أحدث الأخبار
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد

عام من ترمب

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 23-01-2018


لا يكاد المرء يصدّق أنه لم يمض سوى عام وأسابيع قليلة على تولّي دونالد ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية! كمية الأحداث التي أفرزها وجوده هناك على مستوى بلاده والعالم، ربما لم يحدث ما يوازيها في فترات كاملة لرؤساء سابقين، ولا أظنني مبالغاً إن قلت إن شكل العالم اليوم مختلف بعض الشيء عن شكله قبل تولّي ترمب الرئاسة.
روسيا -والتي يتهم ترمب بالتواصل معها خارج إطار القانون- تقف في موقع أقوى اليوم، حيث تندفع القوى المتوسطة والصغيرة إلى كسب ودها مع تراجع الأداء الأميركي عالمياً. الصين -والتي كانت بدأت تطل على العالم قبل ترمب- تطمح اليوم لتحقيق موقع مؤثر أكثر، وتتحرك اقتصادياً، وتوظف قوتها الناعمة لتعزيز تأثيرها حول العالم. الاتحاد الأوروبي -أو ما تبقى منه بعد الانسحاب البريطاني- يجد نفسه بين المطرقة والسندان مع خلافات دوله المتزايدة مع الإدارة الأميركية، وطموح التوسع الروسي غرباً. حتى بريطانيا الحليف التقليدي لواشنطن، اضطرت رئيسة وزرائها إلى خوض خلاف علني مع ترمب الذي يتفاخر بصداقاته مع اليمين المتطرف فيها. أما في منطقتنا العربية، فتصرفات ترمب قادت الأزمات المختلفة، من حصار قطر، إلى أحداث القدس، وتوتر الوضع في شمال سوريا. وهذا غير التوتر في منطقة المحيط الهادي وبين الكوريتين، وأحداث أخرى حول العالم يصعب حصرها.
داخلياً، يترنح النظام الأميركي تحت ثقل ترمب وقلة خبرته وعنجهيته. فوضى في المواقف والأجندة التشريعية، انهيار للأعراف السياسية في واشنطن، وأزمات يومية إما نتيجة التحقيقات حول ترمب أو تصريحاته المختلفة التي تلهب الشارع والطبقة السياسية على حد سواء. ومع تداعي السلك الدبلوماسي وكثرة المنسحبين من سفينة البيت الأبيض وفشل ترمب في استكمال التعيينات الحكومية الأساسية، لا يبدو الاستقرار عنوان المرحلة القادمة في واشنطن.
وهذا يقودنا إلى سؤال مهم، وهو كيف استطاع رجل واحد أن يؤثر بهذا الشكل في منظومة كنا نقول عنها دائماً إنها دولة مؤسسات ولا تتأثر بمجيء ورحيل الأشخاص؟ الشق الأول من الجواب هو أن دولة المؤسسات رهينة باحترام اللاعبين السياسيين لقواعد اللعبة، والتي يمكن تلخيصها باحترام الأعراف السياسية، وإشراك من ينبغي إشراكه في اتخاذ القرار، والتعامل مع الأزمات من خلال الحوار. في حال قرر اللاعبون الأساسيون ضرب عرض الحائط بالقواعد، أصبح الأمر شبيهاً بأن يقوم قائد فريق على ملعب كرة القدم بحمل الكرة بيده والجري بشكل عشوائي تجاه المرمى، سيبدأ الأمر بمحاولة بقية اللاعبين والحكم إيقاف هذا المعتوه، ولكن بعد دقائق ستسود الفوضى الملعب، وسيتحلل اللاعبون تدريجياً من الالتزام بقواعد اللعبة، وتنهار المباراة، ويلقي الحكم صافرته.
الشق الثاني من الإجابة هو أن ترمب لم يأتِ وحده، بل كان قائداً لإعصار شعبوي اجتاح المؤسسات الأميركية، في الكونجرس زادت نسبة الأعضاء الذين يميلون يميناً أكثر من العادة ويحاولون التماهي مع خطاب ترمب، وتعيينات ترمب المختلفة ركزت على مرشحين يماثلونه في قلة الخبرة السياسية والمواقف الارتجالية، هذا بالإضافة إلى التغيير المستمر لفرق العمل في الإدارة الأميركية نتيجة الصراعات المختلفة حول ترمب.
اثنا عشر شهراً من وجود ترمب في البيت الأبيض، كانت كفيلة بنشر الفوضى بهذا الشكل داخل الولايات المتحدة وخارجها! هل سيتحمل العالم 3 سنوات أخرى من السياسات المتخبطة والمواقف الارتجالية وتغريدات الصباح الغاضبة؟ نراقب معاً ونلتقي هنا بعد عام لنعرف إجابة هذا السؤال..;