أحدث الأخبار
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد
  • 07:42 . "الداخلية" تعلن انتهاء المنخفض الجوي وتحسن الأحوال الجوية... المزيد
  • 07:06 . مركز حقوقي: أبوظبي تمارس ضغوطاً وانتهاكات ضد محامي أعضاء "الإمارات 84"... المزيد
  • 06:57 . البحرية الإيرانية: سنرافق سفننا التجارية من خليج عدن إلى قناة السويس... المزيد
  • 06:21 . جرائم غير مرئية.. قذيفة إسرائيلية واحدة تقضي على خمسة آلاف جنين أطفال أنابيب في غزة... المزيد
  • 05:39 . خبير أرصاد: "الاستمطار الصناعي" وراء فيضانات الإمارات... المزيد
  • 12:41 . "بنية تحتية هشة".. غرق شوارع مدينة دبي يشعل مواقع التواصل... المزيد
  • 12:16 . تحت غطاء نشر التقنيات الحديثة.. مايكروسوفت تستثمر 1.5 مليار دولار في "G42"... المزيد
  • 12:06 . وسط معارضة أمريكية.. مجلس الأمن يصوّت الخميس على عضوية فلسطين... المزيد
  • 12:01 . مجلس الحرب "الإسرائيلي" يرجئ اجتماعه بشأن الرد على إيران... المزيد
  • 11:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تداعيات التصعيد العسكري في المنطقة... المزيد
  • 11:56 . قطر والسعودية تدعوان لخفض التصعيد بالمنطقة ووقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 11:53 . "مصدر" تستثمر أربعة مليارات درهم في مشاريع الذكاء الاصطناعي... المزيد

الحل الأمريكي والتدخل الإيراني

الكـاتب : أمينة أبو شهاب
تاريخ الخبر: 30-11--0001

الحل الأمريكي الغربي لأزمة العراق هو في تزويده بالأسلحة والمعدات والخبراء وفي وعد أو إمكانية مفتوحة أو مؤجلة بالتدخل بقوة النيران الأمريكية لتغيير مسار الأمور، بعد صدمة اكتشاف هشاشة قوة النظام وانهيار الجيش أمام تقدم مقاتلي "داعش" والتشكيلات المسلحة الأخرى .
كان التقدير الأمريكي وبحسب تصريحات باراك أوباما والجنرال مارتن ديمبسي رئيس الأركان أن العراق "بحاجة إلى المساعدة" من الخارج . ولقد كان هذا الحل الأمريكي وصيغة أكثر تدخلية منه، مطلوباً من رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي الذي وجه نداء استنجاد إلى الأمريكان ملحاً على ضربات جوية للمناوئين له .
لقد حالت دون التدخل الأمريكي المباشر والحاسم اعتبارات عديدة خاصة بالإدارة الأمريكية والمؤسسات السياسية والرأي العام، وهذه الاعتبارات ستظل قائمة ما يصعب التدخل الأمريكي في شكل حرب أخرى في العراق، أو امتداد للحرب السابقة وذلك مع مرور الوقت .
وفي الحقيقة، فإن المزيد من مرور الوقت سيعني أن التدخل الأمريكي سيكون "متأخراً كثيراً" وكذلك أن أمريكا لم تقم بما يجب وأنها قدمت "القليل" لحكومة المالكي التي نصبت في عام 2006 بشراكة أمريكية - بريطانية وذلك لإضفاء وجه ديمقراطي مصطنع على واقع دموي وطائفي لما بعد الحرب في عام 2003 .
الواقع أن اليد الأمريكية مغلولة في العراق عن الفعل وتحريك المعطيات العسكرية وذلك بسبب الصدمة السياسية عما انجلت عنه وقائع الأمور في العراق بعد عقد ونيف من الهندسة الأمريكية للوضع السياسي والعسكري وتدريب الجيش وهدر الأموال العراقية الطائلة لإعداده لمواجهة أزمة مثل أزمة التمرد الحالي على الحكومة وتهديدها في مركز سلطتها في بغداد .
تطور الأحداث في العراق أعاد حرب 2003 إلى الواجهة، فهذه الأحداث وتمدد "داعش" وقوتها على الأرض وبين القبائل العربية السنية ليست إلا نتيجة لتلك الحرب . هذا الرأي التحليلي هو ما يطرح بقوة من سياسيين أمريكيين وأعضاء في الكونغرس ومن محللين غربيين بعامة . لقد بلورت الأحداث الأخيرة في العراق حقيقة الفشل الأمريكي في حرب ،2003 فما تفقده الحكومة العراقية من أراضٍ في أجزاء شاسعة من العراق كان الدم الأمريكي قد انسكب عليها لأجل أهداف هذه الحرب التي يتجلى الآن فشلها بشكل كلي .
إن هذا الفشل هو رادع عن العودة إلى العراق لشن حرب أخرى . وهذه الخلاصة التي يتم تداولها بشكل مستمر في الإعلام الأمريكي والتي تمت مواجهة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الثاني بها في عودته إلى الحياة السياسية ومحاولته للدفع بمقاربة سياسية أكثر حسماً للوضع العراقي .
حصاد "داعش" والفراغ الذي تأخذ في ملئه على الأرض ما هو إلا نتيجة للأجندة الأمريكية في الحرب على العراق التي كانت القضاء على الدولة العراقية وتحطيم بنيتها السياسية وخطابها الأيديولوجي الذي كان يربط الانتماء والهوية العراقية بالدولة الوطنية . ولقد كان البديل هو التكوينات الطائفية وصراعها البيني الذي شجعته واشنطن ووضعت أسسه في النظام السياسي وتشكيلات الحكم .
واشنطن المحكومة بفشلها في الحرب السابقة على العراق ونتائجها الكارثية لا شك أنها تترك مساحتها للتدخل المباشر لطهران الأكثر قدرة على المبادرة والحركة العسكرية السريعة في العراق، كما الأمر في سوريا . مقاربة طهران للأحداث في العراق هي مقاربة "عسكرية" أولاً وأخيراً .
وربما ابتعدت واشنطن بعض الشيء مراقبة للتدخل الإيراني الذي يخوض في الشأن الطائفي العراقي في عمقه وبمخاطره الجسيمة وذلك كي تظهر الإدارة الأمريكية أنها أكثر حساسية وتلطفاً بالشعب العراقي وحرصاً على الأفضل إلى درجة الاصطدام التام مع القوى السياسية السنية التي كانت حليفة لها في الحرب على القاعدة .
إعلان المالكي رفضه التخلي عن الحكم هو ترجيح للخيار الإيراني في بغداد وقوة التأثير والحسم له في شأن السياسة وشأن الأمور العسكرية . وليس هذا هو الالتقاء السياسي الأول للأمريكان بالإيرانيين في العراق من حيث المصالح والأهداف السياسية، فالمالكي يشكل أحد أهم أشكال الاتفاق السياسي بين الطرفين .
بينما تتحسب واشنطن لخطواتها القادمة وتزن الأمور رهناً بالتطورات على الأرض، تدخل طهران خضم المعترك العراقي ولا تتردد في تأبين ضحايا مقاتليها في المعارك علانية وكأنها تصدق على حق التدخل وشرعيته .