أحدث الأخبار
  • 05:37 . بسبب حملة تضليل مولتها أبوظبي .. دعوى قضائية ضد جامعة جورج واشنطن... المزيد
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد

«حنّةٌ بستكية..!!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 17-01-2017


حين عاد الرجال أخبروا الآخرين بأنهم لم يعثروا على بقيتك!

كان هذا منطقياً جداً، فبقاياك كانت كثيرة.. منها ما هو في قلوب العاملين في مجال العمل الخيري، ومنها ما تركته في ابتسامات أطفال لا تعرفهم، ولا تعرف عنهم الكثير، إلا أنك كنت ترى أنهم سيحجزون لك ذات يوم مقعداً آمناً، لم يضع أحد أبناء الغدر تحته ما يؤذيك، والأهم من ذلك أنك تعلم أنه سيكون بجوار مقعد «سيد ابن آدم»!

حين تسمو الروح وتحلّق، وتترك ذلك الجسد الثقيل، الذي كان يجبرها على العيش في كوكب لا تنتمي إليه، فتعود في حواصل طير خضر إلى أعشاشها في أسفل العرش، وتعود أرواح الشهداء إلى حالتها النورانية، فهل يهمها بالفعل في تلك اللحظات أن تعرف ما يحدث للجسد؟ هل بقي واحداً، أو تحول إلى أشلاء؟ الأمر لا يهم، فالروح واحدة، وقد وصلت على نهاية الاختبار... بنجاح.. وعزة.. وشموخ.. وشهادة!

يقال إن بقايا الشهداء تحمل رائحة الحنّة، تلك الرائحة الهادئة، فهي بعيدة عن ضجيج الروائح المصطنعة السامة، كما أنها تحمل شيئاً من طيبة الأقدمين، فهل شممتها قبل رائحة البارود؟ هل حملت ذكراها إلى هناك؟ هل بقي جزء من رائحة الحنّة في تلك البقايا القندهارية، لكي يؤكد أن الهمّ واحدٌ من جاكرتا إلى الرباط، والألم واحد، والمؤامرة واحدة، والقبلة واحدة، أينما كانت الأجساد؟!

قرأتُ أن أحد الصالحين في عصر ما من عصور الحروب الكثيرة في تاريخنا، كان له الكثير من الطلبة الذين يجلسون في مجلسه للتعلم فترة، ويذهبون للدفاع عن وطنهم ومعتقدهم في الثغور فترات أخرى، فكان يعرف ويخبر من حوله، أن فلاناً لن يعود من تلك الرحلة، وأن الطالب الفلاني لن يعود، وسيستشهد، وغالباً ما كان كلامه يتحقق وبدقة، وحين سُئل عن الطريقة التي يعرف بها أن طالباً ما يقضي أيامه الأخيرة، أجاب أنه يعرف ذلك من نشاطه، فالصالحون وذوو الهمم يكونون في أنشط حالاتهم، وفي قمة عطائهم حين يصبحون قريبين من تسليم الأمانة.

لا أعلم كم واحد من الذين صلوا عليك بلا ركوع ولا سجود قرأ كلماتك الأخيرة، التي كتبتها قبل أسبوعين من ارتقائك، إذ تُذكّر بالشام وأنت تعد العدة لقندهار:

«خرج من الشهباء نحو 20 ألف طفل خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن سجلوا روائع الصبر، وإباء النفس، وشموخ العزة والكرامة، فعندما اخترقت القذائف والقنابل جدران الحديد والصلب أحد منازل المدينة، ظهر الشبل (عمران) من بين الخراب والركام، أمام أجهزة الإعلام العالمية هادئاً صابراً محتسباً، فبكت عليه البواكي، أمّا الطفل عمران فلم تذرف عينه دمعة واحدة، فَعِبَرُ التاريخ تجمعت أمام ناظريه، ليقرأ من بين سطورها وعد الله تعالى: (إن مع العسر يسراً)». كانت هذه كلماتك الأخيرة في البيان.. فهل يا تُرى وصلت رسالتُك؟!