أحدث الأخبار
  • 08:25 . تسعير خام دبي لشهر يوليو بخصم 0.10 دولار عن خام عمان... المزيد
  • 08:20 . استثنى "سكاي نيوز".. السودان يعيد عمل مكاتب قناتي العربية والحدث السعوديتين... المزيد
  • 07:18 . النفط يتراجع إثر تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران... المزيد
  • 07:15 . أبو عبيدة: سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال مستمراً... المزيد
  • 07:01 . الإمارات وعُمان توقعان شراكات استثمارية بـ 129 مليار درهم... المزيد
  • 06:47 . بيان إماراتي عُماني مشترك يدعو لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد... المزيد
  • 06:39 . تقرير: السعودية أكثر دول الشرق الأوسط إنفاقاً في المجال الدفاعي... المزيد
  • 01:05 . وزير الخارجية الإيراني يصف عقوبات الاتحاد الأوروبي بأنها “مؤسفة”... المزيد
  • 01:03 . الاحتلال يقصف شواطئ غزة ويكثف غاراته وسط القطاع... المزيد
  • 12:08 . ألم المستقيم.. أسبابه وطرق علاجه... المزيد
  • 11:33 . "دوكاب" تخطط لإنتاج قضبان الألمنيوم الأخضر... المزيد
  • 11:32 . حاكم الشارقة يؤكد عودة الأمور إلى طبيعتها في الإمارة خلال ثلاثة أيام... المزيد
  • 11:25 . وزراء خارجية دول الخليج يبحثون مع وفد أوروبي خفض التصعيد بالمنطقة وتطورات غزة... المزيد
  • 11:23 . يوسف النصيري يقود إشبيلية للفوز على ريال مايوركا في الدوري الإسباني... المزيد
  • 11:40 . رئيس الدولة وسلطان عمان يشهدان توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات بين البلدين... المزيد
  • 08:58 . "الأبيض الأولمبي" يودع كأس آسيا بخسارة ثالثة أمام الصين... المزيد

لماذا علينا أن نسأل ؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

نحن نسأل لنعرف، هكذا قيل لنا مذ كنا صغارا في المدرسة ( من لم يفهم شيئا في الدرس يرفع اصبعه لنزيده شرحا عله يفهم ) وحين رفعنا إصبعنا انهالت علينا توبيخات المعلمات وهمهمات الزميلات اللواتي لم يرفعن أصابعهن ليس لأنهن عبقريات ولكن لأنهن حدسن بالنتيجة المهم أن الدرس الأول كان مزدوجا كالضربة القاضية تعلن فوز أحدهم ومصرع الآخر، البعض حفظ الدرس منذ لحظتها والبعض ظل يسأل ويسأل ويسأل، لا ليعرف فقط، ولكن لينتج وليبدع وليحاكم الخطأ، ويخلخل السائد ويحرك الساكن، ليرفض ويناقش ويقول رأيه، وفي كل مرة كان هناك من يتحين الفرصة ليرد الصاع صاعين، ففي نظر البعض يعتبر السؤال أول حرف في جملة العصيان أو التفكير خارج القطيع، أتذكر جيداً حين سألت أستاذي في قسم العلوم السياسية عن المنهج الذي سيدرسنا إياه وحين سرد المحاور التي قررها قلت له متسائلة بعفوية مطلقة ( لكن هذا تاريخ وليس سياسة يا أستاذ !) فلم يتقبل السؤال وقرر معاقبتي على طريقته !

تحتاج قدراً كبيراً من الشجاعة لتخرج من الإطار وترى غير ما يرى السرب لتحدد خط طيران آخر يقودك لوجهة أفضل أنت تختارها، حين تسأل لتعرف أو لتناقش وتحلل فأنت لا تتوقع أن تحصل على إجابة في كل مرة تطرح فيها سؤالاً ، هناك من يجيب على مضض وهناك من لا يجيب بينما البعض يصمت متعذرا بالقوانين واللوائح لتفسير ما تسأل عنه، والبعض يتذرع بالدين والعادات ليضعك في مواجهة التابوهات التي لا تناقش، لذا فحين وجدت صديقتي نفسها مديرة ذات يوم قدمت استقالتها ورحلت لأنها من أنصار السؤال لا من حزب الهاربين من الإجابة !


حدثني ناقد أحترم رأيه حول الركود الذي يجده في الوسط الثقافي في الإمارات، فعلى كثرة الأفكار المطروحة والتي تستحق الكثير من الجدل والسجالات، إلا أنه يرى بأنها لا تحظى بما تستحق من ردات فعل حقيقية، بينما تنامي وتطور الحراك الثقافي في أي مجتمع لا يتم إلا بهذا السجال والجدل واختلاف الآراء وطرح الرؤى البديلة والقراءات المختلفة، هذا يحتاج الى فضاء عام تدور فيه هذه الحركة الفوارة وهو فضاء موجود في الحقيقة لكنه غير موجه أو مستغل بالشكل المطلوب والصحيح، فالمقاهي الثقافية والمسارح والصحف والمجلات ودور النشر والكتاب والروائيون والمؤسسات الثقافية أكثر من الهم على القلب لكن الحركة الثقافية الحقيقية تكاد تكون غائبة.. يسألني لماذا برأيك ؟ قلت أنظر إلى قاعات المحاضرات والأمسيات الثقافية وستعرف !

منذ سنوات كتب الدكتور عبدالخالق عبدالله تقييماً موضوعياً حول الحالة الثقافية في الإمارات من مختلف الزوايا وطرح الكثير من الأسئلة وصور المشهد الثقافي الذي كان يومها يعاني العديد من المشاكل، وكان من ضمن ما سأل عنه التواجد المتواضع للجمهور في الفعاليات الثقافية، ولقد طرح يومها بعض الأسباب والتي منها أن الرسالة التي تقدم عبر تلك الندوات والمحاضرات لم تكن تستهوي الجمهور يومها لذلك لم يكن يحضر، اليوم لا زال هذا السؤال قائماً، ولا زال معظم صانعي الرسالة الثقافية في واد والجمهور في واد آخر، في المولات وعلى المقاهي وفي قلب مواقع التواصل و... ما لم نسأل أسئلة حقيقية مستفزة فإننا لن نجذب عقول الناس ولن نستفز رغبتهم في الاستماع لما نقول !! علينا أن نسأل لنولد أسئلة أخرى تولد بدورها منجزات ثقافية تستوقف العقل والوجدان معا !