أحدث الأخبار
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد

العلماء وتجارب النهوض

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 02-08-2019

صحيفة الاتحاد - العلماء وتجارب النهوض

 الإنسان هو الأساس في أي تطور وتقدم، وبالأخص في مشروعات التقدم العلمي. وقد أدركت الدول الغربية هذه الحقيقة منذ زمن طويل، واستثمرت مهارات الإنسان ومعارفه وابتكاراته واكتشافاته في هذا الاتجاه، بصرف النظر عن لونه أو عرقه أو دينه أو جنسه، خاصة من أصحاب التخصصات النادرة، فوفرت لهم البيئة المناسبة والحاضنة لتخصصاتهم، وقدمت لهم المغريات العديدة من منح دراسية وفرص عمل، مستندةً إلى مبدأ الكفاءة، كما أمّنت لهم مناخاً علمياً مثالياً للنجاح والتفوق والإبداع والاستقرار الوظيفي والاجتماعي والتقدير المعنوي والدخل الشهري المرتفع، علاوة على التشجيع والتنويه بإنجازاتهم وإبراز جهودهم.. فأصبحت هذه الدول متفوقة حضارياً وعلمياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وتعليمياً وصحياً وعسكرياً. وهذا أيضاً ما أدركته الدول التي قررت الخروج من دائرة التخلف إلى المنافسة في مضمار التقدم الاقتصادي والصناعي والعلمي.
وتتضح الصورة أكثر من خلال كتاب الدكتور علي الحويلي، «العلماء العرب في أميركا وكندا.. إنجازاتهم وإخفاقاتهم»، حيث يبين لنا في كتابه الدور المتميز للنخب العربية في نهضة وقوة ذينك البلدين، لاسيما في القطاعات الأكاديمية والبحثية والعلمية والصحية والمختبرية والإعلامية والأدبية.. إلخ.
وينقل لنا المؤلف إحصائية قامت بها جامعة الدول العربية عن العلماء العرب في الغرب، تقول إنهم يشكلون في أميركا نحو 4% من مجمل العلماء هناك، وإنهم يوفرون لها دخلاً لا يقل عن 40 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل 8% من مجمل الدخل السنوي القومي العربي. وبالمقابل توضح الإحصائية أن العالم العربي يخسر (خسارة صافية) من هجرة الأدمغة العربية أكثر من 250 مليون دولار سنوياً.
أما إحصائيتي اليونسكو والبنك الدولي، كما يوردها الكتاب، فتقول إن العالم العربي يساهم بنسبة كبيرة في هجرة الكفاءات من الدول النامية، وإن 50% من الأطباء و23% من المهندسين و15% من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة تهاجر إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وهذا ما يؤثر سلباً على مستقبل التنمية العربية.
وحسب الدكتور الحويلي فقد شهدت بعض الدول العربية خلال السنوات الأخيرة ولادة مؤسسات علمية ترمي إلى استقطاب الأدمغة العربية المهاجرة واسترجاعها إلى أوطانها الأم للاستفادة منها في ديناميات النهوض والتطور، لكن المؤسف أن العديد من الذين استجابوا لدعوات العودة سرعان ما اصطدموا بالمعوقات البيروقراطية الكثيرة وبأشكال من المثبطات المحبطة، فخابت آمالهم وتلاشت أحلامهم وغادروا عائدين إلى مهاجرهم التي أصبحت وطنهم الحقيقي.
ويدعو الكتاب إلى التعلم من التجربة الهندية ونجاحها في حشد ملايين العقول للمشاركة في بناء نهضة هندية عملاقة، وذلك انطلاقاً من فكرة مفادها أن التنمية البشرية عنصر أساسي في بناء أي اقتصاد ناهض، وأن المدخل الطبيعي للتطور يقضي بعودة العقول الهندية المتوافرة بأعداد كبيرة في أميركا واستغلال طاقاتها، ووضع الآليات والبرامج الكفيلة بنجاحها، وتوفير مستلزمات الخَلق والإبداع أمامها، ومنحها الامتيازات المادية والمعنوية التي كانت تتوفر لها في أميركا.
وفي سبيل ذلك اعتمدت الهند خطوات علمية مبرمجة في إطار استراتيجية وطنية شاملة، فقامت شراكة هندية أميركية ساهمت في نقل الصناعة المعلوماتية الهندية إلى مستويات عالية من التطور، وأنشأت مؤسسات عامة وخاصة كثيرة لاستيعاب الأدمغة الهندية. وكانت البداية بنحو 100 ألف عالم من أصلا 206 آلاف تم توظيفهم في الجامعات والمؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث.
واليوم باتت للهند تكنولوجيا متكاملة وبنى تحتية علمية وكليات عليا على درجة فائقة من التطور.
وعلى ضوء التجربة الهندية ومثيلاتها في الصين واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل وبلدان النمور الآسيوية.. يمكن للعرب استنباط خططهم الخاصة للتقدم والتطور والنهوض.