أحدث الأخبار
  • 11:00 . بعد الخسارة أمام اليابان.. "الأبيض الأولمبي" يفقد آماله بالوصول إلى أولمبياد باريس... المزيد
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد
  • 07:13 . الهجوم على إيران.. الإمارات تدعو لضبط النفس وتجنب التصعيد... المزيد
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد
  • 11:45 . "فلاي دبي" تلغي رحلاتها إلى إيران اليوم... المزيد
  • 11:44 . بعد انفجارات أصفهان.. عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الخطيرة في المنطقة... المزيد
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد
  • 11:04 . "ستاندرد أند بورز"‭ ‬تخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:04 . أصوات انفجارات في إيران وتقارير عن هجوم إسرائيلي... المزيد
  • 11:03 . تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن ومرسيليا لنصف نهائي الدوري الأوروبي... المزيد
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد

الثقافة ودورها في التغيير

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 30-11--0001


لا شك أن هناك اهتماماً إماراتياً كبيراً بالثقافة بوصفها أحد أهم المؤثرات في التغير الايجابي المنشود في المجتمع. كما أن هناك احتفاء ورعاية متنامية برواد الثقافة ورموزها وصناعها بوصفهم روافد الثقافة المجتمعية وأنهارها الجارية. ولا شك أن كل مجتمع يتطلع إلى أن تلعب ثقافته الدور المأمول لها في رسم الطريق الي المستقبل من خلال إبراز القيم الوطنية والانسانية التي يقوم عليها المجتمع.

ولا شك أن طريق الإمارات للمستقبل يحتاج الى دعم قوى من ثقافتها المحلية بمختلف روافدها لكي تجتاز بعضا من تلك الملفات الصعبة التي تواجهها ويعتقد بأنه لا شيء غير الثقافة قادر على تغييرها.

ولكن هل تكفي الثقافة وحدها بأدواتها البسيطة في إحداث التغيير المجتمعي المنشود؟ هل يمكن الاعتماد على الثقافة وحدها للتصدي لذلك الفكر المنحرف والمتجه بشدة نحو الاصولية والتطرف؟ وما هي وسائل مساعدة المثقف لأن يصبح أحد أهم رواد التغيير لدينا؟

انعقدت في دبي مؤخرا ندوة بعنوان «المشهد الثقافي في الإمارات: مستقبل الثقافة يبدأ من اليوم» هذه الندوة التي جمعت تحت مظلتها ثلة من أهم المثقفين الموجودين في الإمارات، ناقشت على مدار أربع جلسات أهم النقاط الفكرية التي تنضوي تحت مظلة الثقافة وهي الإبداع والانتاج الفكري ورعاية المثقف والمنتج الاعلامي والفني.

وعلى الرغم من ضيق الوقت إلا أن الندوة نجحت في تسليط الضوء على أهم نقاط اللقاء والاختلاف التي يجتمع حولها المثقف الاماراتي. فالإمارات نجحت خلال العقود الاربعة الماضية في وضع بنية تحتية ثقافية متميزة..

كما نجحت في استقطاب مجموعة من أهم مثقفي العالم العربي ليشاركوا في الجدل الثقافي الدائر في الإمارات والذي ينقسم الى قسمين: القسم الاول يرى فيه حراكا جيدا يبشر بالخير والبعض الاخر يشكك فيه قائلا إن البنية الثقافية التحتية لوحدها لا تصنع ثقافة ولا مثقفين ولا تدل على وجود حراك ثقافي فاعل. ظهور هذه الآراء هي في حد ذاتها حراكا ثقافيا. فالثقافة هي نتاج الفعل أو ردة الفعل الثقافي..

ولا يوجد ثقافة دون تمازج بين الفعل وردة الفعل. وإذا ما تمعنا في الواقع الثقافي الإماراتي لوجدنا أنه ليس واقعاً وردياً كما نأمل أن يكون ولكنه ايضا ليس بالواقع الذي يدفعنا للتشاؤم. فالثقافة لا تقبع عادة في قمة هرم اولويات الدول حيث تتربع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بل تحتل منطقة وسطى خاصة عندما تبحث الدول عن تنمية واستقرار، حيث تلتفت لها الدول بعد الانتهاء من اولوياتها الاساسية كالخبز والدواء.

والنقلة النوعية التي مرت بها الإمارات خلال العقود الأربعة الماضية لم تختلف عن هذه القاعدة . فلم تحز الثقافة على أهمية واهتمام الا بعد أن انتهت الدولة من أولوياتها الاساسية قبل أن تبدأ الإمارات في وضع البنية التحتية الثقافية.

ولكن لكي تقوم الثقافة بدورها المأمول فإنها بحاجة الى قضيتين اساسيتين وهما الرعاية والحرية. فالرعاية المطلوبة هي الدعم للمؤسسات الثقافية برعاية القائم منها مادياً ومعنوياً ومساعدة الوليد لكي يقوى ويقف على قدميه. أما الحرية المطلوبة فهي فتح الأجواء أمامها وأمام رواد الفكر وصناع الثقافة لكي يبدعوا في أجواء خالية من البيروقراطية والهيمنة والسيطرة الابوية.

إن ما يدفعنا للتفاؤل أن الامارات لا تشكو من قلة المراكز الثقافية أو الفكرية ولكن هذه الكثرة لا تعني وجود حراك ثقافي محلي جاد قادر في وضعه الحالي على إحداث التغيير.

الأسباب تكمن في أن مفهوم الثقافة حتى هذه اللحظة هو مفهوم يتمازج في الكثير من الاحيان مع مصطلحات ومفاهيم أخرى تخرجه من حيزه لتدخله حيز آخر طبقا لظروف المجتمع. فلا شيء أسهل من تطويع الثقافة أو الفكر لأغراض السياسة والسلطة أو الاغراض الايديلوجية. ومن هنا كان سهلا على بعض الافكار المتطرفة أن تتخذ من الثقافة المجتمعية رداء وغطاء لها.

كما أنه سهل على بعض المثقفين أن يندسوا تحت غطاء أو آخر للترويج لفكر معين أو منحنى آخر يؤمنون به. لذا فبدون تقديم الدعم المناسب للثقافة بروافدها المتعددة فلن تستطيع القيام بالدور المنوط بها. كما أن الثقافة هي كالوليد الصغير يحتاج الى الدعم لكي يقوى ويقف على رجليه.

لقد أدركت الإمارات أهمية الثقافة فكراً وعملاً ومنتجاً كوسيلة من وسائل التغيير الايجابي في المجتمع. واليوم والإمارات تركن لأهمية كبيرة على الفعل الثقافي، تأمل أن تقوم الثقافة بتقديم الوجه الايجابي عنا للعالم، فالثقافة هي الشيء الوحيد الذي يمكن صنعه في الإمارات ولا يمكن استيراده .