أحدث الأخبار
  • 12:51 . على حساب الهلال السعودي.. العين يبلغ نهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه... المزيد
  • 09:49 . تقرير: أبوظبي تشارك بنقل الفلسطينيين من رفح تمهيداً لاجتياحها من قبل الاحتلال... المزيد
  • 09:40 . جوجل تطرد 20 موظفًا احتجوا على صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:39 . أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية إلى الأردن... المزيد
  • 08:25 . تسعير خام دبي لشهر يوليو بخصم 0.10 دولار عن خام عمان... المزيد
  • 08:20 . استثنى "سكاي نيوز".. السودان يعيد عمل مكاتب قناتي العربية والحدث السعوديتين... المزيد
  • 07:18 . النفط يتراجع إثر تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران... المزيد
  • 07:15 . أبو عبيدة: سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال مستمراً... المزيد
  • 07:01 . الإمارات وعُمان توقعان شراكات استثمارية بـ 129 مليار درهم... المزيد
  • 06:47 . بيان إماراتي عُماني مشترك يدعو لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد... المزيد
  • 06:39 . تقرير: السعودية أكثر دول الشرق الأوسط إنفاقاً في المجال الدفاعي... المزيد
  • 01:05 . وزير الخارجية الإيراني يصف عقوبات الاتحاد الأوروبي بأنها “مؤسفة”... المزيد
  • 01:03 . الاحتلال يقصف شواطئ غزة ويكثف غاراته وسط القطاع... المزيد
  • 12:08 . ألم المستقيم.. أسبابه وطرق علاجه... المزيد
  • 11:33 . "دوكاب" تخطط لإنتاج قضبان الألمنيوم الأخضر... المزيد
  • 11:32 . حاكم الشارقة يؤكد عودة الأمور إلى طبيعتها في الإمارة خلال ثلاثة أيام... المزيد

الإعلام العربي بين«التقليدي» و«الحديث»

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 30-11--0001

أحمد عبد الملك

نواصل حديثنا عن هموم الإعلام العربي بعد أن نظم (نادي دبي للصحافة) الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الإعلام العربي قبل أسبوعين. وأتساءل من هو الإعلامي؟ هل هو النجم الذي يخرج علينا في الفضائيات وهو يلطم ويردح ويتواصل بعينه وأنفه ويديه ورجليه، أمْ ذاك الصبي الذي يصوّر مقطعاً فكاهياً، أو الذي يدمج صورة رئيس دولة مع صورة مغنية درجة عاشرة؟

صحيح أن التعريف أصبح ملتبساً، بعد أن صار الناس يُصدِّرون الرسائل، مهما كانت مواضيعها، ومهما مسّت حريات الآخرين وخصوصياتهم، لأن المغردين والمصورين ليسوا على ثقافة واحدة أو بيئة واحدة أو نمط أخلاقي واحد! وبرأيي سوف يظل «المخاض» مستمراً لفترة ليست بالقصيرة، ولن يستطيع أيٌ من الناس منعَ الناس من التواصل حتى وإن هاجمهم (تسونامي الهوامش) كما سماهُ داوود الشريان.

وفي ظل الفوضى ظهرت علينا مسميات لمذيعات لا يعرفن بماذا يُنصب جمع المؤنث السالم أو أين توجد مدينة بلاكبول أو من هو أول من وطأ سطح القمر، وتتصدر صورهن الصفحات على أساس أنهن «إعلاميات قديرات»، أو أن يقضي مذيع عشر سنوات في محطة دون أن يتعلم أو يرتقي ثقافياً خارج دائرة تقديم الأغنيات! وكذلك يقوم الإعلام التقليدي بنعته بأنه «المذيع القدير» ناهيك عن الضعف الفكري والثقافي أثناء الحوار مع الضيوف أو التلعثم عند قراءة نص باللغة العربية الفصحى التي يخاف منها أكثر الإعلاميين الجدد.

في سؤال (الإعلام التقليدي والإعلام الحديث)، رأى البعض أن وسائل التواصل الإجتماعي لها مكانها وحيّزها في الإعلام، لكنها لا يمكن أن تلغي الإعلام التقليدي. وحسب إحصائيات حديثة، فإن المصدر الرئيسي للأخبار عن طريق البوابات والمصادرالإخبارية وبنسبة 35.14%، يليها الإعلام التقليدي (الصحف الإذاعة التلفزيون) وبنسبة 30.40%، ثم وسائل التواصل الإجتماعي وبنسبة 27.95%.

وهنا يبرز لنا سؤال المصداقية بين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث، وبإلقاء نظرة سريعة على ما تتناوله وسائل التواصل الاجتماعي، ونوعية المواضيع المنشورة، ودرجة إتقان اللغة، ومدلولات العبارات، فإننا أمام مشكلة صعبة الحل! لذلك نجد عبارات: التحريض، الفتنة، مسّ كرامة الناس، الإشاعة، الكذب، رفض الآخر وتركيب الصورة المخلة بسمعة الناس، التكفير والتحريض على القتل والفساد اللفظي وشيوع روح الانتقام من الآخر، وغيرها من السلبيات التي لا توجد على منصات الإعلام التقليدي بهذه الكثرة والتنوع. فكيف يمكن اعتبار مثل تلك المواضيع ذات جدوى، ويُحسب أهلها على الإعلام، وتستحق تلك المواضيع أن تثار في الإعلام الجديد؟ وكيف لنا أن نتجاهل دور الإعلام التقليدي ومسؤوليته الاجتماعية في حفظ كرامة الناس وتنمية أذواقهم وحقهم في الوصول إلى المعلومة الصحيحة دونما تحريف أو مبالغة؟

ولقد وصم بعضهم الإعلام العربي بأنه منحاز ومُضلل ومشوّه. ولن نستطيع إغفال هذه الصفات أو نفيها. ولذلك تراكمات سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وقيمية، ولكن في ذات الوقت، لا يمكن أن ننعت تلك المواضيع السلبية– التي أشرنا إليها– والمتداولة عبر أدوات التواصل الإجتماعي بأنها إعلام جديد ومهم وصادق! ولا ننسى أنه في عهد الإعلام التقليدي كانت نسبة قضايا النشر محدودة، ولا توجد قضايا على الإذاعة أو التلفزيون أو المتصلين بالجهازين، أما اليوم فإن المحاكم تنظر في العديد من القضايا التي تخالف القانون العام .

ما زال الإعلام العربي وراء القضبان، وقد تكون هنالك قضبان حديدية أمنية، وأيضاً قضبان مخملية يمثلها رأس المال والإعلان، ويبقى الأمر رهن المخاض الطويل الذي سيُفرز– بعد حين– جيلاً مؤهلاً من الإعلاميين الذين يتقنون المهنية ويمتازون بالعقلانية، بعد أن يكبر «مراهقو» وسائل التواصل الإجتماعي أو يصلوا إلى سن الرشد.

وفي هذا الجو المشحون بالانفلات و(فوضى الفضاء)، تتزايد الحاجة إلى حوار العقل ولجم بعض المنفلتين والمتشنجين، وبعض رواد المقاهي الذين يريدون أن يقولون فقط «نحن هنا»، بغض النظر عن مساهماتهم أو مستوى ألفاظهم التي تخرج في بعض الأحيان عن سوية الحوار ومستوى الاستيعاب، وما نُطلق عليه في الخليج «الزرابة».

هل نحتاج إلى قوانين ومواثيق واشتراطات لدخول وسائط التواصل الاجتماعي؟ بلا شك لا فالأصل في الأمور هو السماح لا المنع، ولا نعتقد أن المنع أو القانون سوف يردع بعض الغوغاء من التستر أو إطلاق عبارات غير مسؤولة.

صحيح أن الدول المتطورة تحاول تحديد مفاهيم الأخطاء والجرائم الالكترونية، وهذا موجود في القوانين العامة التي تحكم مثل هذه الأمور، لكن نركز هنا على دور التعليم والمدرسين والإعلاميين«الأصحاء» والأسرة في توجيه النشء نحو التمسك بالأخلاق وعدم التشنج في الرد السريع، واختيار الألفاظ الراقية كي تكون تعبيراتهم بمستوى الرقي الذي ينشده مجتمعهم، ولكي نحاصر أصحاب النفوس الضعيفة والذين لا يهدأ لهم بال إلا بتعكير الفضاء الإعلامي وخلق حالة من الاستياء وعدم الرضا وبالتالي توتير المجتمع. إن للنفوس حُرمات لا يجوز تجاوزها وكما أنك لا تحب أن يتجاوز الآخرون حرماتك عليك أن تلتزم بعدم الاجتراء على حرمات الآخرين.