أحدث الأخبار
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد
  • 06:15 . جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:34 . "لا حرية للتعبير".. أمريكا تواصل قمع المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين... المزيد
  • 10:22 . لمواصلة الإبادة في غزة.. الاحتلال يشكر الشيوخ الأمريكي على إقراره المساعدة العسكرية... المزيد
  • 10:19 . أرسنال يسحق تشيلسي بخماسية ويستعيد صدارة الدوري الإنجليزي مؤقتاً... المزيد
  • 12:51 . على حساب الهلال السعودي.. العين يبلغ نهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه... المزيد
  • 09:49 . تقرير: أبوظبي تشارك بنقل الفلسطينيين من رفح تمهيداً لاجتياحها من قبل الاحتلال... المزيد

السرقة الأدبية واختراع العجلة

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

أحمد أميري

السرقة الأدبية قضية ملتبسة، ويدخل فيها ما يسمونه توارد الخواطر والأفكار، لكن المؤكد أن اقتباس عبارات كاملة من دون الإشارة إلى صاحبها، أو حتى وضعها بين علامتي تنصيص، يعد سرقة، ومن باب أولى يعد نقل فقرات، أو قرصنة العمل بالكامل، سرقة فاضحة.

وقد يسهل الوقوف على مواضع السرقة في الرواية والشعر، ما لم يكن الأمر مجرد تناص مقبول. لكن علينا أن نكون حذرين في إطلاق الأحكام في المقالة، خصوصاً مقالات الرأي، إذ يصعب على الكاتب ادعاء أصالة رأيه في كل مرة يكتب فيها، والزعم بأن كل رأي يطرحه هو من بنات أفكاره، خصوصاً إذا كان يتناول في مقالاته الموضوعات التي توصف بأنها «أُشبعت بحثاً».

وفي مرة كنت أجلس مع بعض الأصدقاء من الكتاب الشباب، ودار الحديث بشأن مقال منشور قبل أيام، كان أحد جلسائنا قد كتب في الفكرة نفسها قبل فترة، فأخذ الجميع «يعزّون» صاحب المقال؛ لأن كاتباً آخر «سرق» رأيه وأعاد صياغته بقصد تضييع معالم الحقيقة.

وتصادف أنني تذكرت مقالاً قديماً قرأته يطرح كاتبه الرأي نفسه تقريباً، وكان هذا قبل أن يبدأ صاحبنا الكتابة أصلاً، لكني بطبيعة الحال بقيت صامتاً، إذ ليس من اللائق الحديث في مجالس العزاء والتوضيح بأنه لا يمكن وصف من يكتب مقالاً يدعو فيه إلى منع بيع مشروبات الطاقة بأنه سارق، لأن كاتباً آخر سبقه إلى تلك الدعوة، اللهم إلا إذا كان قد نسخ المقال كما هو ونشره باسمه، أو نقل منه فقرات كاملة من دون أن يشير إلى صاحبها.

أما الذي يجعل الكاتب يبدو في نظر القرّاء كأنه لا يدري بأن العجلة اخترعت قبل قرون، ويبدو في نظرهم بأنه يريد اختراعها من جديد، فسببه باعتقادي قلة اطلاعه ومتابعته لما كتبه من سبقه في هذا العالم، فيعتقد أن كل فكرة يكتبها لم تخطر على قلب بشر، ومن ثم يشعر بالضيق إذا كتب شخص من بعده عن فكرته العظيمة، أو قال رأياً يقترب من رأيه، من دون أن يشير إلى اسمه.

والغريب أن الاعتقاد بإعادة اختراع اللعجلة انتقل إلى تغريدات مقع «تويتر»، وأصبح من يدلي بأي رأي في 140 حرفاً وفي الغالب هناك من أدلى بالرأي نفسه في مكان ما، وفي فترة ما، يعتقد أنه يستحق الحصول على شهادة ملكية فكرية للـ140 حرفاً التي كتبها، لدرجة أنني كتبت في أحد الأيام تغريدة في «تويتر» لاقت صدى لدى مجموعة كبيرة من المغردين، وكانت التغريدة اقتراحاً يتعلق بإجراء حكومي، وبعد فترة قصيرة أعلنت الجهة المعنية عن بدء تطبيق ذلك الإجراء الذي «اقترحته»، فما كان من أحد أصدقائي في «تويتر» إلا استدعاء تغريدتي من الأرشيف وإعادة نشرها مع خبر تطبيق الإجراء، فما كان مني إلا الرد عليه بأن الاقتراح ليس من بُنيات أفكاري، وإنما هو اقتراح طُرح أكثر من مرة في الصحف، وحين أتت المناسبة، تذكرت ذلك الاقتراح وطرحته في «تويتر»، ولم أنسبه إلى نفسي، وفي الوقت نفسه لم يكن المجال يسمح بأن أستعرض «قصة حياة» ذلك الاقتراح.

كنا نحاكم النصوص النثرية والشعرية الطويلة ونرى إن كانت ثمة سرقة أدبية فيها، ثم أصبحنا نفعل ذلك مع مقالات الرأي، وتعسّفنا أكثر في تفسير السرقة الأدبية وتوسيع مفهومها لتشمل حتى 140 حرفاً، وقد يأتي يوم نتهم بعضنا بعضاً بسرقة كلمة واحدة.