كشف مسؤولون بريطانيون عن وجود فرق اغتيالات في العراق مهمّتها إسكات منتقدي إيران، مؤكّدين أن هذه الطريقة تأتي ضمن محاولات إيرانية للتدخل في شؤون الحكومة العراقية الجديدة.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، اليوم الجمعة، كتبه محرر الشؤون الدفاعية في الصحيفة، كون كوغلن.
كوغلن قال في تقريره إن هذه الفرق نُشرت بأوامر من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني؛ في محاولة لإرهاب خصوم إيران بالعراق.
وأضاف أن نشر هذه الفرق تم في أعقاب الانتخابات العامة بالعراق، في مايو الماضي، بعد أن تعثّرت محاولات طهران لفرض نفوذها في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة؛ من جراء فشل المرشحين الذين دعمتهم في الفوز بالأصوات الكافية لتشكيل الحكومة.
وينقل التقرير عن مسؤولين أمنيين بريطانيين يقدّمون الدعم والتدريب العسكري للقوات المسلّحة العراقية قولهم؛ إن إيران ردّت بإرسال عدد من فرق الاغتيالات من قوة فيلق القدس لإسكات الأصوات العراقية المنتقدة لإيران.
التقرير يقول إن أحد أبرز الضحايا لهذه الفرق حتى الآن كان عادل شاكر التميمي، الحليف المقرّب لرئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، الذي اغتالته قوة القدس، في سبتمبر الماضي، بحسب التقرير.
والتميمي (46 عاماً)، سياسي شيعي يحمل جنسية مزدوجة عراقية وكندية، ويصفه التقرير بأنه كان يشارك في محاولات بغداد لرأب الصدع بين السنة والشيعة في العراق، وقد عمل مبعوثاً -وإن لم يكن يحمل درجة رسمية رفيعة- في مجال استعادة وتحسين العلاقات مع دول الجوار؛ كالأردن والمملكة العربية السعودية.
التقرير أشار إلى أن "فرق الاغتيالات الإيرانية" استهدفت خصوماً من مختلف تشكيلات الطيف السياسي في العراق، بحسب المصادر الأمنية ذاتها.
ويضرب التقرير مثلاً بضحية أخرى لهذه الفرق، وهو شوقي الحداد، ويصفه بأنه مقرّب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي كان يتلقّى دعم طهران، لكنه في الفترة الأخيرة اتخذ نهجاً أكثر وطنية، بحسب تقرير الصحيفة.
ويوضح التقرير أن الحداد قُتل في يوليو الماضي، في أعقاب اتهامه إيران بالتدخل لتزوير الانتخابات العراقية.
التقرير تطرّق أيضاً لمحاولة اغتيال فاشلة، في أغسطس الماضي، لراضي الطائي، الذي يصفه بأنه مستشار للمرجع الديني الأعلى علي السيستاني؛ على أثر دعوة الراضي للحدّ من النفوذ الإيراني في الحكومة الجديدة.
وينقل التقرير عن مسؤول أمني بريطاني رفيع قوله: إن "إيران كثّفت حملتها لإرهاب الحكومة العراقية باستخدام فرق الاغتيال لإسكات منتقدي طهران"، واصفاً هذه الخطوة بأنها "محاولة وقحة لإحباط الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية الجديدة لإنهاء التدخّل الإيراني في العراق".