أحدث الأخبار
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد
  • 07:42 . "الداخلية" تعلن انتهاء المنخفض الجوي وتحسن الأحوال الجوية... المزيد
  • 07:06 . مركز حقوقي: أبوظبي تمارس ضغوطاً وانتهاكات ضد محامي أعضاء "الإمارات 84"... المزيد
  • 06:57 . البحرية الإيرانية: سنرافق سفننا التجارية من خليج عدن إلى قناة السويس... المزيد
  • 06:21 . جرائم غير مرئية.. قذيفة إسرائيلية واحدة تقضي على خمسة آلاف جنين أطفال أنابيب في غزة... المزيد
  • 05:39 . خبير أرصاد: "الاستمطار الصناعي" وراء فيضانات الإمارات... المزيد

من المهد إلى اللحد

الكـاتب : منصور أنور حبيب
تاريخ الخبر: 30-11--0001

منصور أنور حبيب

مبروك المولود الجديد!"، مقولة يتمنى سماعها كل حديث عهد بالزواج، ومن اشتاقت نفسه للثاني والثالث، ومن حرم سنوات من هذه النعمة الإلهية العظيمة.

لكن في خضم الاحتفالات والهدايا والتبريكات، هل وضعنا في حسابنا كيفية التعامل مع هذا القادم الجديد حتى قبل ولادته؟ لنبحر في محطات سريعة لنرى كيف نستطيع إضافة فرد جديد صحي من الناحية الجسدية والنفسية والاجتماعية.

المرحلة الأولى هي عندما يكون الفرد جنينا في بطن أمه، وحتى قبل ذلك (عند انعقاد النطفة). فالعلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة المبنية على التفاهم والثقة والمحبة، تنعكس إيجابا في روح الجنين.

وأيضا التأكد من عدم وجود القابلية لإنجاب فرد يحمل أمراضا وراثية (فحوصات ما قبل الزواج)، أو تشوهات خلقية (تجنب التدخين من أحد الزوجين أو كليهما، الكحول، بعض الأدوية). وفي هذا الخصوص وجدت دراسات عديدة أن إكثار المرأة الحامل من ذكر الله وقراة القرآن والابتعاد عن الأجواء المشحونة، ينتج مواليد بدون اللجوء للعملية القيصرية، وبأوزان جيدة وفي صحة وعافية.

تسمية الفرد والرضاعة الطبيعية، هي المرحلة الثانية. قد يستغرب البعض في ماهية العلاقة بين الاسم والصحة. التسمية المقبولة عرفا تنعكس إيجابا في شخصية الفرد وثقته بنفسه، وبالتالي في صحته.

أمّا الرضاعة الطبيعية فالقرآن الكريم وقبل جميع الدراسات الحديثة، أنهى الموضوع في الإيجابيات اللامتناهية لحليب الأم. وهنا يأتي دور الأسرة مرة أخرى، فنوعية أكل المرضعة ونفسيتها ودور الزوج في التشجيع المستمر، تحقق الهدف المنشود.

وهنا أذكر بعجالة الدور الإيجابي لبيئة العمل في دعم المرضعات، فدولتنا الحبيبة التفتت لهذا الأمر وتمت ترجمته بإيجاد ساعات خاصة للرضاعة في قوانين الموارد البشرية. ومن هذا المنبر أقترح إيجاد غرف خاصة في كل بيئة عمل، تعطي المجال للأمهات المرضعات لاستخراج الحليب والاحتفاظ به في ثلاجات خاصة، لكي يعطى للرضيع بعد رجوع الأم إلى المنزل.

المرحلة الثالثة هي مرحلة الطفولة؛ فالطفل ورقة بيضاء تنطبع عليها كل حركة وفعل وسلوك من محيط الأسرة، وهذه مرحلة مفصلية. كثير من الدراسات وجد أن بداية التدخين عند الكثيرين كانت في مرحلة الطفولة، نتيجة رؤية أحد الوالدين يقوم بها.

السمنة كذلك والتي أصبحت ظاهرة خطيرة عند الأطفال، هي نتاج محيط الأسرة التي تقل فيها الرياضة والحركة، ويكثر فيها تناول ما لذ وطاب من الأكل. فاشتراك الأبوين في الأندية الصحية وتوفير الأكل الصحي في المنزل، يجعلان الطفل تلقائيا يستقبل هذه السلوكيات بالطبيعية ويعيدها في الكبر مع أسرة المستقبل.

مرحلة المراهقة والشباب، وهي الرابعة، لها تحدياتها الخاصة. إثبات الذات وأسلوب التفكير المبني على "كل ممنوع مرغوب" و"خالف تعرف"، يجعل دور الأسرة ليس بالسهل في منع المشاكل الصحية والنفسية عن الفرد المعني، وهنا يأتي دور الحوار وتفهم كل موقف على حدة.

كلمة "عيب" قد تكون لها آثار مدمرة على المراهق والشاب، وأخطرها الأمراض المعدية. لكن شرح تبعات السلوك سيكون له أثر السحر في نفسية المراهق.

وهنا نرجع إلى مرحلة الطفولة قليلا، فالطفل إذا وجد محيط الأسرة يعتمد أسلوب الحوار وشرح السبب عن عدم الموافقة لشراء لعبة ما، وكذالك ند تحاور الزوج وازوجة بأسلوب العقل والمنطق، لن يواجه أي صعوبة أثناء المراهقة، في تقبل أسلوب الحوار.

أما السرعة الزائدة وما ينتج عنها من حوادث مميتة وإصابات وعاهات مستديمة، فبالإضافة إلى دور الأسرة، هناك جهات عدة لها أدوارها كالشرطة والمدرسة والإعلام، والحمد الله الجميع يقدم ما عنده من إمكانيات قدر المستطاع.

المرحلة الخامسة هي الزواج وتكوين الأسرة. وهنا يأتي دور اختيار الشريك المناسب من النواحي الدينية والخلقية والتي هي أهمها، بالاضافة إلى النواحي الصحية. وهذه المرحلة مرتبطة مباشرة بالمرحلة الأولى وبها تكتمل الحلقة. فعندما يتمتع الشاب والشابة بصحة جيدة وعافية، ستكون احتمالية الإنجاب الصحي عالية، وستكون ثمرة الإنتاج خالية من الأمراض.

وهنا تجب الإشارة إلى الأهمية الكبيرة للخطوة الإيجابية بإلزامية فحص ما قبل الزواج، لإيجاد نشء ومجتمع صحي سليم، لكن التبعات الإيجابية لهذه الفحوصات ستكون أكبر إذا تم إلزام هذا الفحص عند دخول الجامعة، وبالذات للأمراض الوراثية، وأخص بالذكر فحص الثلاسيميا. التحدي الحالي لفحص الثلاسيميا أن عددا ليس بالقليل من المقبلين على الزواج، يقومون بالفحص أياما أو أسابيع قليلة قبل عقد القران، ومهما كانت النتيجة يتم العقد.

لكن لو تم عمل الفحص الوراثي في المرحلة الجامعية، مع وضع مساق تدريسي بسيط عن طبيعة هذه الأمراض وآثارها، سيوجد لدينا جيل واعٍ يتأكد من خلو صفات هذه الأمراض في شريك المستقبل في مرحلة مبكرة جداً، والتي بدورها قد تساعد بشكل كبير في اختفاء الأمراض الوراثية في أجيالنا القادمة.

 محطات جميلة وتحديات كثيرة، تجعل الحياة قصة متجددة.. من أول صرخة لآخر دمعة!