أحدث الأخبار
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد
  • 12:21 . الإمارات تعلن إسقاط 90 طناً من المساعدات على شمال غزة... المزيد
  • 10:54 . "أدنوك" تنتج أول كمية نفط خام من منطقة "بلبازيم" البحرية... المزيد

بوش وأوباما.. وتطورات المنطقة

الكـاتب : محمد خلفان الصوافي
تاريخ الخبر: 27-08-2014

ما يحدث حالياً في منطقة الشرق الأوسط أشبه بحالة انفجار لقنبلة ضخمة الحجم تتناثر شظاياها في الاتجاهات كلها. في العراق، وهو على رأس تلك الدول، مروراً بسوريا وقطاع غزة واليمن وليبيا.. المشترك فيها الأسلوب الجديد (أي البشاعة في طريقة القتل). وبينما يبدو، أن كل دولة تبحث عن وسيلة لحماية نفسها من هذا الانفجار الذي تتصاعد شظاياه يوماً بعد آخر ويبذل كل طرف محاولات لإيجاد مخرج لحالة عدم الاستقرار، يأتي تدخل الإدارة الأميركية (بقرار دولي صادر عن مجلس الأمن 1270) لمساعدة قوات الأكراد (البشمركة) على منع تمدد ما بات يعرف إعلامياً بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، ليدل على أن محاولات السياسة الأميركية الابتعاد عن تطورات منطقة الشرق الأوسط لا تعني نجاح الشخص الموجود في البيت الأبيض أو كونها وسيلة يمكن أن تحول دون المساس بالسياسة الأميركية أو بالمواطنين الأميركيين.

يعتبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أفضل مثال على محاولة تجاهل التطورات السياسية والأمنية في المنطقة وعدم إدراك تأثيراتها على السياسة الدولية. هناك تحليلات كثيرة ترفض ترك الأوضاع السياسية في المنطقة تتصاعد، بل إن توجهات الإدارات الأميركية السابقة كانت تحاول منع تصاعد الأوضاع فيها تحت أي ذريعة، سواء توفير أموال للميزانية الأميركية أو الابتعاد عما يمثل تهديداً للاستقرار الداخلي الأميركي. وكثير مما يحدث في المنطقة ستكون له تبعات دولية وستمس الولايات المتحدة الأميركية، سواء فيما يخص مصالحها في المنطقة أو محاولة الاعتداء على مواطنيها في العالم، كما حدث مع الصحفي الأميركي «فولي» وقبله السفير الأميركي في ليبيا.

بشاعة منظر (نحر) الصحفي الأميركي الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية حملت رسالتين للرئيس أوباما. الرسالة الأولى، أن محاولة الابتعاد على التطورات السياسية في المنطقة لا تعني حماية المصالح والأمن الأميركي؛ والدليل التدخل لحماية كردستان العراق وكذلك الانتقادات التي وجهت لأوباما لفشله في إنقاذ المواطن الأميركي. الرسالة الثانية، أن عامل الوقت مهم في التعامل مع تلك التطورات لأن انتشارها سريع جداً، وربما تفلت الأمور وتكون غير قابلة للسيطرة.

إن ادّعاء تجاهل أوباما لتراجع سياسته في تطورات المنطقة لا يعني أن سياسة الرئيس الأميركي السابق، بوش الابن، كانت أفضل، بل هي السبب الرئيسي لحالة الفوضى التي تعيشها المنطقة. بالتأكيد، هناك اختلاف في طريقة مواجهة تطورات المنطقة بين أوباما وبوش، ولكن يُعتقد أن النتيجة واحدة وهي انتشار الفوضى السياسية والأمنية في المنطقة. ربما الأمر يرجع إلى نظرية «الفوضى الخلاقة» التي أوجدتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كونداليزا رايس، ولم يستطع أوباما إيقافها نتيجة لتراجعه الداخلي وعدم تفضيله سياسة التدخل النشط، كما يفعل الآن مع «داعش». وفي الحقيقة، فإن الموقفين السياسيين، سواء لبوش الابن أو لأوباما هما موقفان حزبيان: هل الأولوية للاستقرار أم لحماية المواطن الأميركي؟ والدليل أن التحرك جاء بعد نشر فيديو قتل المواطن الأميركي مع أنه كان مختطفاً.

على كل حال، مثلما احتاجت الإدارة الأميركية في عهد بوش إلى «صدمة» كي تتحرك من أجل وقف الإرهاب، فإن إدارة أوباما احتاجت إلى ذلك أيضاً مع أنه حصل على الكثير من النصائح من دول المنطقة (دول الخليج)، بأهمية اتخاذ قرارات سريعة في مواجهة العوامل التي تتسبب في ظهور مثل هذه الحركات. وإذا كانت صدمة بوش جاءت بعد أحداث 11/9 فإن صدمة أوباما كانت في موقفين، الأول: في عمليات تصفية الأقليات في العراق (الإيزيديين والمسيحيين)، والثاني في الصدمة الكبرى في طريقة ذبح الصحفي الأميركي في العراق.

وبذلك، يبدو أن الرياح الساخنة في المنطقة ستدفع بالإدارة الأميركية إلى التدخل في أكثر من ملف، أو ستجبرها على أن تتدخل في المنطقة وهو ما لا تشتهيه سفينة أوباما. وبما أن قرار مجلس الأمن الخاص بمحاربة «داعش» و«النصرة» كان صائباً وينبغي دعمه؛ لأن تهديد الحركتين الإرهابيتين لا يستهدف المنطقة فقط بل العالم الغربي أيضاً، فإن القرار يبدو ناقصاً لأنه لم يشمل باقي الحركات التي تنتهج الأسلوب نفسه مثل تلك الموجودة في ليبيا، وكذلك المليشيات الأخرى، مثل «بوكوحرام» و«الحوثيين» و«حزب الله» اللبناني الذي يسهم في خلق الفوضى في سوريا، منبع حركتي «داعش» و«النصرة». ومثلما كان هناك قرار دولي صادر من «مجلس الأمن الدولي» إزاء الحركتين، فإن الأمر ينبغي أن يشمل الحركات الأخرى في المنطقة وإلا فستكون النتيجة نفسها لاحقاً. «داعش» حكمت على نفسها بالانتهاء، لكن سيبقى فكرها وربما تظهر بصورة أخرى بسبب عدم شمولية إنهاء الإرهاب. فأحد أسباب تفاقم الحركات المتطرفة في المنطقة هو السماح بممارسة التطرف لميلشيا ضد باقي الأقليات، وبالتالي يكون ذلك سبباً لظهور حركات تريد الدفاع عن نفسها. العراق أفضل مثال على ذلك؛ حيث أدى الأمر إلى تحطيم النسيج المجتمعي ومؤسسات الدولة، وبدأت كل طائفة تحاول الدفاع عن نفسها في مواجهة تطرف الآخر.

ومن دون هذا المنطق فإن الأمر لا يخلق مناخ ثقة يسهّل الاقتناع بأن الموضوع بعيد عن ترتيبات استراتيجية تحدث في المنطقة، وأن إيران ستكون لها أفضلية الوجود في العراق مرة ثانية.

كل ما سبق يوضح أن الرئيس أوباما، كما الرئيس بوش «غير مدرك لتفاصيل المنطقة» (كثيراً ما كان الرئيس المصري السابق حسني مبارك يستخدم هذه الجملة في توضيح موقف بلاده مع الإدارات الأميركية مما يحدث في المنطقة). وبالتالي من المحتمل أن سياسة الرئيس أوباما لن تنجح؛ على الأرجح إلا في القضاء على «داعش» وليس الإرهاب؛ كما لم تنجح سياسة الرئيس بوش سابقاً في تهدئة أو إخماد الفوضى السياسية والأمنية في المنطقة. الأمر يحتاج إلى الاستماع إلى آراء الدول الصديقة في المنطقة بحكم معرفتها بتفاصيل المنطقة. وهذه النصيحة وُجهت أكثر من مرة للإدارة الأميركية الحالية. كما يحتاج إلى إدراك الإدارات الأميركية أن عامل الوقت في التدخل مهم جداً لمعالجة قضايا المنطقة!