أحدث الأخبار
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد
  • 12:21 . الإمارات تعلن إسقاط 90 طناً من المساعدات على شمال غزة... المزيد
  • 10:54 . "أدنوك" تنتج أول كمية نفط خام من منطقة "بلبازيم" البحرية... المزيد
  • 10:52 . "المصرف المركزي" يعلن مناقصة للأذونات النقدية أول أبريل... المزيد
  • 01:35 . "الأبيض الأولمبي"يحتل المركز الأخير في غرب آسيا بالخسارة أمام تايلاند... المزيد

صوت المفاتيح

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 28-06-2017


انتبه أبو عبد الله من غفلته على وقع جياد موكب الملكين الكاثوليكيين «إيزابيلاّ وفيرناندو»، وهي تدق صخور الرّابية على سفح جبل الرّيحان، ثم انقطعت الأصوات إلا من همهمة الجياد تنفث البخار من مناخرها في يوم شتوي قارس. همّ أبو عبد الله أن يترجل عن جواده ويتركه، ولكن فيرناندو منعه وعانقه بعطف. أدخل أبو عبدالله يديه في حقيبة على جواده، وأخرج مفاتيح كبيرة؛ التفت بعينيه دون أن يستدير إلى من خلفه ثم خاطب فيرناندو: هذه مفاتيح مدينة غرناطة، هي الأثر الأخير لدولة العرب في إسبانيا، وقد أصبحت أيها الملك سيد تراثنا وديارنا وأشخاصنا، فهكذا قضى الله، فكن في ظفرك رحيماً عادلاً.
سرح أبو عبدالله ببصره على منظر مدينة غرناطة وقصر الحمراء، وعلى صوت المفاتيح الحديدية، وهي تنتقل من يد فيرناندو لأيدي كبار رجاله؛ تنهّد آخر ملوك الأندلس تنهيدة حسرة عميقة، وانهمرت دموعه، ثم جثا على ركبتيه وأجهش بالبكاء. في الصمت الواسع صاحت امرأة بنبرة مبحوحة، التفت العرب والإسبان لعجوز تخاطب أبا عبدالله «أجل فلتبك كالنساء ما لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال»؛ ليتكرر صداها عبر التاريخ بأكثر من ترتيب «ابكِ كالنساء على مُلك لم تحافظ عليه كالرجال»، أو «ابك كالمرأة ملكاً لم تعرف الدفاع عنه كالرجل».
أبطال مشهد «تلة زفرة العربي الأخيرة «Puerto Suspiro Del Moro» بسفح جبل الرّيحان في 2 يناير من عام 1492:
- أبو عبدالله الصغير، آخر ملوك دولة بني الأحمر في الأندلس، وبسوء أعماله، وفساد رأيه تسبب في التعجيل بضياع الأندلس. كان مخادعاً متخاذلاً جباناً. لجأ لفاس فاعتقله سلطانها، وأعماه، ثم تركه يتسول في الشوارع، ليموت الصغير الذي تجاوزته أفعاله الخاصة عن 75 عاماً.
- إيزابيلاّ وفيرناندو ملكا قشتالة وأراغون، ثم محررا إسبانيا، ومكتشفا أميركا تحت راية إسبانيا الموحدة القوية.
-العجوز عائشة الحرة: والدة أبي عبدالله. انقذت عرش غرناطة من مؤامرات ضرتها ثريا الرومية. وبثت روح المقاومة لدى ابنها أثناء حصار غرناطة، حتى عصاها. احترمها الإسبان وألفوا حولها القصص والأساطير، وحافظوا على منزلها «دار الحرة» بغرناطة حتى اليوم.

بالعجمي الفصيح
التاريخ ذو مرتبة تفسيرية فقط، لا صانع للأحداث. فهو يذكر الإسبان بالرّابية ومشهد ذلك اليوم الحزين الذي مضى، فخلدوه باسم شاعري «زفرة العربي الأخيرة». لكنه يذكرنا بالمشهد الختامي لحكم عربي دام ثمانية قرون بصوت المفاتيح الذي لم يتوقف، فما زال أحفاد أهل الأندلس في المغرب يحتفظون بمفاتيح بيوتهم الأندلسية، وما زال أبناء أهل فلسطين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم المقدسية.;