أحدث الأخبار
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد
  • 12:21 . الإمارات تعلن إسقاط 90 طناً من المساعدات على شمال غزة... المزيد
  • 10:54 . "أدنوك" تنتج أول كمية نفط خام من منطقة "بلبازيم" البحرية... المزيد
  • 10:52 . "المصرف المركزي" يعلن مناقصة للأذونات النقدية أول أبريل... المزيد
  • 01:35 . "الأبيض الأولمبي"يحتل المركز الأخير في غرب آسيا بالخسارة أمام تايلاند... المزيد

47 عاماً في حب زايد

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 19-11-2018

ماذا يمثل زايد لشعب الإمارات ولشعوبنا العربية عامة؟ هل يمثل الرمز العربي القومي، والقيادة الشعبية التي تتماهي مع احتياجات الناس، وتلبى طموحاتهم وتطلعاتهم، أم أنه كان بارقة الأمل في زمن التيه والضيق وعدم الاستقرار، الذي طالما اشتكت منه الشعوب العربية؟ هل جاء زايد في الوقت والمكان المناسب، أم أن ذلك لا يمثل شيئاً بالنسبة لشخصية تملك كل المقومات والصفات، لتبث خيرها أينما كانت، وفي أي زمان أو مكان؟ هل كان زايد رمز الوحدة العربية في زمن الضعف والتفكك، أم أنه مجرد قيادة وطنية أقسمت أمام الله وأمام شعبها بتسخير نفسها وكل إمكاناتها لخدمة شعبها والإنسانية جمعاء؟ 

 إماراتياً كان زايد هو الأمل الذي تعلقت به قلوب أهل الإمارات، وتيقنوا بأن الله قد بعثه لهم ليقودهم من حال إلى حال، من التشرذم إلى الوحدة، ومن الشدة إلى الرخاء، ومن القبيلة إلى الدولة، ومن الإمارة إلى الاتحاد.

 عربياً، لم يكن زايد قائداً وزعيماً لشعب الإمارات فقط، بل كان رمزاً عربياً وقائداً شعبياً، توحدت حوله قلوب العرب وتعلقت به. وعلى قدر حب أهل الإمارات لزايد، كان حب العرب له. فقلائل من الرموز العربية استطاعت أن توحد قلوب الشعوب العربية حوله، وتجمعهم على حبه وتقديره.ولم يأتِ هذا الحب والتقدير من فراغ. 

فقد سخر زايد خيرات بلده لخدمة قضايا الإنسانية كافة. فأينما وجدت قضية تحتاج إلى حكمة وإلى تفهم، كان زايد موجوداً، وفي خضمها. لقد استطاع زايد أن يجمع العرب ويوحدهم، وأن يصبح رمزاً من رموزهم، ورمزاً لتكاتفهم وصمودهم في وجه محاولات إبقاء المجتمعات العربية متشرذمة وضعيفة وفقيرة ومحتاجة. وبالتالي، لا يمثل زايد زعامة عربية، بل قامة من القامات العالمية، والرموز التاريخية المهمة التي يفخر بها شعب الإمارات والشعوب العربية. 

 هل كان زايد مدركاً للإرث الذي سوف يتركه، وأن ما يقوم به سوف يسجله التاريخ ويحكم عليه؟ أم أنه عمل لشعبه دون أن يعير أهتماماً لما سوف يكتب عنه لاحقاً؟كان زايد قائداً قومياً واستشرافياً، أدرك بحسه الطبيعي أن ما تحتاجه أمتنا العربية، ليس قيادات سياسية وعسكرية، بل قيادات شعبية تتعاطف مع الشعب واحتياجاته اليومية والمعيشية. لم يكن زايد رجل شعارات، بل رجل مهمات. 

 وبالتالي، أدرك أن ما يحتاجه المواطن العادي، ليس شعارات سياسية ملتهبة، ولا أيدلوجيات معلبة أو مستوردة، بل الغوص في أعماق حياته البسيطة، وتوفير احتياجاته اليومية، من مساكن وطرق ومستشفيات.فبنى في كل منطقة مدينة لإسكان الناس، وتوفير المنزل المناسب لهم، ومستشفيات لعلاج المرضي، وتعبيد الطرق لتسهيل حياة الناس، وجعل حياتهم أسعد وأسهل.لم يكن زايد رجل سياسة فقط، بل رجل عدالة ورجل اقتصاد متمرس، ورجل مجتمع عارف بشؤون الناس، وفوق هذا، رجل قبلي، أدرك بحسه البدوي معنى القيادة الشعبية، وما يعنيه أن يكون زعيماً شعبياً ورجلاً قومياً.

 كل هذه المقومات، وظفها زايد خلال فترة حكمه لخدمة شعبه والشعوب العربية.وقفات من حكم زايد من عام 1971 وحتى 2004، تبدأ من وقوفه إلى جانب الحق العربي، وقطعه البترول عن الدول التي تساند الكيان الصهيوني، ومن ثمة مساندته لقضايا الشعوب الضعيفة، كالبوسنة وأفغانستان والسودان، ومناصرته لقضايا العدل وإحقاق الحق حول العالم.أما القضية الفلسطينية، التي كانت قلب القضايا العربية، فقد كانت في قلب زايد وفكره. هذه الوقفات تعطينا انطباعاً عن شخصية هذا القيادي، كما تدل على بُعد نظره. 

 وعلى الرغم من مرور أعوام على غياب زايد، إلا أن حبه وتقديره لم يتوقف يوماً. فخلال 47 عاماً من عمر الإمارات، استمر حب زايد وتقديره، واستمر العرب في تذكُّر مناقب زايد والترحم عليه. فقد ترك لنا إرثاً لا يمكن نسيانه بسهولة، محلياً وعربياً. لقد ترك إرثاً سياسياً تفخر به الإمارات جيلاً بعد جيل، كما ترك إرثاً اجتماعياً وثقافياً وفكرياً، سطر اسمه في قائمة الرموز العالمية. 

 عربياً، ترك زايد إرثاً لا يقل عن إرثه الإماراتي، ترك سياسة حكيمة، أهلته أن يكون حكيم العرب، وترك مدناً للفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود، في العديد من المدن العربية، ترك مستشفيات وطرقاً يستفيد منها الآف الناس في الدول العربية، وفوق كل ذلك، ترك لنا إرثاً سياسياً وفلسفياً، أهله أن يأخذ مكانة متميزة بين الرموز العربية والعالمية.