أحدث الأخبار
  • 05:37 . بسبب حملة تضليل مولتها أبوظبي .. دعوى قضائية ضد جامعة جورج واشنطن... المزيد
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد

مدينة الأنبياء

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 15-12-2017


الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني لم يكن مفاجئاً، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحاً وصريحاً في حملته الانتخابية عندما قال: إنه في حالة فوزه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس ليؤكد مثل هذا الضم. ولم يجد أي رد فعل من العرب يتساوى مع الوعد الذي أطلقه، كما أن الكونجرس الأميركي، هو الآخر كان واضحاً وصريحاً عندما صوّت في عام 1995 وبشكل شبه جماعي على قانون يقضي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس لتكون القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني المحتل. 
والرؤساء السابقون الأميركيون بيل كلينتون وبوش الابن وأوباما، لم يعترضوا على ذلك القانون، كذلك الحكومات الأميركية السابقة ساندت الحكومة الإسرائيلية وساعدتها في الكثير من ممارساتها الاستعمارية مثل مصادرة الأرض في المدينة المقدسة وطرد سكانها وسحب هوياتهم، ويكفي هنا أن نشير إلى ما قاله مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي سنة 2009 إن إسرائيل تنفق ملياراً ومائتي ألف دولار سنوياً على مشروعات تهويد القدس، بينما يقل إجمالي ما قدمه العرب والمسلمون من دعم للقدس خلال عشر سنوات عن خمسين مليون دولار أغلبها من جمعيات وأفراد لترميم الأماكن المقدسة. أميركا أيضاً تدعم العديد من المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية وترفض إدانة الإجراءات الإسرائيلية، ورئيس وزراء إسرائيل السابق مناحم بيجن كان واضحاً وصريحاً أيضاً عندما قال في عام 1979: «إن القدس الموحدة (شرقية وغربية) هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وهو التوجه الذي أيده الكنيست الإسرائيلي، وأصدر في عام 1980 قراراً اعتبر فيه القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل ووزير البناء الإسرائيلي «يواف غلانت» أعلن بعد الاعتراف عن بناء 14 ألف وحدة سكنية جديدة في القدس سبعة آلاف وحدة منها في القدس الشرقية المحتلة. والكاتب الإسرائيلي «ألوف بن دافيد» كتب في صحيفة «معاريف» يقول: «هذا الاعتراف هو أجمل هدية قدمها ترامب لإسرائيل وستكتب في سجل التاريخ، ولن يتجرأ أي رئيس أميركي على إلغاء الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وإذا انتقلت السفارة إلى هناك فهذا سيكون للأبد».


كذلك التقارير التي رفعت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت تقول إن الشعوب العربية لم تعد مشغولة بالقضية الفلسطينية لانشغالها بالحروب الأهلية في العديد من الدول العربية وتمزقها الأحقاد والخلافات الداخلية، وإن غضبت فإن غضبها سيكون فاتراً سرعان ما ينتهي ويحل النسيان، وهذا الذي دفع ترامب لأن يسارع في اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطيرة التي تعادل في وزنها ما حدث في وعد بلفور وتشبه حسب وصف صحيفة روسية «قنبلة ذرية جيوسياسية».
     
 
القدس مدينة عربية، وهي ليست للفلسطينيين وحدهم أو للعرب وحدهم، وإنما هي لأكثر من مليار مسلم لأنها أرض الإسراء والمعراج التي ذكرها الله في كتابه (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ..).


الاستعمار الصهيوني سوف يواصل طريقه في احتلال الأرض والمقدسات الإسلامية وسيواصل مشاريعه الظلامية ومخططاته بمساندة الدول الكبرى (الغربية) ضد العالم العربي والإسلامي، وسيستعين من أجل ذلك بخريطة «الفتنة» وخريطة الحالة النفسية التي تفسر له وضع العرب وحالتهم المأزومة، وهي خرائط يجري الآن التحضير لها بكل قوة. الاستعمار الصهيوني يتقن فنون اللعبة الاستعمارية بالمؤامرات والأساليب الملتوية، وقد استخدمها في مفاوضات السلام لمدة 24 سنة والخطأ التاريخي الذي وقع فيه الفلسطينيون أنهم تفاوضوا مع إسرائيل من منطلق السلام والنوايا الحسنة متناسين أن العقلية الصهيونية عقلية تآمرية لا تتعامل بمثل هذا المنطق، بل بلغة القوة والحيلة والمكر والخداع. فمنذ بداية أوسلو، وما أعقبها من إعلانات ومبادرات واتفاقات، كان ذلك هو النهج الثابت والمستمر في السلوك الإسرائيلي، فهل نترك مدينة الأنبياء في يد أعداء الأنبياء.