أحدث الأخبار
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد
  • 06:15 . جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد

حين يأتي التطرّف من البيت الأبيض مباشرة!

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 11-12-2017


هل كان قرار دونالد ترمب مفاجئاً؟ طبعاً لا؛ فهو وعد به مرشحاً ثم رئيساً، وكان متوقّعاً في الأسبوع الأول لولايته، لكنه أخّره ريثما يضع صهاينة فريقه أيديهم على الملف، وكذلك وفقاً لحسابات ومصالح لا علاقة لها بوضع خطة جديدة لإحياء عملية السلام.
هل كان الفشل العربي في استباق القرار والحيلولة دون صدوره مفاجئاً؟! طبعاً لا؛ فالقمة العربية التي انعقدت أواخر مارس الماضي في الأردن أُحيط قادتها علماً بأن هذا الرئيس الأميركي سيخلّ بالأعراف التي كان أسلافه يراعونها؛ لئلا يخرّبوا مقوّمات ما يُسمّى «عملية السلام» أكثر مما هي مخرّبة!
عناصر كثيرة دخلت على الخط لتضييع البوصلة العربية. كان يُفترض أن يبدأ تحرك دبلوماسي تديره الجامعة العربية وتستحث فيه منظمة التعاون الإسلامي ودول حركة عدم الانحياز والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بمختلف منظماتها، بغية إشعار واشنطن بحجم الاعتراض الدولي على أي خطوة أميركية للمسّ بملف بالغ الحساسية مثل القدس. لكن إدارة ترمب وإسرائيل تلاعبتا بالأجندة العربية، سواء بإشغال الفلسطينيين والعرب بإغلاق المسجد الأقصى ومحاولة وضع اليد عليه، أو بالإيحاء بأن «مبادرة سلام» على وشك أن تُعلن بعدما التقى ترمب تباعاً رئيس الوزراء الإسرائيلي وعدداً من القادة العرب، وبالتالي ينبغي انتظارها لأنه يُستبعد/ أو لا يُعقل أن يقدم ترمب على أي خطوة مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إذا كان في صدد طرح مبادرة يريد لها قبولاً فلسطينياً.
لكن معايير العقلانية السياسية لا تبدو صالحة في تقييم سياسات ترمب، كذلك مقاييس القانون الدولي؛ فهو يعوّل على تفاهمات غير علنية خارج القوانين وقرارات الشرعية الدولية، ويبدو أنه حصل عليها من جهات عربية خرجت بدورها عن أبسط شروط «الاعتدال» التي تتطلّب عدم التفريط في بقية القدس بشكل مجاني، إن لم يكن من أجل مصلحة عربية أو إسلامية، فعلى الأقل لمصلحة فلسطينية. والآن، بعدما وقعت الواقعة، لم يدرك المتهاونون أن المكاسب التي ربما يحصلون عليها لقاء صمتهم لا توازي بل لا تُقارن بحجم الأضرار التي سيتسبّب بها قرار ترمب، وبالأخص استغلال إسرائيل لهذا القرار بتوسّعها في تطبيق مفهوم السيادة على الأماكن المقدّسة.
من الطبيعي أن تهبّ انتفاضة جديدة؛ فالشعب الفلسطيني لا يستطيع أن يصمت إزاء عدوان سافر ومتعمّد يرتكبه رئيس أميركي على حقوقه الأساسية، وإزاء إجحاف يهدف إلى إقفال الخيارات والسبل أمامه. هذه المرة جاء التطرّف من البيت الأبيض مباشرة؛ إذ دمّر ترمب كل أمل في السلام، مع علمه المسبق بأنه سيؤدي إلى تفجّر العنف وإهدار الدماء. فمنذ رمى العرب خيار الحرب مع إسرائيل، صارت حروبهم داخلية.. ومنذ أخفقوا في إدارة معارك السلام، تولّت الولايات المتحدة وإسرائيل تخريب المفاوضات لجرّهم إلى استسلام مطلق للشروط الإسرائيلية. لكن مهما قست الظروف، فإن الاستسلام لا يمكن أن يكون خياراً للشعب الفلسطيني. هذه المرّة أيضاً لا مجال للوم إيران -أو أي طرف آخر- إذا تبنّت أو حتى إذا استغلّت قضية هذا الشعب، طالما أن المجتمع الدولي يعامله بهذا القدر من الظلم والخذلان. فالوسيط الأميركي كذبة مكررة ومتوارثة، وقد كان مقبولاً رغم انحيازه، بعدما ألغى -بطلب إسرائيلي- أي أدوار أو وساطات أخرى، لكن المسّ بهوية القدس ومكانتها لا بد أن يلغيه.;