تترقب الدوائر السياسية في تونس لقاء جديدا بين الرئيس، الباجي قائد السبسي، ورئيس حركة «النهضة»، راشد الغنوشي، يُتوقع أن يضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمصير «التوافق» بين الطرفين، وواقع الأزمة السياسية الحالية والصراع المستمر بين نجل الرئيس ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، في وقت تشير فيه بعض المصادر إلى احتمال لجوء الرئيس التونسي إلى الفصل 99 من الدستور الذي يمكنه من مطالبة البرلمان بالتصويت على منح الثقة للحكومة الحالية.
ويلتقي قائد السبسي بالغنوشي خلال ساعات، وهو اللقاء الثاني بين الرجلين خلال أسبوع، ويتوقع أن تتم خلاله مناقشة «الخلافات» المستمرة حول التوافق «المعطل» بين حزبي «نداء تونس» و«النهضة»، فضلا عن الوضع السياسي في البلاد، وخاصة مصير حكومة يوسف الشاهد.
ويأتي اللقاء بعد ساعات من إعلان «اندماج» حزب «الاتحاد الوطني الحر» بحزب «نداء تونس»، حيث عزز الحزب الحاكم كتلته البرلمانية بالوافدين الجدد، لتستعيد مكانها كثاني كتلة في البرلمان بعد كتلة حركة «النهضة».
من جانب آخر، كشف عدد من السياسيين والخبراء عن وجود توجه لدى الرئيس التونسي لتفعيل الفصل 99 من الدستور، والذي يتيح له أن «يطلب من مجلس نواب الشعب التصويت على الثقة في مواصلة الحكومة لنشاطها مرتين على الأكثر خلال كامل المدة الرئاسية. ويتم التصويت بالأغلبية المطلقة لأعضاء مجلس نواب الشعب، فإن لم يجدد المجلس الثقة في الحكومة اعتبرت مستقيلة، وعندئذ يكلف رئيس الجمهورية الشخصية الأقدر لتكوين حكومة في أجل أقصاه ثلاثون يوما».
وكان ثلث نواب البرلمان التونسي (بمن فيهم نوب المعارضة) طالبوا قبل أشهر رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بالتوجه للبرلمان لطلب تجديد الثقة لحكومته، حيث وقّعوا على عريضة أكدوا أنها «هي بمثابة الدعوة وليست لائحة لوم، تقدمت بها أحزاب المعارضة لاقتناعها بضرورة إيجاد حل يمنع استمرار الأزمة السياسيّة الخانقة التي تمرّ بها البلاد، وبالنظر إلى أنّ مجلس نواب الشعب هو السلطة الأصلية التي بإمكانها منح الثقة وسحبها في إطار ممارسة صلاحياته».