أحدث الأخبار
  • 05:37 . بسبب حملة تضليل مولتها أبوظبي .. دعوى قضائية ضد جامعة جورج واشنطن... المزيد
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد

شروط طرح الأسئلة الصحيحة

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 20-07-2017

لا شيء يجعل الناس يقبلون علاج قضايا حياتهم بالصدمة تلو الصدمة، ويتعايشون مع كل فكر وتفسير لاعقلاني، ويدخلون في صراعات مريرة ضد بعضهم بعضا بحجة اختلافاتهم الدينية والطائفية والعرقية والجنسية. ولا شيء يجعلهم مهيئين لقبول كل ذلك أكثر من إدخالهم في حالة ذهنية مشوشة بسبب تلاحق الأحداث العبثية وغير المنطقية في حياتهم اليومية.
تشوش الذهن الذي لم يعد صاحبه يفهم ما الذي يجري حوله، ولا يدرك تفسيرات منطقية تدله على الأسباب والمسببات، وهو ما يحدث في اللحظة الراهنة للإنسان العربي. تلاحق الأحداث المأساوية عبر الأرض العربية كلها، والأوجاع العميقة التي تنتج عنها في النفس العربية تجعل لدى الإنسان العربي قابلية لقبول التفسيرات غير المنطقية والقصص التآمرية الخيالية، التي يبثها الكثير من الجهات الرسمية والكثير من الجهات المدنية التابعة لها.
فجأة أصبحت لدى الإنسان العربي المشوش الذهن، قبول كل ما يقال له عما يحدث في أقطار عربية، مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن ومصر ولبنان وفلسطين المحتلة، أو في مناطق، مثل الخليج العربي والمغرب العربي ووادي النيل. وما يقال أصبح ينحصر في شيطنة هذه الطائفة أو تلك، أو هذا الحزب أو ذاك، أو هذا الحاكم أو ذاك، أو هذه الدولة الإقليمية غير العربية أو تلك. والنتيجة هي تلك الانقسامات الحادة بين الناس، وحروبهم ضد بعضهم بعضا، وخوفهم من بعضهم بعضا، وانشغالهم بتخوين بعضهم بعضا.
والرابحة في نهاية المطاف، والواقفة في زاوية تتفرج على كل ذلك وتقهقه، هي الجهات التي تقف وراء كل الاحداث، والتي تستفيد من صدمات كل تلك الاحداث، والتي يهمها أن تبقى النيران مشتعلة حتى تأكل الأخضر واليابس ويدخل العرب، كل العرب في تيه الإفناء الذاتي المجنون.
من هنا الأهمية القصوى لأن تطرح كل الجهات، التي خدعت وسيقت كالنعاج، على نفسها هذا السؤال: من وما هي الجهات التي تستفيد إلى أبعد الحدود مما يحدث الآن في كل أرض العرب؟ هذا السؤال يحتاج أن يسأله المسلمون السنة والشيعة والزيدية والإباضية وغيرهم، أن يسأله القوميون والإسلاميون، أن يسأله العلمانيون والمتدينون، أن يسأله رؤساء القبائل، أن تسأله الحركات النسائية، أن يسأله الحقوقيون بكل أشكالهم.
وهذا السؤال لن يكون في الصميم وموجها إلى الجهات الحقيقية المسؤولة عما يحدث والمستفيدة مما يحدث، إلا إذا اتفق الجميع على تهدئة الصراع في ما بينهم إلى حين معرفة جواب ذلك السؤال، وبشرط ان يتحدث الجميع صواب الإجابات المزيفة الكاذبة التي تقدمها يوميا وسائل إعلام الجهات المستفيدة، حتى تبعد الشبهات عن نفسها، وتلقي اللوم على الجميع ما عدا نفسها.
قائمة الجهات المستفيدة، حسب تنوع الأحداث وتنوع أمكنة حدوثها، لا يمكن أن تخرج عن الشركات العولمية التي لها مصالح للاستيلاء على ثروات العرب أو بيعهم السلاح أو مزاحمة شركات أخرى، أو عن جهات حكم لها طموحاتها المجنونة في الحاضر، وتحتاج أن تحصل على المديح واستلام الأمور بيدها، أو عن المستفيد الأكبر والأعظم، مثل الكيان الصهيوني، أو عن صراعات النفوذ الدولي في هذه البقعة أو تلك، أو عن مؤامرات مؤسسات التجسس والاستخبارات الدولية أو المحلية الإقليمية.
لنلاحظ أن وسائل الإعلام التي تهيمن عليها الجهات المستفيدة لن تشير إلى أي من جهات القائمة، وإذا أشارت إليها في الحالات النادرة فإنها ستقرنها بالمواضيع الطائفية أو الدينية أو القبلية أو العرقية أو المناطقية، وذلك من أجل تشويه أفكار الناس وإبعادهم عن معرفة المستفيدين الحقيقيين.
سياسة فرق تسد لها ألف وجه ووجه وألف أداة وأداة. وهي مجربة وناجحة إلا إذا ووجهت بطرح الأسئلة الصحيحة في أجواء مجتمعية لا تغلب عليها الصراعات العبثية في ما بين مكونات المجتمعات.
عند ذاك لن تكون الإجابة المجتمعية على الأسئلة نظرية، وإنما ستنتقل إلى الواقع لتعالجه من خلال تلاحم وتعاضد مكونات المجتمع في وجه المستفيدين الحقيقيين من تباعد الناس عن بعضهم بعضا. المسؤولون في مؤسسات المجتمع المدني العربي مدعوون لإنهاء استغلال خلافاتهم الطبيعية، لأجل مصالح الطائفيين الموتورين، أو شركات البترول الكبرى، أو المغامرين الانتهازيين من رجالات الحكم في بعض بلاد العرب، وذلك كله بإدارة الاستخبارات الدولية المعروفة.