أحدث الأخبار
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد

عن الجماعات الإسلامية والعنف والعبث بالتاريخ

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 23-05-2018

الجماعات الإسلامية التي يتم الحديث عنها هذه الأيام ليست طاعنة في القدم، حتى يتم العبث بتاريخها على نحو ما نتابعه في الكثير من الأحاديث السياسية والإعلامية الراهنة، في سياق من تصفية المعارك السياسية في المنطقة.
هي جماعات وتنظيمات لم يبلغ عمرها القرن بعد، بدءاً من أولها (جماعة الإخوان)، وليس انتهاء بآخرها في الساحة السورية، وفي مقدمتها جبهة النصرة (تحرير الشام لاحقاً)، وبينهما حشد من الجماعات والتنظيمات في الساحة العربية والإسلامية، بل إن الكثير من شهودها لا يزالون أحياء، ما يجعل من العبث محاولة تزوير هذا التاريخ، خاصة أن متابعته تمت عبر وسائل الإعلام، والنشرات، والكتب، والوثائق المتوافرة.
المشكلة أن هناك من يوهم نفسه بالقدرة على تزوير هذا التاريخ، عبر ما يملكه من وسائل إعلامية أو جيوش إلكترونية، لكأنه يتحدث عن جماعات مرّت عليها قرون، وسبق وجودها وجود أدوات الكتابة والنشر الحديثة.
حين يُردد كثيرون مثلاً بأن الإخوان هم حاضنة العنف الذي يشيع في المنطقة راهناً، فهم لا يعبرون بذلك عن جهل فاضح بالتاريخ فحسب، ولا عن جهل سياسي حين يكون المتحدث ممن كان على ود معهم في وقت من الأوقات، بل يعبر عن تنفيس سياسي ومحاولة للشيطنة لأهداف معروفة، كما يعبر أيضاً عن جهل بتحولات الجماعات ذات الطابع الديني والسياسي، ومرورها بمراحل مختلفة، ومراجعات كثيرة.
من قال إن الإخوان ينكرون أنهم سلكوا سبيل العمل المسلح في وقت من الأوقات؟
ذاك تاريخ قريب جداً، لكن القول مثلاً إنهم سلكوه في مصر ضد النظام هو شكل من أشكال الهرطقة، لأن التنظيم السري الذي أنشأه حسن البنا لم يكن هدفه النظام، بل الإنجليز، وحين سلك سبيلاً آخر، دون قرار من القيادة، وفي حالات محدودة، تم حلّه مباشرة وتبرأ منه المؤسس حسن البنا. تلك حكاية يعرفها أي باحث بسيط.
لكنهم سلكوا سبيل السلاح في سوريا مثلاً مطلع الثمانينات، وكانوا ضيوفاً في كثير من الدول التي تشيطنهم الآن، بل وهي تجربة تنطوي على جهل سياسي بموازين القوى في ذلك الحين، وانتهت إلى ما انتهت إليه.
بعد ذلك كان لهذه التجربة تحديداً دور محوري في حسم الإخوان خياراتهم السياسية، وإعلان البراءة من مسار السلاح داخل الدول العربية والإسلامية. وحين خاضت الجماعة الإسلامية والجهاد تجربة الصدام مع النظام في مصر، كان موقف الإخوان واضحاً منها، واستمر الحال حتى هذا الوقت، حتى حين تعرّضوا للسحق بعد الربيع العربي.
هل حمل بعضهم السلاح لاحقاً، كما في ليبيا مثلاً؟ نعم حدث ذلك، كجزء من مسار الثورة العام. هل حدث أن دعّموا فصائل في سوريا بعد الثورة وعسكرتها؟ نعم، وإن لم يشكلوا فصيلاً خاصاً بهم، وكل ذلك جزء من حالة شاملة رداً على إجرام النظام.
حمل السلاح ليس جريمة دائماً، بدليل أن من يدينونه سبق أن دعموا جماعات حملته هنا وهناك. وأدوات التغيير تفرضها ظروف الزمان والمكان وليس الأفكار وحسب، لكن العبث بالتاريخ عبر القول إن الجماعات التي تنتمي إلى فضاء القاعدة ومخرجاتها كتنظيم الدولة، وقبلها الجماعات المسلحة في الجزائر مثلاً هي جزء من منتجات الحاضنة الإخوانية لا يعدو أن يكون كلاماً بائساً وبلا قيمة، إذ إن بعض هذه المجموعات لا تتردد في تكفير الإخوان، كما أن خلفيتها واضحة ومحسومة.
على أن ذلك لا يغير في حقيقة أن العنف ليس حالة فكرية، وإنما هو نتاج ظروف موضوعية تحمل من الأفكار ما هو سائد في محيطها، حين تندلع بعد توفر تلك الظروف. وقد حدث أن كانت تجربة تنظيم الدولة منذ احتلال العراق جزءاً من ظاهرة القاعدة التي تنتمي للفضاء السلفي، مع أن المقاومة العراقية لم تكن حكراً على التنظيم، بل شملت فصائل عديدة حصلت على دعم من أنظمة عربية أيضاً.
ما ينبغي أن يُقال ختاماً أن الحملة على الإخوان لا صلة لها البتة بالعنف وحواضنه، بل ذات صلة برفض منطق الشراكة والتعددية التي عبّر عنها الربيع العربي، ولو حدث أن كان رافعو شعار التغيير من أي لون فكري آخر، لما تغير الموقف منهم. ذاك ما لن يقوله المحاربون، رغم أن الكل يعرفه حق المعرفة.