أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

إذا غابت الفكرة بزغ الصنم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 08-05-2018

في طريقي وأنا أعبر أزقة روما لليوم الثالث، مخلفة ورائي واحداً من أجمل القصور التي تعود لعائلة أمراء عاشت على امتداد القرون من السادس عشر وحتى الثامن عشر، والذي تحول قصرها اليوم إلى متحف يروي قصة أخرى من قصص المجد الغابر والعظمة الرومانية التي كانت، يقع متحف (بلازو دوريا بامفيلي) في وسط شارع تجاري يعج بالمتاجر الضخمة، فإذا لم تكن تعرفه وجئته قاصداً فربما تمر عليه مرور الكرام دون أن تلفت نظرك تلك اللوحة الضخمة التي تحمل اسمه.

في الداخل تعبّر الحضارة الرفيعة عن نفسها في كل التفاصيل، في اللوحات الضخمة المرسومة بيد كبار رسامي تلك الفترة، وفي موضوعات اللوحات التي لم تخرج عن الميثولوجيا الدينية والطبيعة والجمال، أما التماثيل فحدث ولا حرج، الجدران مكسوة بالحرير الطبيعي الباذخ والستائر لا يمكنك أن ترى أجمل منها، يلمع رخام الممرات البيضاء بطريقة تستوقفك، بينما لا تسمع وقع خطوات حذائك وأنت تتأمل الثريات الفخمة في غرفة الرقص ذات الأرضية الخشبية، وتظل تسير متنقلاً من غرفة إلى أخرى، ممتلئاً بالدهشة ومتفكراً في السؤال البديهي: أي عظمة هذه؟ كيف تمكنوا من كل هذا في تلك القرون البعيدة، بينما يعجز الخلف اليوم عن إنجاز أقل القليل مما أنجزه أسلافهم، هي طبيعة عصر وزمن نعم، لكنها تستوقفك وتولد عشرات الأسئلة!

تركت عالماً زاخراً بالدهشة المحيرة، دهشة الإتقان، التفاصيل الدقيقة، براعة الرسم والتصوير، اللوحات الجدارية الضخمة، الفن والموسيقى والملابس، والمقتنيات والصور الشخصية والأسقف المنقوشة بإعجاز مبهر، وقبل أن أخرج وقفت أمام صورة ضخمة لصاحب القصر وتمثال نصفي من الرخام للشخص نفسه داخل غرفة متناهية الصغر ومسورة بالحديد كي لا تصل الأيدي للصورة، تذكرت أن هذا الشخص كان محاطاً بأسوار عزلته في تلك القرون، وظل قابعاً في العزلة ذاتها حتى وهو مجرد صورة أو مجرد تمثال من المرمر.

تركت ذلك العالم الباذخ المتواري خلف الجدران الشاهقة، وخرجت للهواء الطلق، كانت الجدران من الخارج تبدو سوداء من شدة التلوث بينما عشب قديم قد نما بشكل عشوائي بين مفاصل الصخر في كل مكان، مشهد يأخذك إلى فكرة حتمية التغيير والتدليلات الكبرى عبر سيرورة الزمن!

لقد تحول الذين كانوا عظماء إلى مجرد تماثيل، أصنام للفرجة لا أكثر، فحين تختفي فكرة الحضارة العظيمة يبزغ الصنم كبديل باهت، وللصنم معان وتجليات لا تعد ولا تحصى!