وجه عدد من الدول الغربية انتقادات حادّة للحكومة الروسية خلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، لمناقشة تورّط موسكو في محاولة اغتيال العميل السري السابق، سيرغي سكريبال، في الأراضي البريطانية.
وكانت الحكومة البريطانية طالبت بعقد جلسة طارئة لعرض ما توصّلت إليه التحقيقات بشأن تورّط موسكو في استخدام غاز الأعصاب على الأراضي الإنجليزية، وذلك بعدما اتّخذت إجراءات ضدها هي الكبرى منذ 30 عاماً.
واتّهم المندوب البريطاني في مجلس الأمن روسيا بالفشل في الالتزام بمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، ووصف ضلوعها في اغتيال العميل السري السابق، سيرغي سكريبال، بالعمل المتهوّر.
وقال المندوب البريطاني إن روسيا متورّطة في تسميم العميل السري السابق، وإن تطوير هذا النوع من الغاز غير ممكن إلا في معامل خاصة، معتبراً استهداف سكريبال "انتهاكاً للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة".
وقال إن روسيا "فشلت في الالتزام بمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية"، مضيفاً: "أبلغنا منظّمة الأسلحة الكيميائية بوقوع هجوم على الأراضي البريطانية".
وأكّد المندوب البريطاني موافقة بلاده على مساعدة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في التحقيقات، مشيراً إلى أن لندن "لم تحصل على ردٍّ روسي حول وصول المادة السامة إلى الأراضي البريطانية".
وتابع: "لقد سبق لروسيا أن اتهمت سكريبال بالعمالة أكثر من مرة. روسيا لديها تاريخ معروف في انتهاك القانون الدولي".
بدورها قالت المندوبة الأمريكية، نيكي هالي، إن بلادها تعتقد أن موسكو متورّطة في محاولة اغتيال سكريبال، لافتة إلى أن روسيا "أجهضت آليّة التحقيق بشأن جرائم بشار الأسد في سوريا".
وقالت هالي خلال الجلسة: "إن روسيا سبق أن تجاهلت استخدام الكيماوي في سوريا، وعليها أن تتعاون مع التحقيقات التى تجريها بريطانيا".
وأضافت: "نحتاج من روسيا أن تبلغنا عن الأسباب التي جعلتها ترتكب ما أقدمت عليه، وأن تتعاون مع منظمة الأسلحة الكيميائية".
وأكد المندوب الفرنسي في مجلس الأمن إدانة بلاده للهجوم، وتضامنها مع الحليف البريطاني. وقال: "نثق في التحقيقات البريطانية للوصول إلى حيثيات استخدام الكيماوي".
وأكّد المندوب الكويتي إدانة بلاده لاستخدام الأسلحة الكيميائية، ودعا للحفاظ على السلم والأمن الدوليين والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة.
من جهته قال المندوب الروسي في الأمم المتحدة إن بريطانيا استخدمت لغة تهديد غير مقبولة.
وأعلنت بريطانيا طرد 23 دبلوماسياً روسياً، وجمّدت أموال الدولة الروسية على أراضيها، وكذلك المباحثات رفيعة المستوى بين الجانبين.
وردّت روسيا على هذه الإجراءات بقولها إن بريطانيا اختارت المواجهة، مؤكدة أنها ستردّ قريباً.