دول الحصار باتت في مأزق بعد أن فشلت كل المحاولات لإثبات مزاعمها ضد قطر، بدءاً من حجة دعم الإرهاب، مروراً بأكذوبة مساندة حركات المعارضة الخليجية، وانتهاء بقصة التقارب مع إيران.
وأصبحت تتردد نغمة جديدة هي أن قطر تسعى لوضع مكة والمدينة تحت الإدارة الدولية، ونزع السيادة السعودية عليها، الأمر الذي لم يطرحه أي مسؤول قطري، ولا حتى على سبيل النقاش.
وفي نفس السياق يجري الحديث في الأوساط الدولية عن استغلال الأراضي المقدسة، وبالتحديد الحرمين المكي والمدني في السياسة، وهذا ما ظهر في الخلاف الخليجي، حيث منع القطريون من دخول دول الحصار.
كذلك طرحت بعض الدول مسألة الكوتا المخصصة لكل دولة، وكيف أن السعودية، وفقاً لسياساتها ومصالحها تراعي بعض الدول على حساب دول أخرى، بل استغلت هذه الورقة في شراء ولاءات بعض الحكومات في خلافاتها السياسية.
لا شك أنه ينبغي تنزيه مقدسات المسلمين عن كل أزمة سياسية، والحديث عن التدويل غير منطقي في هذا الوقت، ولكن ما نريده من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن تراقب أداء السعودية، وتحرص على ضمان أمن وسلامة المعتمرين.
كذلك في وقت سابق سلمت الحكومة السعودية بعض المعتمرين الليبيين إلى قوات المنشق خليفة حفتر، بعد أن أعطتهم الفيزا ومعها الأمان، كذلك تم استدراج الأمير عبدالعزيز بن فهد لاعتقاله بعد أدائه فريضة الحج مباشرة.
كما لا ننسى منع جميع مواطني قطر من أداء العمرة التي هي حق لكل مسلم، حتى في الجاهلية، كان الرجل يلتقي بقاتل أبيه بجوار الكعبة فلا يحرك ذلك فيه ساكناً، احتراماً لهذا المكان وتنزيهاً له.
إذا سمحت السعودية للقطريين بالعمرة فلا يوجد ضامن لمسألة أمان هؤلاء المعتمرين الذين يمكن أن تلفق لهم أي قضية، أو أن يزج بهم أمام الشاشات، لإجبارهم على إعلان معارضتهم لسياسات الحكومة القطرية.
من فضل الله أن السياسات القطرية منذ بدأ الحصار كانت معلنة وواضحة، ولم يكن التدويل أحد المحاور التي طرحت، بينما تتخبط دول الحصار في كثير من المحاور، ولا تعرف وجهتهم السياسية، فالبوصلة ضائعة!
تغريدة: يجب تنزيه المقدسات الإسلامية عن التسييس، ولا يكون ذلك إلا بإعطاء الفرصة لجميع المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة من غير خوف ولا قيود.