أحدث الأخبار
  • 12:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيرته الهولندية "التطورات الخطيرة" في المنطقة... المزيد
  • 12:43 . واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر... المزيد
  • 11:55 . "شعاع كابيتال" تعلن توصلها لاتفاق مع حملة السندات... المزيد
  • 10:53 . "مصدر" تتجه للاستثمار في ليبيا ضمن برنامج لتصدير 10 جيجاواط... المزيد
  • 10:52 . صواريخ "مجهولة" تستهدف مقرا عسكريا للحشد الشعبي وسط العراق... المزيد
  • 10:51 . أسعار النفط على استقرار في ختام تداولات الأسبوع... المزيد
  • 10:51 . أتلتيك بلباو يفرط في فرصة الاقتراب من المربع الذهبي بالدوري الإسباني... المزيد
  • 10:48 . السوداني: العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على تركيا وزيارة أردوغان ليست عابرة... المزيد
  • 11:00 . بعد الخسارة أمام اليابان.. "الأبيض الأولمبي" يفقد آماله بالوصول إلى أولمبياد باريس... المزيد
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد
  • 07:13 . الهجوم على إيران.. الإمارات تدعو لضبط النفس وتجنب التصعيد... المزيد
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد

وقد يبعثرك صوت تحبه!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-12-2018

قد تسمع أغنية تصدح من مذياع أمك الصغير، فتقذفك الأغنية إلى زمن آخر ومكان مختلف، تجد نفسك فيه بصحبة أشخاصٍ تعرف ملامحهم جيداً، لكن أسماءهم اختفت في جيوب الأيام، تلك لعبة الصوت والذاكرة، التي قد تحدث لأكثرنا. 

 وقد تقرأ رواية فتبعثرك مسارات وحيوات أبطالها، تشعر بصدق أنه كان من الممكن أن تكون أنت أحد هؤلاء لو أن القدر لم يتدخل في اللحظة الحاسمة ليقود قطار أيامك إلى وجهة أخرى، فتفكك تلك الرواية كما يفكك روائي حياة أبطاله ويعيد رسم مصائرهم بشكل غير متوقع، تفككها لتؤلف روايتك الخاصة أو حياتك ربما.

 منذ ليل البارحة وصوت فيروز يقلب ذاكرتي، يفكك محافظ الصور فيها، يضع الصور أمامي صورة صورة، يصف الوجوه وجهاً وجهاً، الأمكنة والمراحل، مدرستي الابتدائية التي تحولت مرآباً للسيارات، الحي الذي أصبح يعج بالأجانب، الجامعة والصديقات، المقاهي التي بلا عدد، المطارات التي عبرتها إلى بيروت تحديداً، وبيروت التي لم أرها منذ زمن طويل، بيروت التي حللت فيها لأول مرة منذ ثمانية عشر عاماً في أحد مساءات شهر مارس، وحين أصبحت وجدت صباحها بارداً كصقيع لم أعتده قبلاً، فوقعت في ورطة كبيرة مع حقيبة ملابسي. 

 طلبت مساعدة صديقة، فإذا بسيدة بيروتية وقورة تنتظرني عند مدخل الفندق لتصحبني في جولة تسوّق استبدلت بها حقيبة ثيابي الخفيفة، تحية لتلك السيدة التي طافت بي أزقة شارع الحمرا وحوانيته الصغيرة بصبر كبير وثرثرة حول ظروف البلد الذي لم يتغير منذ ذلك الزمن! 

 أتذكر يومها ذاك الاعتقاد الذي كان مسيطراً عليّ، وهو أنني سأسمع أغنيات فيروز تصدح في كل لبنان كأنه نشيد وطني أو أجراس كنائس، فإذا صوت فيروز غير موجود أبداً، كان الأطفال السوريون يبيعون الأقراص المنسوخة في شارع الحمرا أمام مكتبة أنطوان، المكتبة الأعرق في بيروت، لمطربين لم أسمع بهم يوماً، بينما تصدح أغنيات أميركية في مقهى ستاربكس، شعرت بالغربة والبرد والحنين لكل شيء، ولصوت فيروز أكثر.

 الصوت الذي اختصر لبنان في أغنية، والقدس في صرخة، وجعل مصر شمساً من ذهب، وألقى السلام على مكة وأهلها، وبغداد وشعرائها، والشام وأنهارها، هذا الصوت الذي يلقي السلام كل لحظة على بيروت وبيوتها وصخرتها التي كوجه بحّار قديم، ويجعل الوقت منتشياً كبشارة لا تزول.. آهٍ يا فيروز، ماذا يفعل بنا صوتك؟