أحدث الأخبار
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد
  • 11:04 . "ستاندرد أند بورز"‭ ‬تخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:04 . أصوات انفجارات في إيران وتقارير عن هجوم إسرائيلي... المزيد
  • 11:03 . تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن ومرسيليا لنصف نهائي الدوري الأوروبي... المزيد
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد

أم الكوارث

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 04-03-2019

إسماعيل ياشا:أم الكوارث- مقالات العرب القطرية

اهتزت مصر يوم الأربعاء الماضي بحادث محطة قطار رامسيس الذي راح ضحيته 20 شخصا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 40 آخرين. وكانت صور الجثث المتفحمة والمشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة، صادمة ومؤلمة للغاية. رحم الله القتلى، وألهم أسرهم الصبر والسلوان، وشفا جميع المصابين.

حوادث القطارات في مصر تتكرر بين الفينة والأخرى، ويعرف الجميع أن القطارات والسكك الحديدية بحاجة ماسة إلى عملية تجديد عاجلة وصيانة شاملة، إلا أن النظام المصري الذي لا يبالي بأرواح أبناء الشعب الغلبان يرى أن الأفضل إيداع الأموال في البنوك للحصول على نسبة من الربا، بدلا من صرفها لإصلاح شبكة السكك الحديدية والقطارات، كما صرح عبد الفتاح السيسي.

المصريون هرعوا بعد الحادث إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين، إلا أن أحد الشباب اكتشف أن الدماء التي يتبرع بها المواطنون تسرق وتباع وترمى استمارات التبرع في الزبالة. ولا غرابة في ذلك ما دامت العقلية التي تحكم البلاد تفضل نسبة من الربا على خدمة المواطنين وحماية أرواحهم.

الانقلابيون الذين قتلوا العشرات في «رابعة «و»النهضة»، وحرقوا الناس وهم أحياء، لا يهمهم مقتل 20 أو 30 من المصريين. لأنهم يعرفون أنهم لن يعاقبوا، لا عبر صناديق الاقتراع ولا من قبل المحاكم بسبب تقصيرهم وإهمالهم وسوء إدارتهم وفسادهم. لأن القضاء مجرد أداة بيدهم، وأن الانتخابات ما هي إلا مسرحية لا تمت للديمقراطية والإرادة الشعبية بصلة. وإن خرج الشعب للاحتجاج فمستعدون لضربه بالحديد والنار وقمع المظاهرات حتى لو تطلب ذلك ارتكاب مجازر مروعة.

المجتمع الدولي، الأمريكيون، والأوروبيون، لا تعنيهم الأحكام الجائرة وإعدام الأبرياء، أو مقتل العشرات من المواطنين المصريين العزل في حوادث بسبب الفساد الذي يحكم البلاد. وكل ما يهم الغربيين فقط مصالحهم. وبالتالي، لن يتعرض النظام لأي ضغط من الغربيين.

تجاوز أي كارثة وتبعاتها، أمر بسيط في نظر النظام الحاكم، حيث يخرج أبواقهم في الإعلام يتهمون جماعة الإخوان المسلمين وتركيا وقطر، كما يفعلون في كل فشل ذريع يكشف سوءاتهم. وهكذا فعلوا بعد حادث محطة القطار، ليتحدث أحدهم عن تربية الإخوان لسائقي القطارات، ويصوِّر آخر امرأة مسنة تسب تركيا وقطر كما يلقنها المصوِّر.

مصر تسمى «أم الدنيا». وهناك روايات مختلفة حول سبب هذه التسمية. وبغض النظر هل هي سميت «أم الدنيا» لأنها مهد الحضارات أو أن اسمها ورد في القرآن الكريم، أو أن حفيد نوح عليه السلام عاش فيها بعد الطوفان، أو أن هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام وأم النبي إسماعيل عليه السلام كانت من تلك الديار، فإن مصر لها مكانة في التاريخ والمنطقة والعالم العربي وإن فقدت في الآونة الأخيرة شيئا كثيرا منها وتحولت إلى لعبة بيد أمراء مغامرين.

مصر اليوم دولة فقيرة تعاني من مشاكل عدة وبعيدة عن مكانتها السابقة للأسف. ولكن أم الكوارث التي تضعفها وتستنزف قدراتها هي وصاية العسكر . وهذه الكارثة التي تخيم على مصر هي التي تولد الكوارث الأخرى وهي المسؤولة عنها. وتهون كافة الكوارث أمام الكارثة الكبرى التي يشكلها الانقلابيون. وبالتالي، يجب أن يجفف المصريون أولا ذاك المستنقع بدلا من أن ينشغلوا بقتل ذبابه ويشتكوا من رائحته النتنة.