أحدث الأخبار
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد

دبلوماسية «الابتزاز» الأميركية لن تحقّق أهدافها

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 08-01-2018


ليس معلوماً ولا مفهوماً، كيف يريد دونالد ترمب تطبيق سياساته، ما دامت طرائقه منفّرة للحلفاء قبل الخصوم، أو حتى غير مقبولة من عواصم تُعتبر أقرب إلى واشنطن من سواها، ففي الموقف من تظاهرات الاحتجاج في إيران كان الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي وحيدين، تماماً كما كانا -ولا يزالان- وحيدين في تأييد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان الرئيس الأميركي أغلق العام 2017 مهدّداً بقطع المساعدات عن الدول التي تتحداه، وتصوّت ضد قراره ذاك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد باشر تنفيذ تهديده، بادئاً أولاً بحجب جزءٍ من مساهمة الولايات المتحدة في ميزانية الأمم المتحدة، ثم أتبعه بوقف المساعدة للسلطة الفلسطينية، كما ثبّت تجميد التمويل الأمني والشحنات العسكرية لباكستان.
لا شك أن مجمل الدول الغربية، باستثناء عدد قليل، تعاطفت مع المحتجّين الإيرانيين، سواء بدواعي احترام حقوق الإنسان وتفهّم المطالب الاقتصادية، أو لدواعٍ سياسية تلتقي مع شعارات وهتافات أطلقها المتظاهرون، وهاجموا فيها التدخل الإيراني في سوريا وغزّة ولبنان، ناهيك عن العراق واليمن، لكن التعاطف الأوروبي لم يبلغ حدّ الدعوة إلى "تغيير النظام"، كما ورد في تغريدات ترمب، ثمة أسباب لذلك، ومن أهمها وجود تعارض واضح في مفاهيم مواجهة إيران بين الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية، فواشنطن تدعو إلى تشكيل "تحالف دولي" للتصّدي للنفوذ الإيراني، لكن الحلفاء الأوروبيين لا يثقون في الاستراتيجية الأميركية، ويريدون التأكد من أنها لن تقود إلى حرب جديدة في منطقة الخليج، ومن تلك الأسباب أيضاً أن التظاهرات لم تستطع، رغم تمكّنها من كشف معضلة داخلية عميقة وخطيرة، أن تنتج حالاً ثابتة ومهددّة للنظام الذي توصّلت تكتيكاته الأمنية، على العكس، إلى احتواء الحراك الشعبي، عازلاً نقاط التظاهر عن بعضها البعض، ومستخدماً العنف في عدد من المناطق.
لذلك راوحت المواقف الأوروبية بين الدعوة إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف، وبين الدعوة إلى حوار جدّي لمعالجة مطالب المحتجّين، وكان موقف تركيا لافتاً بتأييدها الإجراءات التي تتخذها طهران لإنهاء موجة الاحتجاج، ما عنى أن التقارب بين الجارين في أفضل أحواله، وعشية محاولة أميركية لتدويل الحدث الإيراني في مجلس الأمن، كانت موسكو وبكين شديدتَي الاستياء من عزم الولايات المتحدة على التدخل في شؤون إيران الداخلية، وبالتالي فإن الانقسام الدولي حول سوريا مرشح لأن يتواصل في شأن إيران، بل سيكون أكثر شراسة، لأن روسيا والصين تعتبران أن المسّ بإيران اليوم يعني أنهما ستكونان التاليتين على اللائحة الأميركية.
 قد لا يكون عدم ثقة الحلفاء والأصدقاء بسياسات واشنطن حالاً استثنائية، إلا أنه يشكل حالياً ظاهرة غير مسبوقة مع جنوح أميركا-ترمب إلى استخدام دبلوماسية "الابتزاز" بالمساعدات، وإذ ردّ الفلسطينيون على التهديد بأن "القدس ليست للبيع"، وأن المساعدات التي تقدّم إليهم هي "من أجل إسرائيل" أولاً وأخيراً، فإن الباكستانيين ردّوا أيضاً بأن المساعدات ليست مجانية، بل تُوفَّر لقاء خدمات وتسهيلات، وبالتالي فإن تعليقها "سيأتي بنتائج عكسية" بالنسبة لمكافحة الإرهاب عموماً، وكذلك بالنسبة لمطالبة واشنطن بالتشدّد في مقاتلة حركة "طالبان" و"شبكة حقاني"، لكن حياة الفلسطينيين والباكستانيين وموتهم لا يتوقفان على المساعدة الأميركية، ويُفترض أن واشنطن تعرف أن "الابتزاز" لن يُجبر الفلسطينيين على قبول خطتها للسلام طالما أنها غير منصفة، ولن يُجبر باكستان على الرضوخ لمطالب لا تتناسب مع أمنها.;