اعتبر جاريد كوشنر، أحد مهندسي المبادرات الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، أن الإجراءات العقابية الأمريكية الأخيرة ضد الفلسطينيين لن تضر باحتمالات السلام، بل ستزيد من فرص تحقيقه.
جاء ذلك في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز"، أعقب قرار واشنطن إغلاق مكاتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، اعتبر فيه كوشنر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "زاد من فرص تحقيق السلام" بإزالة ما وصفه بـ"الحقائق الزائفة" المحيطة بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال: "كان هناك الكثير من الحقائق الزائفة التي تم ابتكارها ويعبدها الناس، ولا بد من تغييرها. كل ما نفعله هو التعامل مع الوقائع كما نراها دون أن نخاف من الشيء الصحيح. أعتقد أنه نتيجة لذلك تتوفر لديك فرصة أكبر بكثير لتحقيق سلام حقيقي".
كوشنر الذي تزامن حديثه مع ذكرى مرور 25 عاماً على اتفاقية أوسلو، وصف مقاربة الإدارة الأمريكية الحالية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي بأنها تمثل "قطيعة حاسمة" مع الماضي.
واعتبر أن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل عزز مصداقيته؛ لكون القرار جاء تنفيذاً لوعوده الانتخابية، بغض النظر عمَّا أثاره من غضب واستياء لدى الفلسطينيين.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية تستحق قطع المساعدات عنها بسبب "شيطنتها" الإدارة الأمريكية الحالية، مبيناً أن "لا أحد مخول بالحصول على مساعدات أمريكا الخارجية"، التي "يجب أن تسخر لخدمة المصالح القومية والمحتاجين إليها، لكن الأمر لم يكن كذلك في حالة المساعدات للفلسطينيين التي تم تبذيرها".
واعتبر كوشنر أنه لا يزال ممكناً رأب الصدع بين واشنطن والفلسطينيين، رغم تأكيداتهم نية قطع أي تواصل مع إدارة ترامب.
كوشنر ذكر أنه "في أي مفاوضات شاركت فيها، الناس كانوا دائماً يقولون لا قبل أن يقولوا نعم".
وأضاف أنه لم تربكه مواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتشددة حيال واشنطن، التي عزاها جزئياً إلى اعتبارات السياسة الفلسطينية الداخلية.
وختم كوشنر بأنه "إذا كان عباس زعيماً حقيقياً، فإنه سيدرس الخطة الأمريكية بعناية بعد كشف النقاب عنها".