أحدث الأخبار
  • 11:00 . بعد الخسارة أمام اليابان.. "الأبيض الأولمبي" يفقد آماله بالوصول إلى أولمبياد باريس... المزيد
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد
  • 07:13 . الهجوم على إيران.. الإمارات تدعو لضبط النفس وتجنب التصعيد... المزيد
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد
  • 11:45 . "فلاي دبي" تلغي رحلاتها إلى إيران اليوم... المزيد
  • 11:44 . بعد انفجارات أصفهان.. عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الخطيرة في المنطقة... المزيد
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد
  • 11:04 . "ستاندرد أند بورز"‭ ‬تخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:04 . أصوات انفجارات في إيران وتقارير عن هجوم إسرائيلي... المزيد
  • 11:03 . تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن ومرسيليا لنصف نهائي الدوري الأوروبي... المزيد
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد

الحرية.. الحياة بلا رصاص!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-07-2018

كتب ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: «إن الإنسان كائن مدني بالفطرة كما هو كائن اجتماعي» ولو قدر له أن يعيش في أيامنا هذه لكتب أن الإنسان كائن عدواني لا يطهره من عدوانيته سوى الحرية! لذلك يعملون على قمع الحريات، والحقيقة أنه ليس هناك فرق بين الرصاصة التي تغتال الجسد والرصاصة التي تغتال الحرية!

إن هذا التقدم التقني سيزيد الحروب فظاعة! لم تعد الرصاصة تقتل اثنين كما قال شاعر إسبانيا (لوركا)، كما لم يعد الرصاص هو سلاح القتل الوحيد، فها هي الأيام تكشف لنا يومياً عن استراتيجيات توظيف الدين مرافعة باتت مضمونة لبلوغ أهداف مشبوهة وخدمة مصالح دول ومنظمات، عن طريق إشاعة الفوضى والقتل بالسيارات المفخخة والأجساد الشابة المزنرة بالديناميت واقتحام المساجد والكنائس وإثارة الفتن والفوضى في المجتمعات الآمنة.. إنها البلطجة والقتل والتخريب باسم الدين وعبر أموال تضخها دول مستقلة وذات سيادة!

إن ظاهرة توظيف الدين والولاء للمذهب لنشر الدمار والفوضى والتخلف، تقود إلى حقيقتين:

الأولى: هو تحول الدين إلى واحد من أوسع الأدوات والآليات استخداماً وتوظيفاً في شن الحروب المعاصرة وإذكاء نيرانها وإبقائها مشتعلة على الدوام، ولذلك فإن علينا أن نفصل تماماً بين الدين من حيث هو عقيدة وشريعة نقية منزلة من عند الله وبين من يتحدث بها.

أما الحقيقة الثانية التي علينا وعلى أي منهج نقدي أن نؤكدها ونعمل على تكريسها إذا أردنا مراجعة الموروث وتنقيته مما علق فيه عبر عصور الانحطاط والكوارث الحضارية التي مررنا بها، فهي أن التنزيه عن الخطأ واعتبار الشخص معصوماً وعلى صواب دائماً أمر يتنافى مع المنطق والطبيعة الإنسانية التي تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب، هذا الأمر ينطبق على العلماء، كما على المفكرين والفلاسفة، دون أن يقلل ذلك من احترامهم وتقدير العلم الذي يحملونه.إن المتاجرين بالدين أو الذين يوظفون الدين لخدمة مصالحهم أو مصالح جماعات ينتمون إليها أو لخدمة دول صاحبة مخططات ومشروعات هيمنة معروفة في منطقتنا العربية وفي مناطق كثيرة من العالم، هؤلاء يناسبهم ويخدمهم ويسهل أمر تفشي مخططاتهم التبعية العمياء لهم من أحزاب وعصابات وأفراد محكومين بمنطق التبعية والجهل وبيع الولاءات، وقبل ذلك الكفر بحرية التفكير والرأي والنقد. إنه لو قدر لابن خلدون أن يكتب مقدمته في زماننا هذا لكتب أن الإنسان كائن مستلب دينياً، ولا ينقذه سوى الوعي وإعمال العقل وتغليب المنهج النقدي وإشاعة الحريات.