أحدث الأخبار
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد

«ليتك لم تعد!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 27-07-2017


للذاكرة طقوسها العجيبة؛ فهي كما أنها لم تعد تسعفك في تذكر وجوه أو أسماء من قابلتهم منذ أيام عدة فقط، وتضعك في حرج التبسم والانشراح والدخول في موضوعات عامة، وأنت تحاول جاهداً تذكر المكان والحوار الذي رأيت فيه هذا الوجه، كي لا تسقط في فخ عدم المعرفة وعدم الاهتمام؛ وبالتالي فأنت عميل لقوى الشر، التي تريد النيل من المكتسبات الحضارية، هي ذاتها تلك الذاكرة، التي تحتفظ - بشكل رائع - بالوجوه القديمة، بل وتجعلك تميزها من بين مئات الآلاف من الوجوه، حتى إذا فعل الزمن فعلته بها.. هذا الوجه هو النسخة الحديثة (وليست بالحديثة) من وجه ذاك الطفل.. طريقة سماوية ما!

وليس هناك ما هو أسعد عندي من رؤية وجه قديم.. قديم جداً، وجه من أيام ما قبل الطفرة، التي أصبحت (طفرة) فعلاً لشدة ما عملته في قلوب ونفسيات المجتمع، وجه يحمل معه كل دلالات تلك الأيام الجميلة، نومة السطح.. حمل «المصجبة» دون خوف من سؤال.. وجود فسحة حقيقية لوضع خيمة رمضانية دون أن تعيق المرور.. الخروج بـ10 دراهم بتوكل حقيقي بأنها ستكفي وربما ستزيد.. النظر بفخر لشعار النادي الذي تحبه، والذي كان ذات يوم يتصدر الترتيب العام.. إمكانية الوصول إلى دبي بثلاثة دراهم والعودة بأربعة.. وجوه تلك الأيام لا تنسى!

حينما تعانق وجهاً من تلك الحقبة؛ فأنت لا تعانقه هو حقيقة، لكنك تعانق نفسك في تلك الأيام، تعانق نفسك التي لم تعد تعرفها، أين ذلك الذي كنته أنت؟ ماذا دهاك؟

وبالمثل.. فإن الكثير ممن تلتقي معهم تلتقي معهم وأنت تحمل تلك الذكرى، ذكراهم فيك.. أو ذكراك فيهم، لهذا أيضاً فإن أسوأ ما يمكن أن يصيبك نفسياً هو أن تكتشف كم تغيروا؟ فتنطفئ السعادة بسرعة كما اشتعلت.

يعود الطفل القديم إلى عالمه، فيتخيل أنه سيجدهم كما تركهم.. سيجد الأرواح الطاهرة نفسها، الضحكات من القلب نفسها، الشخصيات نفسها التي لا تعرف الخبث ولا الحسابات المعقدة؛ تلك الشخوص التي كنت تعرف أنها غاضبة منك، حينما تصل إلى دائرة قطرها ثمانية أمتار مركزها هم! لأنهم لم يكونوا يعكسون ما لا يبطنون.. وغضبتهم تنعكس ملامح في وجوههم، لا خناجر في ظهرك!

لكن الحقيقة هي أن الذاكرة إن لم تخن فالواقع يخون، ستجد أن كل شيء تغير حتى أرواحهم.. وحديثهم.. ومجالسهم.. نصيحتي لك: إذا كنت تحب ذكرياتك لدرجة القداسة فلا تقترب منها، اتركها كما كانت حين الفراق؛ لأن اقترابك من وجوه الماضي سيصدمك بمدى تغيرها، وسيجعلك تتمتم في وجه صديقك القديم: ليتك لم تعد!