أحدث الأخبار
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد

أطفال بألعاب

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 17-04-2018

في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من ينطبق عليهم هذا الوصف في كراسي القيادة.
خلال الأيام القليلة الماضية، وُضعت سوريا على طاولة الألعاب هذه.. ترمب يصرّح أنه سيسحب قواته من هناك، ثم يغيّر رأيه فيقرر شنّ حرب هناك، ثم تتحول الحرب إلى ضربة محدودة. ماكرون يقول إنه أقنع ترمب منفرداً بإبقاء قواته في سوريا بعد ساعات من تصريح مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بذلك، فيغضب ترمب ويعود ليعلن أنه سيسحب قواته، أي أن ماكرون لم يؤثّر عليه؛ ولكنه لم يحدد الوقت بعد. وبين كل تصريح وآخر تهرع المؤسسات المختلفة من وزارات الدفاع والخارجية والمؤسسات الدولية للتعامل مع هذه النزوات الفردية التي كسرت أسطورة دولة المؤسسات.
يصعب -حقيقةً- تصديق ما يحدث وأنت تشاهد الجيوش تتأهب والطائرات تقصف والبورصات تتهاوى، نتيجة مزاجية أفراد وصراع حول من يبدو أقوى في الإعلام، في ظل غياب كامل لمشاريع واضحة تقود المجتمع الدولي. لا شكّ أن القوى العظمى لم تكن يوماً في حالة مثالية أو حتى متوازنة، ولكن على الأقل كانت هناك قواعد للعبة تضمن أنه حال ظهور حمقى في سدة الحكم يكون هناك من يلجمهم ويعيدهم إلى آليات العمل الدولية، اليوم هؤلاء الحمقى هم من يديرون اللعبة ومن دون أية كفاءة.. من كوريا الشمالية إلى واشنطن، يُفتقد صوت العقل في معظم عواصم العالم، فالمتطرفون والمزاجيون يسيطرون، ومن ليس منهم مضطر للتماهي أو التعامل معهم، وبذلك تستمر حالة الفوضى التي نعيشها اليوم.
الوضع في سوريا مجرد مثال لذلك؛ حيث يمرّ بنا قادة روسيا والولايات المتحدة، ومن اصطف مع هذا أو ذاك في سكة قطار موت حقيقية لا يعرف معها أين سيقود هذا القطار الفاقد للسيطرة. الوضع مخيف بلا شكّ حين نعلم أن هذه القوى نووية وبإمكانها تحقيق أسوأ مخاوف كتّاب روايات «الديستوبيا الخيالية»، القليل من الطمأنينة يتحقق حين نجد أن قيود الواقع تفرض نفسها في اللحظات الأخيرة لتخفف من وطأة المزاجية السياسية، ولكن إلى متى ستصمد هذه القيود؟
خلال السنتين الأخيرتين، نجحت قيود المؤسسات والمجتمع الدولي في تجنيب العالم حرباً في شبه الجزيرة الكورية، وأخرى تنطلق من سوريا؛ ولكن ذلك ليس وضعاً قابلاً للاستدامة إذا استمر قادة مثل ترمب في مناصبهم لفترة طويلة، خاصة أن إحداث السوابق المزاجية يؤسس لحالة تسهّل على آخرين المضي في الطريق نفسه، فالعالم اليوم على شفا جرف وقريب جداً من حرب لا يُعرف مداها، ولكن التعويل على رحمة الله، ولغة العقل التي ما زالت تنازع الروح في البقية الباقية من عواصم العالم التي لم تنزلق في الحالة الترمبية.;