أحدث الأخبار
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد

«اليونسكو»: قياس قوة مصر المفقودة

الكـاتب : حمزة المصطفى
تاريخ الخبر: 17-10-2017


في مشهد سوريالي الدلالة غير مستغرب في واقعنا الرديء المعاش، انتشى أحد أفراد البعثة الدبلوماسية، طرباً بخسارة المرشح القطري لانتخابات اليونسكو حمد الكواري، وفوز منافسته الفرنسية أودراي أزولاي، فصرخ عالياً بحياة فرنسا وسقوط قطر. خارج السقوط الأخلاقي المتكرر، تبرز حالة مصر في عهد السيسي بوصفها نموذجاً غريباً يحكم علاقات الدول مع بعضها البعض.
من حيث المبدأ، تتساوى جميع الدول في مسائل السيادة والاستقلالية والشخصية الاعتبارية، لكن بنية النظام الدولي التي تحكمها الفوضى والصراع المستمر لا تعترف بما سبق ذكره إلا ظاهرياً، وتمنح لمحددات القوة والقدرة الدور الرئيس في تحديد العلاقات البينية بين الدول. من هنا، برزت مصطلحات شارحة لأشكال العلاقات بين الدول يرسمها خط بياني يبدأ تصاعدياً من التبعية، إلى الالتحاق، فالاعتماد المتبادل، ثم الردع أو توازن الخوف، وينتهي بتوازن القوى.
لكن السؤال الرئيس الذي يختلف عليه دارسو العلاقات الدولية يتمثل في كيفية حساب قوة الدول وقدرتها على فرضها. وإذ أنصح طلاب العلاقات الدولية بالعودة إلى كتاب «العمق الاستراتيجي» لأحمد داود أوغلو، حيث قدم فيه معادلات رياضية معقدة لحساب قوة الدول وفقاً لمقدراتها الثابتة أو المتغيرة، أميل في هذه المسألة إلى تبني المعادلة البسيطة هذه: P= (M+E+C) (W+S)
وفي الشرح التفصيلي فإن القوة (power) تساوي الحصيلة الجدائية لناتج المقدرات العسكرية (Military) والاقتصادية (Economic) وما يطلق عليه الكتلة الحرجة (Critical mass) التي تشير في فهمنا إلى الشعب والموقع الجغرافي مع الإرادة السياسية (Will) والأهداف الاستراتيجيّة (Strategic goals). ووفقاً لهذه المعادلة فإن الدولة وبغض النظر زيادة/ قلة مقدراتها القومية، لن تفرض قوتها في السياسة الخارجية ما لم يتوافر لدى صانع القرار فيها الرغبة والإرادة والنظرة الاستراتيجية.
في حالة مصر، فقد حققت على مدار تاريخها كدولة حديثة موقعاً ونفوذاً في النظام الإقليمي العربي بحكم ضخامة جيشها، وتسليحه، بالإضافة إلى موقعها وعدد سكانها. ومع أن ضعف الموارد الاقتصادية كان عاملاً مثبطاً، فإن تطلع القاهرة إلى التأثير والريادة في قيادة العمل العربي جعلها تتبوأ مكانة متقدمة إقليمياً، على الرغم من محاولات دول مختلفة مثل السعوديّة وسوريا والجزائر منافستها. لكن القاهرة ومنذ أواخر عهد مبارك، بدأت نهجاً داخلياً وخارجياً يجعل مصر دولة تابعة تنتظر المساعدات العسكرية الأميركية، وتخشى غيابها، وتنتظر هبات الدول الغنية لتعالج المشاكل الاقتصادية.
وما فسر على أنه واقع، ثبت عكسه بعد ثورة يناير، إذ سرعان ما أضفت الثورة بعداً معنوياً فرض تأثيره على مكانة مصر على المستوى الإقليمي والدولي، وقد بدا ذلك جلياً في العدوان الإسرائيلي على غزة 2012، عندما قادت مصر الاتصالات الدولية، لإيقاف العدوان بشروط المقاومة وإرادتها. لكن الانقلاب العسكري الذي أوصل سلطة غير شرعية إلى الحكم نسف الصعود المتسارع لمصر، وقادها تدريجياً إلى مكانة لا تليق بحجمها. وقد برز ذلك جلياً في خسارة مرشحتها إلى اليونسكو، وسلوكها الكيدي ضد قطر الذي أوضح حقيقة واحدة مفادها، أن مصر في عهد السيسي أضحت دولة هامش تتحكم فيها إمارة أبو ظبي كما تشاء مقابل بعض الهبات والمساعدات.;