أحدث الأخبار
  • 12:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيرته الهولندية "التطورات الخطيرة" في المنطقة... المزيد
  • 12:43 . واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر... المزيد
  • 11:55 . "شعاع كابيتال" تعلن توصلها لاتفاق مع حملة السندات... المزيد
  • 10:53 . "مصدر" تتجه للاستثمار في ليبيا ضمن برنامج لتصدير 10 جيجاواط... المزيد
  • 10:52 . صواريخ "مجهولة" تستهدف مقرا عسكريا للحشد الشعبي وسط العراق... المزيد
  • 10:51 . أسعار النفط على استقرار في ختام تداولات الأسبوع... المزيد
  • 10:51 . أتلتيك بلباو يفرط في فرصة الاقتراب من المربع الذهبي بالدوري الإسباني... المزيد
  • 10:48 . السوداني: العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على تركيا وزيارة أردوغان ليست عابرة... المزيد
  • 11:00 . بعد الخسارة أمام اليابان.. "الأبيض الأولمبي" يفقد آماله بالوصول إلى أولمبياد باريس... المزيد
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد
  • 07:13 . الهجوم على إيران.. الإمارات تدعو لضبط النفس وتجنب التصعيد... المزيد
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد

كي ينجح الحوار الخليجي الإيراني

الكـاتب : عبد الحميد الأنصاري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

تبدو إيران اليوم في عهد الرئيس روحاني راغبة في الانفتاح على العالم، وهي تسعى إلى طمأنة العالم، وتهدئة مخاوفه عبر التأكيد على سلمية برنامجها النووي، مستندة إلى فتاوى دينية للخميني وخامنئي بأن الإسلام يحرِّم تملك السلاح النووي واستخدامه، وفي الوقت نفسه تصر إيران على حقها في التخصيب المشروع دولياً للطاقة النووية السلمية، ويبدو الرئيس الأميركي أوباما مقتنعاً بالفتاوى الإيرانية وبجدية إيران في التغيير والانفتاح على العالم، لذلك حرص على انتهاز فرصة رأس السنة الإيرانية الجديدة (نوروز) ليخاطب الشعب الإيراني بأن «أمامنا فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي شامل إذا أوفت الحكومة الإيرانية بالتزاماتها الدولية، لتعود إيران إلى مكانها الصحيح بين المجتمع الدولي». وبطبيعة الحال، فإن هدف إيران من هذا الانفتاح، هو رفع العقوبات عنها وتخفيف الحصار الاقتصادي حولها.

الخليجيون بدورهم رحبوا بهذا الانفتاح الإيراني، وفي القمة الخليجية في الكويت (ديسمبر 2013) رحب القادة الخليجيون بالاتفاق النووي التمهيدي بين دول مجموعة (5 + 1) وإيران. فالخليجيون يكنّون للشعب الإيراني كل المودة ويتمنون لإيران التقدم والازدهار، وهم قلقون عليها مثل قلقهم على أنفسهم من نتائج وتداعيات سياسة التسلح الإيراني، والإنفاق الهائل على تكديس السلاح، وعلى المفاعلات النووية، ولا يريدون لإيران أن تقع في شرك يقودها إلى حرب تدمر كل المكتسبات المتحققة في منطقة الخليج، ولطالما طالبوا القوى الكبرى بتغليب لُغة الحوار والتفاوض مع إيران بدلا من لغة التهديد والتصعيد المقلقين، ليس لإيران وحدها، بل لدول المنطقة كلها. الخليجيون مشهورون بسياسة «الأدب الجم»، كما يصفها السفير عبدالله بشارة في يومياته، يؤثرون سياسة حسن الجوار ولغة الدبلوماسية والتهدئة وعدم التصعيد، وبخاصة مع إيران بحكم الدين والتاريخ والجغرافيا والمستقبل المشترك، لذلك يسعون إلى إيجاد أرضية مشتركة للحوار البنَّاء معها، وقد سارعوا للترحيب بالتقارب الإيراني مع الخليج، وباركوا الجولة الخليجية التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حاملا رسائل مطمئنة للخليجيين، ومؤكداً أن بلاده تعطي أهمية بالغة للعلاقات مع جيرانها، باعتبارهم «أولوية»، كما صرّح بأن «أمن الجيران من أمننا، ولن نخطو أي خطوة على حسابهم». قابل الخليجيون هذه الخطوة الإيرانية بالمثل، وسادت أجواء إيجابية منطقةَ الخليج، وتبادل مسؤولون خليجيون وإيرانيون الزيارات بين الضفتين لتثمر هذه الجهود في النهاية، زيارة الرئيس الإيراني روحاني لسلطنة عُمان التي تربطها بإيران علاقات خاصة، وليصرح الرئيس الإيراني في ختام زيارته، بأن بلاده تمد يد الصداقة إلى جميع دول المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار والوئام والمودة، داعياً المستثمرين الخليجيين للاستثمار في إيران، باعتبارها بيئة آمنة للاستثمار، ومشدداً على ضرورة التقارب بين شعوب دول المنطقة فكرياً وثقافياً، ومشيراً إلى العلاقات العُمانية الإيرانية باعتبارها «نموذجاً» للعلاقات الخليجية الإيرانية الأخرى. هذه الخطوات الإيجابية وتلك التصريحات الوردية كانت محل تقدير الخليجيين الذين أمّلوا أن ينعكس بالإيجاب على مجمل العلاقات الخليجية الإيرانية، لتطوي صفحة الماضي وتبدأ مرحلة جديدة، طابعها الشفافية والصراحة والوضوح والحوار الجدي البناء.

والآن، لكي ينجح الحوار الخليجي الإيراني في تحقيق أهدافه المنشودة، فإن ذلك يتطلَّب التزاماً عملياً من الجانبين، وسعياً صادقاً نحو الخطوات الآتية:

أولاً؛ على الجانب الخليجي السعي نحو الانفتاح على إيران، شعبياً وثقافياً وإعلامياً وسياحياً. فنحن نجهل إيران، لاسيما ثقافاتها، فلا نتواصل مع كتابها ومفكريها، ونادراً ما يذهب الأكاديميون عندنا لزيارة جامعاتها والالتقاء بمفكريها وأكاديمييها. وقلما تذهب وفود خليجية تمثل فعاليات ثقافية أو منظمات مجتمع مدني إلى إيران للتعرف على الأطياف المجتمعية هنا. ونحن لا ندرس اللغة الفاسية ولا نحرص على إرسال سفراء ودبلوماسيين يجيدون الفارسية،،ويعرفون الخريطة السياسية لإيران. لكن في المقابل إيران تدرسنا جيداً عبر مراكزها البحثية النشطة، وتعرف كل صغيرة وكبيرة عندنا.

ثانياً؛ على الجانب الإيراني:

1- الالتزام الجدي والحقيقي بالشفافية والوضوح في برنامجه النووي، فذلك ما يمكنها من نيل جواز العبور إلى بناء المصداقية والثقة الدولية.

2- مع تأكيد حق إيران في التخصيب المشروع، فهي مطالبة بطمأنة الجيران تجاه مخاوفهم من احتمال التسرب النووي لمياه الخليج، وبخاصة أن مفاعل «بوشهر» على خط الزلازل. فما هي الضمانات التي تقدمها إيران حول قدرة مفاعلها على مقاومة الزلازل، وتحصينه ضد التسرب؟ وإذا كُنَّا قلقين على مستقبل الخليج من مفاعل «بوشهر»، وهو واحد، فكيف نطمئن مع إعلان إيران نيتها بناء 10 محطّات أخرى على الخليج، كل محطّة تحتوي على عِدَّة مفاعل نووية؟! لماذا تبنيها على الخليج وليس على بحر قزوين؟!

3- لماذا هذا الإنفاق الهائل على التسلح، والذي وصلت ميزانيته إلى 27 مليار دولار؟! ولماذا هذا الجيش العرمرم البالغ عدده ثلاثة ملايين فرد، مع أن الخليجيين ليسوا أهل عدوان ولم يفكروا يوماً في المساس بحدود إيران؟!

4- من شروط الحوار الناجح، الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للآخر، فهل تستطيع إيران الالتزام بهذا الشرط والكف عن تدخلاتها في البيت الخليجي والعربي، وتوقف تمويلها عن وكلائها وعملائها؟ الخليجيون لا يتدخلون في الشأن الداخلي الإيراني، فلماذا لا تنصرف إيران إلى البناء الداخلي وتهتم بإصلاح بيتها لتحقيق آمال شعبها في حياة حُرَّة كريمة مثل الحياة التي يعيشها الخليجيون؟ ما حاجة إيران إلى التدخل في شؤون الآخرين بهدف الهيمنة والنفوذ وعندها من الموارد والثروات ما يغنيها عن جلب عداوات الآخرين؟! ما حاجة إيران إلى تغذية التوتر الطائفي في البحرين، مما يجلب عليها الكراهية ويفقدها المصداقية؟!