استنكر مدير الأبحاث لمنطقة الخليج في المنظمة غير الحكومية داون (الديموقراطية للعالم العربي الآن)، عبد الله العودة، طلب النيابة العامة في المملكة إعدام الداعية عوض القرني.
وقال العودة، نجل الداعية سلمان العودة المعتقل أيضا في السعودية منذ عام 2017، لوكالة "فرانس برس"، إن محاكمة عوض القرني ووالده سلمان العودة تستند إلى "تهم كاذبة تتعلق بنشاطهما السلمي وكتبهما وتغريداتهما".
وطالبت النيابة العامة السعودية بإعدام القرني المتهم باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي "لإثارة الفتنة" في المملكة التي تشن حملة صارمة ضدّ منتقدي السلطة، بحسب وثيقة قضائية اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
وكان ناصر نجل الداعية السعودي عوض القرني، قال إن التهم الموجهة بحق والده "سخيفة"، وإن اعتقاله كان "كارثيا".
ووصف ناصر القرني، عبر برنامج "الحرة الليلة"، الثلاثاء، التهم التي استندت إليها النيابة العامة للمطالبة بإعدام والده بـ "السخيفة"، مشيرا إلى أن العائلة عندما نظرت إلى لائحة الاتهامات الموجهة بحق والده "ظنناها نكتة، كيف أنت تطالب بالإعدام لأجل تهم سخيفة؟"
وأضاف أن كثيرا لديهم "مجموعات واتساب أو قناة في التلغرام أو حساب في تويتر تغرد فيه متى ما شئت، وأن تعبر فيه عن رأيك، أن تطالب بالإعدام لأجل هذه التهم هذه لا يقبله أي منطق".
وأكد القرني أنه استلم لائحة الدعوى الرسمية من النيابة العامة التي تضم تلك التهم، "ومن الغريب أن بينها أيضا تهمة حيازة كتب ممنوعة، أولا والدي مفكر إسلامي وبطبيعة الحال لديه مكتبة ضخمة، لكن الغريب ليس هنا، الغريب أن الحكومة في السابق كانت توزع مثل هذه الكتب، والآن تحاكمك على حيازتها وتطالب في النهاية بالإعدام (..)".
والداعية عوض القرني هو واحد من العديد من الشخصيات الدينية والفكرية والسياسية التي اعتُقلت عام 2017 ضمن حملة واسعة لكم أصوات المعارضين في خضم صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وطالبت النيابة السعودية بـ"الحكم عليه بالقتل تعزيرا"، لا سيما بسبب استخدام حسابه على تويتر "لنشر أفكاره وتوجهاته الضالة"، بحسب لائحة الاتهام التي أرسلها نجل المتهم ناصر القرني إلى وكالة فرانس برس الخميس، ويقيم ناصر في بريطانيا حيث طلب اللجوء.
ويحظى حساب عوض القرني على تويتر بنحو مليوني متابع، وهو متهم أيضا بدعم جماعة الإخوان المسلمين وانتقاد السلطات السعودية.
وجاء في لائحة الاتهام أن منشوراته على الشبكة الاجتماعية تهدف إلى "زعزعة بناء الوطن" عبر "تأليب المجتمع على الحكام" وكذلك "إثارة القلاقل".
وتستثمر السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، مليارات الدولارات لتحسين صورتها، لكن منظمات غير حكومية وكذلك الأمم المتحدة تواصل أحيانا إدانة انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان ونظامها القضائي الغامض واللجوء الكثيف إلى عقوبة الإعدام.
وحُكم على امرأتين سعوديتين على الأقل مؤخرًا بالسجن لعقود بسبب تغريدات اعتُبرت معادية للسلطات.