أحدث الأخبار
  • 11:55 . "شعاع كابيتال" تعلن توصلها لاتفاق مع حملة السندات... المزيد
  • 10:53 . "مصدر" تتجه للاستثمار في ليبيا ضمن برنامج لتصدير 10 جيجاواط... المزيد
  • 10:52 . صواريخ "مجهولة" تستهدف مقرا عسكريا للحشد الشعبي وسط العراق... المزيد
  • 10:51 . أسعار النفط على استقرار في ختام تداولات الأسبوع... المزيد
  • 10:51 . أتلتيك بلباو يفرط في فرصة الاقتراب من المربع الذهبي بالدوري الإسباني... المزيد
  • 10:48 . السوداني: العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على تركيا وزيارة أردوغان ليست عابرة... المزيد
  • 11:00 . بعد الخسارة أمام اليابان.. "الأبيض الأولمبي" يفقد آماله بالوصول إلى أولمبياد باريس... المزيد
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد
  • 07:13 . الهجوم على إيران.. الإمارات تدعو لضبط النفس وتجنب التصعيد... المزيد
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد
  • 11:45 . "فلاي دبي" تلغي رحلاتها إلى إيران اليوم... المزيد
  • 11:44 . بعد انفجارات أصفهان.. عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الخطيرة في المنطقة... المزيد

حين نخاف من القراءة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-01-2017


في محاضرة ألقيتها في إحدى المؤسسات، سألتني سيدة عرفت من سؤالها أنها أم لفتاة مراهقة، تخاف عليها كثيراً من شيوع تلك الكتابات والأفكار التي تعزز النظرة الدونية للمرأة، وتحط من قدرتها على الاختيار والتمييز، جاعلة منها شخصاً بلا إرادة، قالت بأن كثيراً من الكتابات التي تعزف على وتر المشاعر والبوح العاطفي، والتي تنتشر هذه الأيام.

وتنتهجها بعض الأسماء المعروفة في عالم الكتابة النسائية، لا تفعل شيئاً أكثر من تكريس الانكسار العاطفي، وقبول الهزيمة في الحب والتغني بها، وتحويلها إلى عبارات رنانة تتباهى بها الفتيات على مواقع التواصل، دون تفكير في خطورتها، وقد ذكرت اسم كاتبة عربية مشهورة كمثال بارز على هذا النوع من الأدب.

ما لا تعرفه هذه السيدة، ربما، أن مثل هذه النقاشات والقضايا قد سمعت صداها في المجتمعات العربية منذ سنوات بعيدة، أيام كان يطلق على مجتمعاتنا العربية وصف المحافظة والمتزمتة وغير ذلك، كان هذا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

فعندما نشر الشاعر نزار قباني أول دواوينه الشعرية اعتبر ذلك الديوان صدمة كبيرة لطبيعة تلك المجتمعات، كما اعتبر عنوان الديوان صفعة مدوية قابلتها الأسر بمنع بناتهن من تداول وقراءة ذلك الشعر، لكن وبعد عدة سنوات صارت الفتيات يرقصن على ألحان قصائد نزار التي كان يغنيها عبدالحليم حافظ واليوم كاظم الساهر!

لقد أصبحت أشعار قباني، التي اعتبرت في زمانها خارجة على أعراف المجتمع المحافظ ومحرضة على التمرد، أشعاراً مهذبة وكلاسيكية قياساً بما ظهر بعدها، وبما تعرضه اليوم مواقع التواصل والمجلات الفنية وأفلام هوليوود.

 إن العالم يتغير وفق قوانين التغيير لا وفق أمزجتنا، ولا مجال لإيقاف اندفاع العجلة على القضبان أبداً، ما تملكه الأسر ومؤسسات التربية لمواجهة ما تعتقده خارجاً أو غير مناسب، هو أن تعيد التفكير كثيراً في فكرة الثقافة والوعي وتطور مفهوم حق القراءة وحق الاختيار، فالذين قرأوا أشعار نزار لم ينحرفوا، والذين قرأوا قصص يوسف إدريس وروايات نجيب محفوظ لم يصيروا إرهابيين.

إن القراءة بكل تجلياتها ولخبطاتها وتنويعاتها ليست سوى طريق طويل صوب الوعي، هذا الوعي لا يصنعه كاتب، ولا يشكله كتاب واحد، أو نوع محدد من الأفكار، أبناؤكم ليسوا لكم، إنهم أبناء الحياة، امنحوهم سلاح الوعي وحصّنوهم به ثم دعوهم يقرأون ما يشاؤون، وسينضجون في الوقت المناسب حتماً.