في تطور لافت بشأن الأزمة اليمنية والحرب الدائرة هناك منذ ثمان سنوات، قالت صحيفة "البيان" الحكومية، إن الوقت حان لدفن أوهام تقسيم اليمن، مشددة على أهمية تقديم الحوثيين التنازلات لإنهاء الحرب وتحقيق السلام الدائم.
وقالت الصحيفة في افتتاحية العام الجديد 2023، والتي حملت عنوان (اليمن والسلام المنتظر)، "آن الأوان أن يعود السلام في اليمن بتعاطي الحوثيين مع المبادرات الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات من أجل إعلاء مصلحة الشعب والوطن، فكلما جَرى عرقلة سير مفاوضات السلام يزيد عدد المتضررين من ويلاتها، ويتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي لليمنيين".
وأضافت: "إحلال السلام في اليمن يستلزم جلوس الأطراف المختلفة على مائدة التفاوض، دون شروط تعجيزية للحوثيين، ما سيوفر الوقت والفرصة لبدء مناقشات جادة حول المسارات الاقتصادية والأمنية، حيث إن تمديد وترسيخ وتمديد الهدنة من شأنه وضع هذا البلد على الطريق نحو تسوية سياسية دائمة".
وشددت على أنه "من الضروري استخلاص الدروس ودفن أي أوهام بخصوص تقسيم اليمن، بالالتزام بالثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة والديمقراطية وإنهاء الانقلاب وتنفيذ المبادرة الخليجية وعدم السماح لأي عابث بأن يهدد أمن واستقرار اليمن، لكي يصل هذا البلد إلى بر الأمان".
وأشارت إلى أن خارطة السلام موجودة، وقد تم الاتفاق على المقترحات العملية للمباشرة بها وبناء الثقة، وما ينقص هو التزام الحوثيين بتقديم التنازلات وتغليب المصلحة الوطنية، حيث إن ذلك سيسهم في معالجة نقاط الخلاف في مسار سياسي عادل من أجل صنع السلام الدائم الذي يؤسس لبناء مستقبل اليمن الجديد وبناء دولة بمؤسسات وطنية قوية وتصحيح الاختلالات وتحقيق السلام والأمن والاستقرار لأبناء الشعب بعيداً عن المزايدات.
وختمت الصحيفة بالتأكيد على "أن كلفة السلام تقل كثيراً عن الكلفة التي تستهلكها الحرب"؛ مشددة على ضرورة "أن يتفق الجميع على حقن دماء الأبرياء، والبدء في إعادة إعمار اليمن، فالشعب اليمني من حقه العيش في استقرار وأمان وازدهار".
ويرى مراقبون يمنيون، أن التصريحات الإماراتية ومواقفها المُعلنة عادة ما تكون على عكس سياستها في الداخل اليمني، الأمر الذي يدفع الكثيرين للتشكيك بتلك المواقف، لاسيما بعد سنوات من اتباع سياسة تقسيم اليمن، ودعم التشكيلات العسكرية المناهضة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.، والعمل على تمكين مشروع تقسيم اليمن وتفتيته، حد تعبيرهم.