أحدث الأخبار
  • 07:18 . الأهلي المصري يتعادل مع مازيمبي سلبيًا في ذهاب نصف نهائي أبطال أفريقيا... المزيد
  • 06:56 . فرقاطة ألمانية تنهي مهمتها ضد الحوثيين في البحر الأحمر... المزيد
  • 06:54 . ‏ جيش الاحتلال يقر بإصابة تسعة جنود في عملية مخيم نور شمس بالضفة المحتلة... المزيد
  • 12:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيرته الهولندية "التطورات الخطيرة" في المنطقة... المزيد
  • 12:43 . واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر... المزيد
  • 11:55 . "شعاع كابيتال" تعلن توصلها لاتفاق مع حملة السندات... المزيد
  • 10:53 . "مصدر" تتجه للاستثمار في ليبيا ضمن برنامج لتصدير 10 جيجاواط... المزيد
  • 10:52 . صواريخ "مجهولة" تستهدف مقرا عسكريا للحشد الشعبي وسط العراق... المزيد
  • 10:51 . أسعار النفط على استقرار في ختام تداولات الأسبوع... المزيد
  • 10:51 . أتلتيك بلباو يفرط في فرصة الاقتراب من المربع الذهبي بالدوري الإسباني... المزيد
  • 10:48 . السوداني: العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على تركيا وزيارة أردوغان ليست عابرة... المزيد
  • 11:00 . بعد الخسارة أمام اليابان.. "الأبيض الأولمبي" يفقد آماله بالوصول إلى أولمبياد باريس... المزيد
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد

لغة بناء الدول

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 25-01-2019

صحيفة الاتحاد - لغة بناء الدول

اللغة العربية لغة تتميز عن غيرها بخصائص ومهارات خاصة ومهمة لا نجدها في لغات عالمية أخرى كثيرة. وكان لهذه الخصائص دور أساسي في بناء الدول وتكوين الحضارة. فهي، حسب علماء اللسانيات المختصين، تملك اثني عشر مليونا وثلاثمئة وخمسة وسبعين ألف مفردة، بينما اللغة الإنجليزية السائدة اليوم بها فقط خمسة وسبعين ألف مفردة. واللغة العربية هي الوحيدة التي تمتد الحروف فيها 27 سنتمتراً من أقصى الجوف إلى الأنف، بينما في اللغات الأخرى الحروف لا تتجاوز 6 سنتمترات. وهي الوحيدة التي كل حروفها تكتب وتنطق كما هي، وبها مخارج الحروف والأصوات متساوية تقريباً (27 حرفا و31 صوتاً).
ولعل أكثر من تنبه إلى هذه الحقيقة هو محمد علي باشا، حاكم مصر، عندما أراد بناء الدولة المصرية الحديثة، فلم يكتفِ بتنظيم الحكومة والإدارة والسياسة والاقتصاد والزراعة والتجارة والتعليم والصناعة والصحة والجيش.. بل اعتنى أيضاً باللغة العربية وجعَلَها لغة التعليم بمختلف مراحله ولغة لكل مجالات الحياة المصرية، وأحدث من خلالها «ثورة لغوية».
وكما يوضح كتاب «بناء دولة مصر محمد علي»، فقد اعتنى محمد علي أيضاً بالترجمة عناية شديدة، واستطاع أن يجلب كثيراً من الكتب في مختلف التخصصات من أوروبا ودول أخرى وكلّف أعضاء البعثات بأن يحضروا معهم كتباً بالفرنسية، وظل يأمر بشراء الكتب من الأستانة وإزمير وباريس ومدن وبلدان أخرى، ولم يكن هدفه أن تكون محصورة في مكتبات المدارس، وإنما أراد ترجمتها والانتفاع بها في بناء الدولة ونهضتها، وتوخى في اختيارها أن تكون مفيدة ولمؤلفين ذاعت شهرتهم في مجال اختصاصهم، لاسيما الطب والتاريخ والجغرافيا والهندسة والسياسة والمنطق وغيرها. وقد وجه بتزويد المدارس والجامعات بكتب مترجمة لا غنى عنها.
وبعد عودة خريجي البعثات المصرية من الخارج، تم الاستغناء عن الأجانب، وخاصة في مجال التربية والتعليم، بعد أن جرى استخدم طائفة من المترجمين في نقل ما يلقيه أولئك المدرسون الأجانب على الطلاب المصريين إلى اللغة العربية، وجرى العمل على تهذيب الترجمات وتنقيحها. كذلك تم إعداد القواميس والمعاجم للاستعانة بها. وأثناء ذلك تم الاعتماد على مترجمي المدرسين الأجانب أثناء التدريس، وعلى السوريين المقيمين في البلاد، ثم على أعضاء البعثات العائدين من الخارج.. وكان في كل مدرسة مجموعة مدرسين ينقلون الكتب إلى العربية. واستعانت المدارس بشيوخ الأزهر لمراجعة أسلوب الكتب وتصحيح أخطائها اللغوية. ولهذا كان عمل المصححين يضارع في أهميته عمل المترجمين أنفسهم. وفي عام 1835 تم إنشاء مدرسة خاصة بالترجمة تسمى «مدرسة الألسن»، ترأسها رفاعة الطهطاوي الذي ترجم عدداً من الكتب وراجع طائفة أخرى ترجمها خريجو مدرسة الألسن وقام بتصحيح بعضها بعد ترجمته.
ولم يكتف محمد علي بذلك، بل طلب إلى جماعة من رجال الحكومة وموظفي ديوانه ترجمة كتب كثيرة أخرى حتى يجعل الحياة في مصر في مختلف المجالات والقطاعات تتحدث بالعربية.
والسؤال المهم هنا هو: لماذا لم تحدث في العالم العربي «ثورة لغوية» مثل التي حدثت في أيام محمد علي في مصر، وكان لها دور عظيم في بناء الدولة المصرية الحديثة؟
الجواب، حسب الدكتورة وفاء كامل، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، أن المجتمعات العربية تعرضت لتأثيرات ثقافية قوية، أبعدت الأجيال الصاعدة عن لغتها القومية. فهناك شباب يكتب العربية بحروف لاتينية الآن، وهو ما تروج له بعض الجهات حالياً، لينشأ الطالب وفي ذهنه إحساس بهوان اللغة العربية وضعف قدرتها على التعبير.