أحدث الأخبار
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد

أمام سجل الزوار

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-04-2017


وأنا أسجل كلمتي المتواضعة في سجل الزوار لمكتبة وزارة الخارجية والتعاون الدولي، تذكرت تلك الوقائع التي مرت بي منذ سنوات في مدن متفرقة وبعيدة، فأيقنت أن وحده شغف الإنسان الأزلي والدائم بالكتابة والقراءة، واحتفاءه بذاكرته، وبكتابة تاريخه وترك بصمته في الحيز الذي يعبره أينما كان، وحده القاسم المشترك بين الحضارات وبين الحكايات وبين المدن !

كنت قد دعيت لإلقاء محاضرة في وزارة الخارجية حول القراءة، فاخترت أن يكون عنوانها ( كيف تغيرنا القراءة؟ وكيف نجعلها أسلوب حياة ؟) ولما كان الحضور شباباً في عمر البهاء فقد تألق الحديث معهم لأنهم، باحتفائهم وقبولهم ومشاركتهم في مسارات الحديث، منحوا الحديث والوقت حيوية ومنحوني ثقة لم أفقدها يوماً في الشباب، وفي الرهان المستقبلي عليهم، ولقد دار بنا الحديث وتعددت مساراته وطرقه، لنصل في النهاية إلى أن القراءة ضرورة وليست أداة لقتل الفراغ ولا سكيناً لتقطيع أوصال الوقت، وأن هناك أناساً غيرتهم القراءة فعلاً وصنعت مستقبلهم!

توقفت عند شعراء وكتاب وزملاء وكتب وسنوات مضت، لكنها تركت بصمات لا يمكن محوها، وحين وقفت عند سجل الزوار ذهبت ذاكرتي إلى تلك المدينة الصغيرة التي قذفتها الجغرافيا على حواف جبال كروشنا في التشيك، بينما منحتها الطبيعة كنزاً من منابع المياه الاستشفائية، في تلك المدينة وقعت عيناي على سجل قديم متهالك سجل فيه زوار المصح كلمات ورسومات جميلة، ولأن كل الكتابات سجلت بالألمانية فلم أتمكن من فهم شيء منها، لكنني قرأت تواريخ يعود بعضها لسنوات 1899، ما جعلني أسافر في الزمن كمن يبحث عن هؤلاء الذين مروا من هنا يوماً بكامل ألقهم، بدوري سجلت كلمة فيه وأنا في كامل بهجتي بكل ما يحيط بي من مفاتن الطبيعة !

سجل الزوار وجدته ذات صيف بعيد أيضاً في نزل صغير أعلى جبال الألب وأنا أقطع الطريق الجبلية من النمسا إلى إيطاليا، لم يكن هناك فندق آخر، بدا مكاناً تائهاً وسط الطبيعة النضرة، دخلت، طلبت فنجان قهوة، وجلست، فإذا بالسجل يلوح أمامي، قمت إليه، قلبته، لم أفهم كلمة منه، كان بالألمانية أيضاً، صممت أن أكتب كلمتي وبالعربية، لا أتذكر الآن ما كتبت، لكن شخصاً ما سيمر بذاك المكان يوماً، وسيقرأ ما كتبت وسيكون عربياً بالتأكيد!

في سجل وزارة الخارجية قلت إن هؤلاء الشباب الذين التقيتهم أكدوا لي يقيني بأن الفكرة لا تنمحي ولا تتضاءل حين نتشاركها معاً، نحن الذين نعيش في مجتمع يؤمن بالتنوع والتسامح والانفتاح!