أحدث الأخبار
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد
  • 07:13 . الهجوم على إيران.. الإمارات تدعو لضبط النفس وتجنب التصعيد... المزيد
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد
  • 11:45 . "فلاي دبي" تلغي رحلاتها إلى إيران اليوم... المزيد
  • 11:44 . بعد انفجارات أصفهان.. عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الخطيرة في المنطقة... المزيد
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد
  • 11:04 . "ستاندرد أند بورز"‭ ‬تخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:04 . أصوات انفجارات في إيران وتقارير عن هجوم إسرائيلي... المزيد
  • 11:03 . تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن ومرسيليا لنصف نهائي الدوري الأوروبي... المزيد
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد

آمنة.. ذاكرة الحكايات!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-12-2018

تسأل آمنة والدتي: «هل تتذكرين فلاناً؟»، سكتت والدتي، ربما لم تتذكر هذا الفلان فعلاً، لكن آمنة لم تسكت، فقد أتت لتحكي، لتملأ بيتنا بالحكايات، لتنعش قلبها كما قالت برائحة أُناس تحبهم من زمن مضى، زمن لا زال يسكنها، وتسكنه، حكت عن أم زوجها، جاراتها. تلتفت لي وتأخذ في تعداد أسماء الجيران، تقول لي: «كان بيت زهرة يقابل بيتنا تماماً، زهرة هل تتذكرينها؟ زهرة البائعة؟»، كنت طفلة لم أذهب للمدرسة بعد يا آمنة، كيف تريدينني أن أتذكر أسماء جاراتك؟! 

(حدثت نفسي) لكنني ابتسمت فرحة بهذا البهاء الذي نشره حضورها وحكاياتها في المكان.نعم زهرة البائعة التي كانت جارتكم أتذكرها، قلت وأنا أربت على كتفها: «لا بأس من بعض الكذبات، فنحن نتوافق على أن نكذب على بعضنا أحياناً لتمضي الحكاية طازجة في طريقها!»، أكملت آمنة مطمئنة إلى أن خيط ذاكرتها متصل لم ينقطع، هناك مَن يحتفظ بالسجل السري للذاكرة التي عاشت أحداثها، هناك من يشهد على أن ما كان قد كان فعلاً، لا خوف إذاً على أسرار الجيران وأسماء النساء، وألوان الأبواب وأصحاب الدكاكين وتلك الروائح العطرة التي تفوح من أباريق شاي الزعتر والزنجبيل على المواقد في صباحات وليالي الشتاء، كأنها اطمأنت إلى أن كل شيء باقٍ مكانه. 

 كنا نجلس في «السكة» -تقصد في الزقاق الضيق- أمام مداخل البيوت، تصنع الجارات القهوة، ويُحضرن ما تيسّر من التمر، ويجلسن في حلقة تتسع لأي قادم، عن نفسي لم أر شيئاً كهذا، سألتها لماذا تجلسون في السكة وليس في الداخل؟ تقول وهي تنظر لوالدتي: نحرس البيوت والصغار من الحرامية، أليس كذلك! 

 بدت لي الصورة التي ترسمها كمشهدٍ أسطوري لنساء يجلسن عند مداخل البيوت للحراسة، لكنني عدت وتذكرت ما كان يُحكى عن بعض المجانين الذين كانوا مطلقي السراح في أزقة تلك الأزمنة، وعن أولئك الذين كانوا يسرقون الصغار في سنوات الجوع، وعن وعن..لقد ألقت سنوات الثلاثينيات بظلالها السوداء على الدنيا، أصابنا نصيب كبقية العالم: الجوع، وكساد التجارة، والبطالة وافتقاد المؤن، وهجرة الناس من القرى البعيدة لدبي مدينة البحر والرخاء. 

 ظل الاقتصاد محرك العالم ومغير الطبائع الإنسانية على الدوام، وطافت بي آمنة على عُمر من التحولات دون أن تنسى نفسها، هي المرأة الصابرة القابضة على جمرة قيمها وعلاقات القربى مع رجل لم يرعها كما رعته، ولقد أبكاني صبرها واحتمالها كل هذا العمر!

آمنة.. ذاكرة الحكايات! - البيان