أحدث الأخبار
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد

مهمة أردوغان ستبقى صعبة بين روسيا وأميركا

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 02-07-2018

لماذا كان الغرب معجباً برجب طيب أردوغان، ثم انقلب عليه ولم يعد راغباً في وجوده حتى ولو منتَخَباً في اقتراع لا غبار عليه؟ ربما تكمن بداية الإجابة في شخصية الرجل وحدّة مواقفه ونبرته، التي لم تظهر في الأعوام الأولى بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحُكم عام 2002 حين كان منكبّاً على الشأن الداخلي بكل صعوباته الاقتصادية المزمنة، وبعدما حقّق نجاحات مشهوداً لها، شرع بالتغيير في التشريعات القائمة بهدف إصلاحها وإضعاف التداخل بين السياسي والعسكري. هنا بدأ الافتراق مع الغرب صامتاً وبطيئاً وبعيداً عن الانفعالات، لكنه تمثّل خصوصاً بتباطؤ في المفاوضات على عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وما لبث أن تحوّل في عدد من العواصم رفضاً واضحاً أو مبطّناً لضمّ تركيا، وهو ما أثار استياءً عميقاً لدى أردوغان الذي شعر بأنه خذل في رهانه الأوروبي.
في تلك المرحلة لم يفصح الزعماء الأوروبيون عن صريح تفكيرهم، وهو أن الطابع الإسلامي للحزب الحاكم هو العقدة في نيل تركيا عضوية الاتحاد. ثم طرأ تطوّر آخر عندما اصطدم أردوغان بالرئيس الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز في مؤتمر دافوس عام 2009 على خلفية حرب غزة الأولى، وقد تطوّر الخلاف إلى قطيعة دبلوماسية بعد مهاجمة إسرائيل سفينة «مافي مرمرة» التركية التي كانت تتجه إلى غزّة لكسر الحصار. ورغم أن دولاً أوروبية تشارك تركيا -مبدئياً- رفضها هذا الحصار، إلا أنها اعتبرت موقف أردوغان قطعاً مع نهج أطلسي تقليدي مجامل لإسرائيل في مختلف الأحوال. وفي المراحل التالية، مع اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا ثم انقلاب الجيش على «الإخوان» في مصر، فضلاً عن ظهور تنظيم «الدولة» وتداعياته في شمال سوريا، تكاثرت الخلافات والتمايزات مع الأوروبيين الذين اتهموا الرئيس التركي بالانحياز إلى الإسلاميين عموماً، أما هم فضاعفوا انحيازهم إلى الأكراد، بمن فيهم حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً. كلّما زاد العداء الغربي لأردوغان زاد الالتفاف الشعبي حوله، ولا شك أنه تعرّض في عامَي 2016 و2017 لضغوط هائلة، وعمليات إرهابية في الداخل، وقطيعة مع روسيا، وخلافات عميقة مع الولايات المتحدة، ومحاولة انقلابية استهدفت إنهاء حكمه وضرب حزبه وزعزعة الاستقرار الاقتصادي، باعتباره إنجازه الأبرز.
وعندما قرر أخيراً إجراء الانتخابات المبكرة مع تطبيق التعديلات الدستورية لجعل النظام رئاسياً كان تمكّن عملياً من احتواء معظم الصعوبات، كلّياً أو جزئياً، بحيث أمكن للناخبين أن يجددوا الرهان عليه لإنهاض الاقتصاد ومواصلة التصدّي للإرهاب، كما أنه توصّل إلى ترويض موقّت للخطر الكردي. هذا يفتح أمامه أبواباً كثيرة لتنقيح سياساته الداخلية والخارجية، وهو ليس مضطراً لتغييرات جراحية، بل تصالحية.
من الواضح أن الوظيفة الاستراتيجية لتركيا كدولة تماس قوية بين المعسكرَين الشرقي والغربي قد تغيّرت، وأصبحت مصالحها العليا مرتبطة بمقدار الوفاق أو الخصام بين أميركا وروسيا.
وفيما خاضت تجربة عمل شاقة مع الدولتَين في آنٍ، واستطاعت تحصيل مناطق نفوذ في سوريا، فإنها خطت بثقة نحو تأمين حدودها مع العراق وسوريا، لكن شيئاً لا يمكن اعتباره مضموناً في تقلّبات الدولتَين الكبريين. ثمة استحقاقات إقليمية عدّة لا بدّ لتركيا أردوغان أن تتعامل معها بمرونة ومهارة لكن بتصميم وفاعلية، إذ لن يكون متصوّراً أن تدعم الضغوط على إيران، أو أن تمرّر حلاً سياسياً يظلم الشعب السوري، أو أن تشارك في «صفقة القرن» على حساب الشعب الفلسطيني.