أحدث الأخبار
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد

كاتم الصوت

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 09-01-2020

قد يتبادر إلى الأذهان أنني أتحدث هنا عن مسدس كاتم الصوت، لكنني أعني كاتم الصوت الموجود في جهاز التحكم عن بُعد، المعروف بين الناس بـ «الريموت كونترول»، وفي اللغة العربية بـ «الحاكوم».
هل جرّبت يوماً أن تستخدم خاصية كتم الصوت، وأن تتأمل البرامج الحوارية بالصورة فقط دون صوت، هذه التجربة مفيدة، مُلهمة، ومضحكة، يومياً يُعرض العديد من البرامج الحوارية السياسية على الشاشات العربية التي تستضيف غالباً الشخصيات نفسها، سواء السياسيين أم المحللين، حتى بات مشهد الإعلام العربي منفصلاً عن قضايا المجتمع والمواطن، ناقل فقط لما يتحدث به أصحاب القرار في الشؤون السياسية، ومن يدور في فلكهم من رجال الدين والمحللين الذين أصبحوا كالحاشية.
كوبٌ من اليانسون ليلاً، و»كتم الصوت»، والتأمل في وجه هذه الشخصيات، ولغة جسدهم، كفيلة بأن تعطينا مؤشراً حقيقياً على حقيقة هذه الوجوه، وتمنحنا السيطرة لإسكات شخصيات مهمة، وذلك بالضغط على «زرّ واحد»، وكتم أصواتهم.
هذه التجربة ولمدة نصف ساعة فقط، تجعلنا ندرك كمية اللغو، والكلام الذي لا قيمة له، الذي يتبادله هؤلاء.
إذا كتمت الصوت، زادت قدرة العينين على الإبصار، والتأمل، والتمعن، والتفكّر في وجوه مختلفة، مكفهرة، حائرة، ومتوترة، وأحياناً ترفع يديها وأصابعها بوجه بعضها البعض، وتحكّ أنفها كذباً مرة واثنتين وثلاثاً، ومنهم من ترى في عينيه كمّ الخوف من الشعوب، بينما في حديثه نبرة صوت واثقة، ولم تكن لتلحظ خوفه إذا التهيتَ بسماع ما يقول من عنتريات.
لا يقتصر اللغو فقط على الأغاني التي نخرنا البعض بحرامها وحلالها، بل أيضاً اللغو في السياسة وشؤون أخرى بكلام لا قيمة له ولا معنى، بحيث إنه إلى الآن لم تمنح أغلب البرامج الحوارية الفرد العربي حقّه في توفير منصة له على حساب السلطات وفي كلّ الدول، فإذا مُنح المواطن خمس دقائق، يُمنح السياسي خمس ساعات للحديث والتصريح والتراشق والتبرير، فعلياً دون جدوى، لم تنجح معظم هذه البرامج في إحداث التأثير المطلوب لبناء المجتمعات، أو دعمها أقلّه من أجل الصمود.
والدليل، ارتفاع نسبة التطرف والتحيز والتعصب الطائفي والمذهبي والعنصري، ولغة التخوين، وما إلى ذلك من مظاهر سلبية إلى حدّ إصابة أغلب الشباب العربي بحالات من الهلع والقلق والارتياب والاضطراب الذهني، وحشو العقل الباطن بكمّ هائل من المفردات والكلام الذي لا جدوى منه.
استخدام زرّ «كاتم الصوت» هو الحلّ لمن لا يملك المال والوقت الكافي أو لم تتوفر له الظروف البيئية والطبيعية للعودة إلى الطبيعة، وتطهير الأفكار من الحشو واللغو، واستبدالها بأصوات الطبيعة، ربما للتخلص من سموم الكلام الذي يتسلل إلى قلبك وعقلك ويجعلك في حالة توتر دائمة.
جرّب كتم أصواتهم.. ستُدرك أن أغلبهم مهرجون مزعجون يؤدون فقراتهم كلّ حسب راتبه.