أحدث الأخبار
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد
  • 06:15 . جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:34 . "لا حرية للتعبير".. أمريكا تواصل قمع المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين... المزيد
  • 10:22 . لمواصلة الإبادة في غزة.. الاحتلال يشكر الشيوخ الأمريكي على إقراره المساعدة العسكرية... المزيد
  • 10:19 . أرسنال يسحق تشيلسي بخماسية ويستعيد صدارة الدوري الإنجليزي مؤقتاً... المزيد
  • 12:51 . على حساب الهلال السعودي.. العين يبلغ نهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه... المزيد
  • 09:49 . تقرير: أبوظبي تشارك بنقل الفلسطينيين من رفح تمهيداً لاجتياحها من قبل الاحتلال... المزيد

نحو علاقات طبيعية مع العراق

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 30-08-2014

بعد تكليف رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، وبعد أن يتمكن من تشكيل طاقمه الوزاري، بدت دول مجلس التعاون الخليجي مقتنعة بأن الحكومة الجديدة ستكون في حاجة ماسة إلى جميع أنواع المساعدات العاجلة، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والعسكري المتعلق بمكافحة الإرهاب، فالإمكانات العراقية في مجالات كالطيران والقوات الخاصة ضاربة القادرة على التعامل مع الجماعات الإرهابية وطبيعة القتال ضدها غير متوافرة، لكن طلب مثل تلك المساعدة من دول المجلس وتمريرها من خلال البرلمان العراقي عملية صعبة على من يجلس في كرسي رئاسة الوزراء، فقد ترفضها جميع الفصائل الشيعية الموالية لإيران. دول المجلس حريصة على عودة الهدوء والاستقرار إلى العراق من خلال تشكيل حكومة وطنية قوية وقادرة، تشمل جميع مكونات الطيف العراقي دون إقصاء أو تمييز، وعلى هزيمة الإرهاب ممثلاً في الوقت الراهن في «داعش»، فهذه هي الأهداف الاستراتيجية الأولى لدول المجلس الآن في العلاقات السياسية والدبلوماسية مع العراق.

دول المجلس تعلم جيداً أن الأطراف الشيعية ذات الدور المؤثر لعبت دوراً ذكياً في اللعبة الانتخابية الماضية، وحازت أصواتاً كثيرة فيها أوصلتها إلى عدد كبير من مقاعد البرلمان، وهي الآن تنتظر الحصول على بعض العوائد.

وعبر المشهد السياسي تتفق القيادات العراقية على أنه من الأفضل أن تشارك جميع الفئات في العملية السياسية، لذلك فإن دول المجلس في علاقاتها مع العراق، عليها أن تخلق لنفسها توافقاً مع الأطراف الشيعية كافة بغض النظر عن تقارب أي منها مع إيران، وعما أبدته تلك الأطراف من رغبة في استخدام موارد الدولة العراقية لتقوية مرتكزاتها السياسية الخاصة.

السؤال الأكثر أهمية بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي في هذه المرحلة، هو ما إذا كانت الحكومة العراقية الجديدة ستكون واقعة بثقل تحت النفوذ الإيراني؟، فهذا الأمر لو حدث سيؤثر كثيراً دون شك على منظومة العلاقات الخارجية العراقية مع العديد من دول العالم، بما في ذلك دول المجلس، مع توقعنا بأن تقاوم الحكومة الجديدة من خلال رئيس الوزراء بقوة النفوذ الإيراني والتغلغل الحاصل لإيران في مفاصل الدولة والمجتمع، على عكس ما فعلته الحكومة السابقة، بعبارة أخرى يوجد لدول المجلس العديد من المصالح في إبعاد النفوذ الإيراني من العراق، وهي مصالح يجب العمل على تحقيقها بهدوء وروية، لكن بثبات وإصرار أيضاً.

التوجه العراقي منذ تشكيل أول حكومة بعد الغزو يسير عكس اتجاه ما تتوقعه دول المجلس، لكن هذا هو حال التوجهات السياسية المخالفة، فهي لا تحتاج إلى وقت طويل، لكي يتم اكتشاف أن نتائجها حطت في موقع مختلف تماماً عن ما كان يعتقد بأنها ستؤول إليه.

دول المجلس لا يعنيها كثيراً التدخل في شؤون العراق الداخلية، وليس من شأنها أن يصبح العراق واحة للديمقراطية طالما أن حالته الأمنية الشاملة تتحقق، فهذا هو ما تعمل على تحقيقه خلال الأشهر الماضية، خاصة على ضوء توغل «داعش» في أراضيه، والواقع أن دول المجلس لا تريد أن ترى في بغداد حكومة معادية لإيران، بل على العكس من ذلك، هي تريد للعلاقات بين الطرفين أن تكون مستقرة تماماً، لذلك فإن إدارة العلاقات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية والاقتصادية مع الحكومة العراقية الجديدة- خاصة على ضوء تصريحات رئيس الجمهورية الجديد في 16-8-2014- بحكمة وروية تحقق مصالح الأطراف كافة في المنطقة تضع أمام دول المجلس تحديات دبلوماسية يجب التعامل معها ومواجهتها، وبشكل خاص إذا بقيت المسائل بينها وإيران غير محلولة.

وأعتقد بأنه حان الوقت لدول المجلس مجتمعة، وكل منها على حدة، أن تطور لنفسها حواراً أكثر تطبيعاً مع المكونات السياسية العراقية بأطيافها كافة، والتي تبدو بأنها آخذة في أن تصبح مشهداً قائماً بثبات في الأفق السياسي العراقي وغير قابلة للتجاهل.