أحدث الأخبار
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد
  • 06:15 . جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد

90 ألف وثيقة سرية تكشف خفايا في هجمات باريس

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 07-09-2016


تشير وثائق «سي إن إن» إلى أن التنظيم كان يتمتع بدرجة عالية من السرية والتأمين في أعماله، واستخدامه لوسائل الاتصال عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة في التواصل مع خلاياه، التي نفذت هجمات باريس والتي كانت تخطط لضربات مماثلة في مراكز تسوق فرنسية إضافة إلى هولندا وبريطانيا.
وقدرت الوثائق التي تم فحصها ب (90 ألف وثيقة) جرى العمل عليها لشهور طويلة، وشملت خلاصة استجوابات المعتقلين من عناصر «داعش»، إضافة إلى البيانات التي استخرجت من الهواتف المحمولة للمعتقلين والمنفذين، والتي قدمت نظرة شاملة لكيفية عمل جناح العمليات الخارجية في التنظيم، وتظهر الوثائق صورة أكثر وضوحاً للاستخدام الكثيف لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فايبر وتيلغرام وواتساب» وأن التنظيم كان يستفيد من القدرات التقنية في هذه البرامج ب«تشفير» اتصالات عملائه كافة أثناء التواصل فيما بينهم.

سرية وحذر

تشير الوثائق إلى أن التنظيم كان يمارس قدراً كبيراً من التأمين بإعطاء المعلومات والأموال بمقدار للعملاء الإرهابيين، للانتقال من مرحلة إلى أخرى، والاتصال بهم في كل مرحلة في رحلتهم، والإصرار على استخدام الأسماء المستعارة حتى داخل الفريق الإرهابي الواحد، وتبادل المشورة واللوجستيات مع الآخرين داخل الشبكة بما في ذلك استخدام أو عدم استخدام الاسماء الحقيقية عند المعابر الحدودية، وكيفية التسلل عبر الحدود بطرق غير مشروعة، لافتة إلى أن أحد الإرهابيين اضطر للاختباء في دورات المياه داخل أحد القطارات.
ويشير محلّل الشؤون الإرهابية في «سي إن إن» بول كروكشانك إلى أن «المجموعات الّتي تستخدم الرسائل المشفرة لديها القدرة على إحداث ثورة في مخطّطاتها الإرهابية عبر السماح لجميع الخلايا بالتواصل مع بعضها البعض خلال الأوقات الحاسمة لتنفيذ العمليات» بينما قال أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب الرفيعين في أوروبا، إن المخطط الذي تكشف لهم الآن، يوضح أن خطة «داعش» كانت أكبر من المستوى الذي ظهرت آثاره في هجمات باريس، وأنه كان يستهدف دولاً أوروبية، وأن المعلومات التي تحصلوا عليها بعد الاستجواب، تقول إن الإرهابيين استفادوا من طبيعة الحركة داخل أوروبا، والذين بدؤوا توافدهم من بداية العام الماضي.


مشيراً إلى نجاح وكالات الأمن الأوروبية في القبض على اثنين من الانتحاريين كانا ينويان دخول فرنسا، مع اثنين من الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في استاد باريس الدولي، ما ساعد في تحجيم الهجمات الإرهابية.

وتميط الوثائق التي حصلت عليها «سي إن إن» اللثام عن معلومات يكشف عنها لأول مرة، إذ تشير إلى أن الإرهابيين الذين جرى اعتقالهما هما «عادل حدادي» الجزائري المولد، وشريكه «محمد عثمان» باكستاني الجنسية، ينتمي إلى جماعة «عسكر طيبة» الإرهابية، ويعد من أمهر صانعي القنابل، موضحة أن الاثنين تحركا قبل ستة أسابيع من هجمات باريس من مدينة الرقة السورية عاصمة تنظيم «داعش»، وأنهما كانا جزءاً من الفريق الذي ضم «أحمد محمد، ومحمد آل محمود» والأخيران هما من فجرا نفسيهما في استاد فرنسا الدولي.


عبر أزمير إلى اليونان

وتقول الوثائق إن الأربعة عبروا الحدود من سوريا إلى تركيا أوائل شهر أكتوبر، وتوجهوا إلى الساحل التركي، وأنهم لم يكونوا يعلمون بالأسماء الحقيقية لبعضهم البعض، أو مهمتهم النهائية، لكن «عادل حدادي» قال في وقت لاحق للمحققين بعد اعتقاله، إنه كان يعلم فقط أنهم مرسلون إلى فرنسا» من أجل شيء فيه خير إلى الله»، كما تظهر الوثائق أن رحلتهم كان يتم توجيهها من قبل زعيم غامض في سوريا يتعامل معهم تحت اسم «أبو أحمد» حيث كان يوفر لهم لوجستيات التنقل، وربطهم مع سيارات المهربين، وتوفير الهواتف المحمولة المبرمجة مسبقاً، وإعطائهم جوازات السفر السورية المزورة، ويزودهم بالأموال، وإبلاغهم بالشفرات للتطبيقات الموجودة في هواتفهم.
قال جان شارل بريسارد رئيس المركز الفرنسي لتحليل الإرهاب الذي شارك في استعراض الوثائق ل«سي إن إن»: أبو أحمد هو مفتاح الحل» هو الذي جندهم ومولهم وكان دائماً على اتصال معهم»، مشيراً إلى أن «أبو أحمد» كان يعطيهم القدر من المعلومات والأموال الذي يكفيهم للوصول إلى محطتهم الثانية، وأنه نادراً ما كان يعطيهم معلومات أكثر مما يحتاجونه عن المرحلة القادمة، بحسب الوثائق.
تكشف الوثائق تفاصيل جديدة حول الطريقة التي اتبعها الإرهابيون، خلال رحلتهم عبر طريق اللاجئين السوريين، بعد أن امتزجوا بالآلاف منهم، وأن انتحاريي «داعش» غادروا تركيا عبر «أزمير» إلى اليونان، على متن قارب مليء بالعشرات من اللاجئين، وأنهم جرى اعتراضهم من قبل قوات البحرية اليونانية، لكن تم إطلاق سراح اثنين منهم «أحمد محمد، ومحمد آل محمود» والذين عبروا أوروبا ثم هاجموا ملعب باريس، ورفض رجال الأمن اليوناني تبرير كيف حدث ذلك.
وتشير الوثائق إلى أن السلطات اليونانية، اكتشفت أن جوازات «الجزائري حدادي والباكستاني عثمان» مزورة ما قاد إلى القبض عليهما واحتجازهما لمدة شهر تقريباً، وقالت مصادر أمنية فرنسية إن هذا الاعتقال ساهم في عدم مشاركتهما في هجمات باريس، بالرغم من أنهما جرى إطلاق سراحهما آخر شهر أكتوبر، وأنهما على الفور تواصلا مع «أبو أحمد» الذي أرسل لهما مبلغ «ألفي يورو»، وبمجرد حصولهما على المال، عاد الإرهابيان إلى طريق تنقل اللاجئين داخل أوروبا، والتي من المرجح أنها تمت بسلاسة بين اللاجئين في النمسا.

خلف ستار اللاجئين

وتلفت الوثائق إلى نقطة مفارقة إذ تظهر أن «حدادي» كان يجيد اللغة العربية بعكس الباكستاني «عثمان» الذي كان يتحدث الأردية فقط، إضافة إلى أن فحص هاتفه كشف ولعه بالمواقع الإباحية الباكستانية مثل «سيكس لاهور» إضافة إلى عشرة مواقع أخرى، كما أن هواتف الرجلين وفرت معلومات غنية جداً للمسؤولين الأوروبيين لكشف اتصالات عشرات الإرهابيين في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط.
وعلى سبيل المثال كان حدادي أجرى اتصالاً مع أحد الفنيين في أحد أهم المراكز النووية في أوروبا، والذي وضع على الفور تحت المراقبة من قبل السلطات الفرنسية، كما تكشف درجة كبيرة من الحذر بين الإرهابيين ورأس العملية «أبو أحمد» عند كل معبر حدودي، ففي البيانات التي أخرجت من الهاتف يسأل حداد إن كان بمقدور رفيقه أن يقول اسمه في أحد المعابر، وأنه بات يشعر بالجنون من تصرفات «عثمان»،يأتي الرد «المخدرات ليست جيدة» ما يفهم منه «ليس الآن».
لكن في يوم (14|11) قبل يوم من هجمات باريس، وصل «حدادي وعثمان» إلى النمسا، حيث طلبا اللجوء السياسي في احد مخيمات اللاجئين في بلدة «سالزبورغ» والتي أمضيا فيها أسابيع في الانتظار.
ورأى الباحثون الذين فحصوا الوثائق ان الإرهابيين بعد فشلهما في أن يكونا جزءاً من هجمات باريس بعد وقوعها، شرعا في إجراء عدد من المكالمات إلى بروكسل وباريس، وانهما كانا يخططان لهجوم آخر، في وقت كانا ينتظران شريكهما الثالث «عبد طابوني» الذي تحرك من سوريا باتجاه سالزبورغ شهر أكتوبر (هذه أول مرة يجري الكشف عن هذا الإرهابي لوسائل الإعلام) والذي وصل إلى مخيم اللاجئين يوم (10|12)، وتوجه مباشرة إلى حيث يقيم «حدادي وعثمان».


"طابوني" في يد الشرطة

وتشير الوثائق إلى قيام أجهزة الأمن النمساوية بمداهمة المخيم بعد وصول «طابوني» وقامت بإلقاء القبض على «حدادي وعثمان»، وبعض المشتبه بهم في هجمات باريس، لكن «طابوني» نجح في الاختفاء والفرار، إلا ان السلطات عثرت على هاتفه المحمول في الشاحن بالقرب من سرير حدادي، وان الهاتف كان مبرمجاً بالاتصال مع «عبدالحميد أبوعود» الذي كان يعتقد أنه العقل المدبر وقتل بعد ذلك.
لكن حدادي نفى في البداية للمحققين معرفته بالإرهابي الهارب «طابوني» بالرغم من وجود رقمه محفوظاً في سجل هاتف «حدادي»، إلى جانب صور التقطت قبل نصف ساعة من المداهمة، تظهر «طابوني» يجلس على سرير بين«حدادي وعثمان». ويقول المحققون الذين فحصوا الوثائق، ان الرجل كان يريد الانضمام إليهما في إطار هجمات إرهابية قادمة.
ورغم نجاح «طابوني» في الفرار والاختفاء منذ شهر ديسمبر، إلا انه ظل مطارداً من قبل قوات الأمن الأوروبية مجتمعة قبل أن تلقي عليه السلطات البلجيكية القبض في شهر يوليو الماضي في بروكسل، وقال مكتب المدعي العام البلجيكي ل«سي إن إن» إن «طابوني» سيتم تسليمه إلى السلطات النمساوية قريباً.
لكن بعد تكشف هذه الحقيقة لأول مرة، قالت وسائل إعلام نمساوية إنه جرى تسليمه بالفعل، أما «حدادي وعثمان» فقد جرى ترحيلهما وتسليمهما إلى السلطات الفرنسية بتهمة هجمات باريس الارهابية، لكن وفقا لمصادر اوروبية رفيعة في مكافحة الإرهاب فإن «طابوني» وهو مغربي الجنسية سيتم تسليمه إلى باريس لاحقا.
وتشير الوثائق إلى ان طابوني استمر في استخدام حسابه على «الفيس بوك» على الملا طوال فترة مطاردته، وانه كان يحدث حالته باستمرار إلى ان القي القبض عليه، بالرغم من ان كل تدويناته كانت بعيدة عن اي ميول ارهابية، وان المحققين ما زالوا يفحصون البيانات التي تم استخراجها من هاتفه والتي تصل إلى 1600 صفحة، يأمل من خلالها رجال الأمن الأوروبي معرفة ما كان يفعله ويخطط له أثناء تحركاته، ومع من كان يتصل.

خلايا نائمة تهدد أوروبا

قالت مصادر عدة أمنية ل «سي ان ان» ربما كان هناك الكثير من الخلايا النائمة وعملاء تنظيم «داعش» وصلوا إلى اوروبا عبر طريق اللاجئين، واستغلال الفوضى التي خلفها، مثل ما فعل «طابوني وعثمان وحدادي».
وقال بريسارد: « لقد رأينا في الفترة الاخيرة العديد من الافراد الذين ينفذون هجمات فردية بعد عودتهم من سوريا بنفس الطريق، بالإضافة إلى ذلك فإنه تم القبض على العديد من الارهابيين في اماكن عدة في فرنسا وفي بلجيكا وألمانيا الذين استخدموا نفس الطريق ولنفس الغرض الارهابي.
ويشار إلى أن كنز المعلومات الذي تحصل عليه المحققون من الاستجوابات للمعتقلين، والبيانات المستخرجة من الهواتف، قد تساعد السلطات على نحو أفضل في تحديد هوية المتآمرين في المستقبل، فحتى بعد اعتقال حدادي في النمسا كان لا يزال هاتفه نشطا، حيث في (15|9) بعد خمسة ايام من مداهمة مركز اللاجئين، تظهر الوثائق ان «أبو أحمد»، تواصل مع عملائه المعتقلين، وبعث برسالة إلى حدادي يتساءل عن صمتهم عندما كتب كيف حالك «ثم كتب» ما الذي جرى لكم قبل ان يتوقف عن الإرسال بحسب الوثائق.