أحدث الأخبار
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد

إيران ودول الخليج.. ضرورة الاحترام المتبادل

الكـاتب : شمسان بن عبد الله المناعي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

شمسان بن عبد الله المناعي

منذ قيام الثورة في إيران عام 1979، وهي تحاول جاهدة أن تمد نفوذها إلى دول عربية وغير عربية عديدة، بحجة تصدير الثورة (الإسلامية) إلى العالم، وتحت ذرائع مختلفة. وأولى الدول التي تضررت من هذه السياسة هي دول الخليج العربي، مما انعكس سلبا على العلاقات بين الطرفين، فأصبحت علاقتها بهذه الدول المجاورة لها منذ 1980 في توتر وصراع سياسي دائم ومستمر، ولم تبن علاقاتها على الاحترام المتبادل وحسن الجوار بسبب الأطماع الإيرانية التي ترمي إلى الهيمنة والسيطرة على هذه الدول، مما أدى إلى تأزم في العلاقات مع هذه الدول سواء أثناء حكم زعماء إيران الراديكاليين أو المحافظين، ومن هذه السياسات التي لا تجيزها القوانين والأعراف الدولية تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، وتمويلها ومساندتها للجماعات المارقة في هذه الدول كما حدث في مملكة البحرين أثناء أحداث 14 فبراير (شباط) 2011.

ولا تزال إيران مستمرة على هذه السياسة، وأثناء ما سمي بالربيع العربي أخذت إيران تصول وتجول لعلها تجد لها موطئ قدم في بلد عربي، فكان الرئيس نجاد هو أول رئيس يزور مصر أثناء حكم الرئيس السابق محمد مرسي، وذلك لأن مصر هي الحلم بالنسبة لإيران، بيد أن هذا الحلم ما برح أن تبدد، وتدخلت في اليمن لتقوية موقف الحوثيين، وبعدها اتضح الموقف الإيراني جليا وواضحا عندما قامت الثورة السورية، وتدخلت إيران عسكريا بكل ما تملك من قوة للحيلولة دون سقوط النظام السوري، وذلك لأن هذا النظام يمثل الحلقة الأقوى في مشروعها الهلالي في الدول العربية، وحرمت الشعب السوري من أن يقرر مصيره بنفسه كبقية الشعوب.

ومما زاد الطين بلة، بشأن تدهور هذه العلاقات مع دول الخليج العربي، مشروعها النووي الذي بسببه فرضت العقوبات الاقتصادية والمالية على إيران من قبل دول العالم، والذي يمثل تهديدا للأمن والسلام في المنطقة برمتها، خاصة أن إيران ليست بتلك الدولة التي يعتد بنواياها. وعلى الرغم من التصريحات التي يطلقها ويتبجح بها القادة الإيرانيون في كل مناسبة، بأنهم يرغبون في إقامة علاقة طيبة مع دول الخليج العربي خاصة مع السعودية، فإن ما تقوم به إيران على أرض الواقع يناقض هذه التصريحات، حيث لا تزال إيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث رغم مطالبات دول الخليج بها في كل مؤتمر قمة خليجي، وترفض حتى مبدأ التفاوض على هذه الجزر، فكيف بدول الخليج أن تصدق وعود إيران وطمأنتها لدول لها حول كل ما تقوم به؟!

لن تتمكن إيران بهذه السياسات من أن تبني أي علاقات سليمة مع دول الخليج العربي، وإذا كانت إيران قد استطاعت أن تمد الجسور مع بعض دول الخليج العربي لممارسة سياسة فرق تسد، فإنها لن تنجح ما دامت دول الخليج العربي واعية لهذه السياسة، ولكل ما تقوم به إيران من تهديد لأمنها. ومن هنا نقول إن الكرة الآن في الملعب الإيراني وليس الخليجي، وإذا ما أرادت إيران أن تسلك سياسة حسن الجوار مع دول الخليج العربي فعليها أن تخطو ولو خطوة واحدة إلى الأمام، لكي تكشف عن حسن نواياها، فالوعود الكلامية لا تفيد، فعليها ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، وهو مبدأ تنادي به القوانين والأعراف الدولية، وأن تقبل بنقل قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إلى محكمة العدل الدولية للأخذ بمبدأ التحكيم.

وها هي دعوة السعودية لإيران تقدمها لها على طبق من ذهب لإجراء حوار لجعل المنطقة آمنة ومزدهرة، والتي وجهها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، لوزير الخارجية الإيراني لزيارة الرياض. فهل تستجيب إيران لهذه الدعوة وتستغل الفرصة، وذلك لأنها جزء مهم من الأمن الإقليمي في المنطقة؟ وتعبر هذه الدعوة عن حسن النايا لدى السعودية والحكمة التي تتمميز بها في سياستها الخارجية مع دول المحيط الإقليمي، ولا شك في أن هذه الدعوة تأتي استجابة للرغبة التي أبدتها إيران عندما وصل روحاني إلى الحكم، فقد صرح أكثر من مرة عن رغبة إيران في تحسين علاقتها مع دول الجوار خاصة المملكة العربية السعودية.

هل يدرك قادة إيران أن الأمن في منطقة استراتيجية كمنطقة الخليج العربي هذه، حيث تتقاطع مصالح دول عديدة، هو شيء مهم وضروري بالنسبة للعالم أجمع؟ ومن جانب آخر يجب على إيران أن تتعظ من الأحداث التي مرت بها المنطقة، خاصة حرب الخليج الثانية التي أدت إلى تدخل الدول الكبرى عسكريا لتحرير الكويت، وما أعقبه بعد ذلك من قيام حرب الخليج الثالثة وإسقاط نظام صدام في العراق، ولا تزال المنطقة تعاني مما ترتب على هذه الحرب من آثار سلبية.

إن المنطقة لا تتحمل حربا رابعة قد تكون إيران طرفا فيها، خاصة أنها لم تعد تتحمل تبعات أي حرب أخرى، ولذا على إيران أن تعي ذلك وتدرك أن الكلام لا يغني عن الأفعال شيئا، ولم توجه السعودية هذه الدعوة إلا لإدراكها خطورة الوضع في المنطقة وتداعيات الحرب السورية على هذا الوضع. ولن تظل إيران دائما في منأى عن أي أحداث تقع فيها. فهل يحكم قادة إيران المنطق أم يظلون على مسلكهم وسياستهم البراغماتية؟!

إن لقاء وزير الدفاع الأميركي بوزراء الدفاع لمجلس التعاون مؤشر على خطورة الوضع الأمني في المنطقة، كما جاء في كلمة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، عندما قال: «نجتمع اليوم في ظروف بالغة الأهمية وتهديدات متنامية لأمن واستقرار المنطقة». وهي رسالة توجه للمجتمع الدولي كافة، لأنه لو تدحرجت كرة النار المشتعلة في سوريا والعراق إلى دول الخليج فإن الأمن في كل دول المنطقة سوف يتأثر. فهل تعي الدول الكبرى بهذه الحقيقة، أم يأتي الوعي متأخرا؟