وثق معهد السياسة العالمي ومقره برلين، قيام جيش النظام السوري والمليشيات الموالية له بتنفيذ أكثر من 300 هجوماً بأسلحة كيميائية خلال ثماني سنوات من عمر الثورة السورية ضد المدنيين.
وأكد المعهد في تقرير له، ونشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، اليوم الاحد، أن النتائج التي توصل إليها الباحثون في المعهد تقدم أشمل سجل حتى الآن لما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا في وقت يبدو أن الحرب الطويلة قد بدأت تتلاشى.
ووثق المعهد وقوع 336 هجوماً كيميائياً بغاز الأعصاب، وقنابل الكلور الخام، كما أكد أن ما نسبته 98% من تلك الهجمات نفذها جيش النظام السوري والمليشيات الموالية له، وبينها قوات النمور التي تحظى بدعم روسي.
وذكر المعهد أن 2% من الهجمات الكيميائية نفذها تنظيم "داعش" الذي كان يحتل مساحة واسعة من الأراضي السورية.
وينقل التقرير عن عاملين في المجال الطبي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتعرضت لهجمات، قولهم إنهم عالجوا أكثر من 5 آلاف حالة تعرضت للأسلحة الكيميائية منذ 2012.
وأوضح التقرير أن غالبية الهجمات الكيميائية التي نفذها جيش النظام السوري وقعت بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن استخدام تلك الأسلحة ضد المدنيين السوريين سيكون خطاً أحمر بالنسبة لإدارته.
ورصد المعهد هجوماً بأسلحة كيميائية وقع قبل الإعلان المذكور للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وتحديداً في 2012، لكن غالبية الهجمات وقعت بعد إعلان الرئيس الأمريكي، وذلك وفقاً للآثار الناجمة عن العوامل الكيميائية الظاهرة.
وبين التقرير أن نظام الأسد لم يكتف باستخدام هذه الأسلحة المحظورة ضد السكان المدنيين وإنما استخدمها كسلاح استراتيجي في الصراع.
ويؤكد التقرير أنه في أعقاب هجوم بغاز الأعصاب نفذه جيش النظام في 2013 على ضواحي دمشق، أعلن الرئيس أوباما عن دفعه الطائرات الحربية الأمريكية إلى تنفيذ هجوم على مواقع الأسد، ولكنه تخلى عن الفكرة بعد أن تم التوصل لاتفاق يقضي بأن يتخلى النظام عن مخزونه من السلاح الكيمياوي.
ويوضح التقرير أنه تم فعلياً تدمير 72 طناً من مخزون الأسد الكيمياوي، غير أن الهجمات تواصلت ولجأ النظام فيها لاستخدام الكلور الذي يتحول إلى حمض الهيدروكلوريك، ويمكن أن يؤدي إلى تلف الجهاز التنفسي للضحية، وقد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
ويؤكد التقرير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أوامره مرتين بقصف أهداف عسكرية تابعة للنظام السوري في أعقاب هجمات كيميائية؛ أحدها كان على بلدة خان شيخون وآخر على منطقة دوما بريف دمشق.
وبحسب التقرير فإنه ومنذ آخر ضربة صاروخية أمريكية في 14 أبريل 2018، لم يستخدم النظام أي أسلحة كيميائية أو حتى غاز الكلور في هجماته، وفق ترجمة "الخليج أونلاين".