أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

الحضارة كفريضة دينية

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 16-06-2017


ضمن سلسلة الكتب الإسلامية الصادرة عن هيئة علماء الأزهر، وتوزع مع مجلة «الأزهر»، صدر كتاب مهم للدكتور محمود حمدي زقزوق تحت عنوان «الحضارة فريضة إسلامية» (2017)، وقد تناول قضية تخلف المسلمين وتوقفهم عن صنع الحضارة وعن المشاركة فيها، مبيناً الأسباب التي دفعتهم إلى هذا الموقف والآثار الناتجة عنه. كما أثار تساؤلًا مهماً: هل الإسلام هو السبب، كما يردد خصومه، في عدم تقدم المسلمين وتطورهم العلمي، أم أن السبب يرجع إلى المسلمين أنفسهم؟ وهل الأخذ بالنموذج الغربي والتخلي عن الإسلام، من شأنه -كما يقول أحد المستشرقين- أن يدفع المسلمين إلى قمة التقدم والحضارة؟


ويتوقف زقزوق في كتابه عند نقاط كثيرة مهمة أخرى تتعلق بهذا الموضوع، ويرد على الكثير من الشبهات التي تثار حول المسلمين والإسلام، بالأدلة والبراهين، مؤكداً أن هذا الواقع المحزن للأمة الإسلامية حالياً (تخلف وخلافات وصراعات وفتن وحروب) منفصل تماماً عن النموذج الحضاري الذي يهدف إليه الإسلام. فهذا الأخير دين رباني يشتمل على كل المقومات الأساسية لبناء الحضارة، وقد امتدت حضارة المسلمين في القرون الأولى بعد البعثة النبوية من أقصى الصين شرقاً إلى أقصى الأندلس غرباً.
ويقول الدكتور زقزوق إن الإسلام جعل من الحضارة فريضة دينية لا تقل أهمية عن أي فريضة أخرى من فرائضه، والإنسان هو مركز الدائرة الحضارية، وأهم خصائص الإنسان العقل، لأن العقل هو أداة التفكير الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يبتكر ويخترع ويطبق كل جديد من أجل البشرية وسعادتها. ومن هنا كانت أول كلمة من الوحي الإلهي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي كلمة «اقرأ»، تتجه إلى مخاطبة العقل.


لذلك يرى المؤلف أن الإنسان عليه مسؤولية حضارية ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية ودينية وثقافية، وهو يدعو إلى قراءة جديدة للنص الديني، مؤكداً وجود نصوص عديدة في القرآن الكريم والسُنة المطهرة بحاجة إلى تفسير جديد لاستخراج ما تشتمل عليه من كنوز باهرة تساعد المسلمين على الخروج من المأزق الحضاري الذي يعيشونه منذ قرون.


وكما يوضح الدكتور زقزوق، فإن المسؤولية الحضارية ماثلة في قول الرسول: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به». وفي هذا الحديث الشريف عدة عناصر أساسية لمسؤولية الإنسان في الدنيا، والتي سيقدم عنها كشف حساب يوم القيامة أمام الله. وأهم المفاتيح التي أكد عليها المؤلف لبناء الحضارة هي طلب العلم أولاً، ثم تبني ثقافة التفكير والتفكر في كل مجالات الحياة والنفس والطبيعة، وترسيخ منهج الاجتهاد والتأكيد عليه لأن مثل هذا العمل يفتح الباب أمام العقل لكي يبدع ويتفكر ويخترع ويستنبط الكثير من الأحكام الاجتهادية في مجالات مختلفة تخدم الإنسان في الدنيا والآخرة. فالحضارة هي عبارة عن إنسان وعمل ومال وزمان ومكان، والتحضر عملية تبدأ ذاتياً.. لذلك عندما زار شكيب أرسلان جمال الدين الأفغاني وحدّثه عن ما يروي من أن العرب قد تجاوزوا المحيط قديماً واكتشفوا القارة الأميركية قبل الأوروبيين، رد الأفغاني: إن الشرقيين كلما أرادوا الاعتذار عما هم فيه من الخمول الحاضر قالوا: أفلا ترون كيف كان آباؤنا؟ نعم كان آباؤكم رجالاً، لكن لا يليق بكم أن تتذكروا مفاخرهم إلا أن تفعلوا فعلهم.