أحدث الأخبار
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد
  • 06:15 . جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:34 . "لا حرية للتعبير".. أمريكا تواصل قمع المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين... المزيد
  • 10:22 . لمواصلة الإبادة في غزة.. الاحتلال يشكر الشيوخ الأمريكي على إقراره المساعدة العسكرية... المزيد
  • 10:19 . أرسنال يسحق تشيلسي بخماسية ويستعيد صدارة الدوري الإنجليزي مؤقتاً... المزيد
  • 12:51 . على حساب الهلال السعودي.. العين يبلغ نهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه... المزيد
  • 09:49 . تقرير: أبوظبي تشارك بنقل الفلسطينيين من رفح تمهيداً لاجتياحها من قبل الاحتلال... المزيد

حول الكاتب وشجونه!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-09-2018

لأننا حين نكتب فإننا لا نقذف كرة بلاستيكية مصمتة صوب جدار أملس لا تجد لها عليه صوتاً أو أثراً، بل نقذف جملاً وكلاماً مفهوماً جداً، يُفترض أن يعود إلينا مضاعفاً ومحمّلاً بردّات فعل وتجاوبات من أي نوع: رفضاً قبولاً، جدلاً واختلافاً، أي شيء إلا الصمت! 

 ولأننا حين نكتب فإننا لا نخاطب أنفسنا، ولا نتحدث إلينا، ولا نمارس لعبة تزجية الوقت برصف الورق وشاشات الكمبيوتر بالكثير من الكلمات، ومن ثم نمضي للهو أو النوم، إننا حين نكتب فإننا نبعث إلى كل الخارج الذي يمور حولنا بالاهتمامات والهموم، وبالشؤون والشجون برسائل قصيرة أو طويلة، مستفيضة أو مختصرة، تقول ما يريد هؤلاء جميعاً قوله ولا يستطيعون ربما، أو يستطيعون لكنهم لا يصلون لما نصل إليه، أو قد يصلون، لكننا ككتاب نظن أن هذا دورنا، أو شغلنا الذي نجيده ونعرف أسراره جيداً. 

 يكتب معظم الكُتاب نصوصهم وآراءهم بأكثر المشاعر تناقضاً واختلافاً واندفاعاً أيضاً، وبحسب مقتضيات الحال غالباً، بغضب أحياناً إذا اقتضى الأمر، لكن دون قصدية مبيّتة لإغضاب أحد ما على وجه التحديد، وبرقة متناهية حين يحتاج الأمر، وبلا حيادية حين يتعلق الأمر بانتماءاته وثوابته الواضحة، وقد يكون هذا من حقه أحياناً، إذا لم يتعارض ذلك مع الأفكار الكبرى المتعارف عليها.الكاتب ليس شخصاً مثالياً في نهاية اليوم أو في خاتمة المطاف، إنه شخص يحاول أن يمشي مستقيماً على حافة جدار يطل على هوة سحيقة، أو على سلك مشدود، معتبراً ذلك شجاعة متناهية، بينما ينظر كثيرون للأمر على أنه خيار يخلو من التعقل، والأمر في كل خياراتنا نسبي وقابل للاختلاف والتأويل.

 لم ينزل الكاتب من سماء الملائكة لنطالبه بصفاتهم ولم يدَّعِ كاتب -حسب كل ما قرأت- خلوّه من جوانب القصور والنقص والضعف، فليس من المنطق أن يدعي أحد أنه ليس بشر أو أنه ضد مكونه الإنساني، لذلك فلا يجوز لنا أن نتوقع كاتباً مثالياً لا يغضب لنفسه، أو كاتباً ديمقراطياً بشكل مطلق حين يتعلق الأمر بشؤونه الخاصة وقناعاته اللصيقة. 

 الكاتب كأي واحد منا، إنسان بسيط، قد يكون قلقاً أكثر من غيره، عصبياً، ومزاجياً بما لا يطاق، وكصندوق معبّأ بالكثير من الأفكار والأسئلة والفوضى ربما وبالكثير من الأمنيات والانكسارات، فلا داعي إذا ناقشكم في أمر، وشطّ في رأيه أن تقذفوا في وجهه بهذه العبارة البلاستيكية: أين الديمقراطية وسعة الصدر إذن؟ امنحوه قليلاً من رحابة صدوركم لينطلق في أرض لا تحدها الاعتبارات والأسوار.