباه الواحدية» الفلسفية، التي تمثلت من خلال تمثال خشبي ألماني للمسيح يرجع للقرن السادس عشر، والذي تم عرضه مساويًا للتمثال المالي القديم الذي يرجع للقرن الثالث عشر، باعتبار أن كليهما «تجسيد للرمز المقدس» .

متحف اللوفر أبوظبي يعرض بالفعل تجربة أشبه بمعرض صور على الإنستجرام بطريقة سريعة خاطفة تلبي حاجات الزوار الذين سيقضون في المدينة ليلة أو اثنتين على الأكثر، كاستراحة من رحلة سفر طويلة.

ويختتم قائلًا إن العديد من الأعمال الفنية ساحرة وتسلب الألباب بلا شك، لكن كونها مجموعة أعمال فخمة لا تجعل من المتحف بالضرورة متحفًا قويًا، ويعتقد أنه «من خلال إصرار أبوظبي على التمسك بمبدأ (العالمية) على حساب مبدأ التخصيص»، حاول اللوفر أبوظبي التعبير عن كل شيء، لكنه وقع تلقائيًا في فخ عدم ذكر أي شيء ذي أهمية.