أحدث الأخبار
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد

ترامب وموضوع القدس

الكـاتب : عبدالله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 23-12-2017


اعتراف ترامب بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، أدخل الصراع «الفلسطيني - الإسرائيلي»، في مسار ضيق ذي اتجاه واحد، ودمّر الأسس التي يقوم عليها الدور الأميركي كوسيط في مفاوضات السلام بين الطرفين، وأدخل القضية في متاهات تجعل من المنطقة العربية وجوارها الجغرافي تشهد المزيد من الغليان يفوق الذي تشهده منذ عقود. لن أكرر ما ورد حتى الآن في الكتابات العربية حول القدس من شجب واستنكار يجسد جزءاً من الثقافة السياسية العربية المعاصرة، ويتعلق بالبكاء على اللبن المسكوب، فهذا ما نمارسه كعرب منذ إعلان وعد بلفور قبل مائة عام، وهي ممارسة لم تعد علينا سوى بالمزيد من ضياع الفرص، وتضييع الحقوق والممارسات السياسية الخاطئة التي لا طائل من ورائها، بل سأركز على تداعيات الخطأ الجسيم الذي قام به ترامب فيما يتعلق بقضية القدس وتداعيات ذلك على إسرائيل ذاتها على المدى البعيد، وهي تداعيات سلبية يكمن جوهرها في عدم إدراك وفهم حقيقي للجانب الأميركي لكيفية ضمان إسرائيل لأمنها الحقيقي على المدى البعيد.


 
قضية القدس الحالية من خلال موقف ترامب المستجد، ليست بمعزل عن القضية الكبرى، وهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي تقف فيه الإدارة الحالية موقفاً لا يختلف عن المواقف التي اتخذتها جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ زرع إسرائيل في المنطقة، وتكرّست بشكل أكثر حدة منذ حرب أكتوبر 1973، وهي الالتزام بالاحتفاظ بتفوق عسكري نوعي لإسرائيل على جميع مناوئيها في المنطقة، وهو التزام يعمل حتى الآن ضد مصالح إسرائيل الأمنية على المدى البعيد، وسأشرح ذلك بعد أن أضيف بأن ما فعله الرئيس ترامب بالنسبة للقدس هي سياسة ستضر بإسرائيل كثيراً على المدى البعيد، ولن تفيدها كثيراً لأنها نابعة من موقف عاطفي لا عقلاني أو مدروس مرده إلى الخلط بين البواعث المرتبطة بالمصلحة الآنية والعقلانية، وهذه قضية خطيرة جداً من الناحية الأخلاقية ليس من المناسب التطرق لها في هذا المقام ولها حديث وسياق آخر.


ما أريد أن أطرحه هو أن سياسة الرئيس ترامب الحالية تجاه القدس هي سياق متصل لسياسات جعل إسرائيل متفوقة عسكرياً، وهذه السياسات حرمت إسرائيل حتى الآن من أي حافز ذاتي للسعي إلى تحقيق أمنها بعيد الأمد عبر وسائل غير عسكرية. وهنا دعوني أتساءل: لماذا تقوم إسرائيل بالمخاطرة الاستراتيجية عن طريق ربط أمنها بشكل كامل بالوسائل العسكرية والتفوق العسكري؟ ولماذا هي تخاطر بعدم الرغبة في التفاهم مع الفلسطينيين وجيرانها العرب الآخرين حول أمنها وتحقيق السلم معهم، خاصة بعد تأمين تفوقها العسكري طويل الأمد عليهم، وأعفيت من أي قلق حول التداعيات السياسية والاقتصادية لاستخدام القوة المفرطة ضدها بعد أن تم تحييد مصر وتحطيم القوة العسكرية العراقية من خلال غزو الكويت والغزو الأميركي للعراق؟ من الصعب الإجابة عن مثل هذه التساؤلات، لكن الواضح أن طموحات إسرائيل التوسعية بعيدة المدى أكثر عمقاً من مجرد تحقيق السلام مع الفلسطينيين والعرب الآخرين.


ولكن الحقيقة التي يتوجب على ترامب ومعه إسرائيل ذاتها فهمها وإدراكها، هي أن الثقة في التفوق العسكري النوعي لإسرائيل هو المصدر الرئيسي للخطر الأخلاقي على إسرائيل، فتأثيره هو تشجيع إسرائيل على تفضيل مكاسب حدودية قصيرة الأمد والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، ومن ضمنها القدس، على أي جهد حقيقي لتحقيق أمن طويل الأمد من خلال قبول الفلسطينيين وجيرانها الآخرين بها كدولة قائمة، والحد من التوترات معهم وتطبيع علاقاتها بهم.


ما أعلنه الرئيس ترامب حول القدس هو سياسة تقضي بشكل مباشر على ما يسمى بـ «عملية السلام» التي هي ولدت ميتة أصلاً، ففقدان إسرائيل الاهتمام بتداعيات ونتائج إعلانها القدس عاصمة لها واحتلالها واستيطانها للضفة الغربية، وحصارها غزة واحتفاظها بالجولان، أمور تسهل من تخليها عن عملية السلام، وموقف الرئيس ترامب الجديد من القدس ومعونات الولايات المتحدة غير المحدودة تضمن الاستبداد السمج لإسرائيل وتزيد من عنجهيتها، فهل يدرك ترامب كل ذلك؟ وما الذي يريد تحقيقه بالتحديد من مصالح للولايات المتحدة من وراء ذلك؟