قامت بلدية طهران بتثبيت لافتات تحمل شعار "الخليج الفارسي إلى الأبد" أمام سفارتي الإمارات وبريطانيا في طهران، في استفزاز واضح لدول الخليج العربي، خصوصاً الإمارات التي تحل إيران ثلاثاً من جزرها الرئيسية.
جاء ذلك بمناسبة ما تسميه إيران "اليوم الوطني للخليج الفارسي"، الذي يوافق 30 أبريل من كل عام.
ونظمت إيران بهذه المناسبة عرضا بحريا في شواطئ جزيرة كيش جنوبي البلاد، بمشاركة 60 قاربا تحمل العلم الإيراني، مع مسابقة تزلج هوائي "براسيلنغ" في الخليج.
وتقول السلطات الإيرانية، إنها أطلقت على هذا اليوم اسم "اليوم الوطني للخليج الفارسي"، بهدف حماية اسم هذه المنطقة وهويتها ذات الأهمية الاقتصادية والثقافية والجغرافية.
وتعود هذه التسمية للعام 1622 حيث طرد الإيرانيون المحتلين البرتغاليين من شواطئ إيران الجنوبية، وتم تحرير جزيرة هرمز من سيطرتهم التي استمرت 117 عاما.
وتأتي خطوة إيران الاستفزازية بعد أقل من شهر على إعلانها تعيين سفير لها لدى أبوظبي، لأول مرة منذ عام 2016، وذلك بعد حوالي ثمانية أشهر من قيام الإمارات بإعادة سفيرها سيف محمد عبيد الزعابي إلى طهران.
وكانت إيران أعلنت يوم السبت، اعتزامها إنشاء بنى سكنية في الجزر الإماراتية المحتلة، بأوامر من المرشد الأعلى علي خامنئي، وذلك بعد سبعة أشهر على إصدارها سندات ملكية رسمية خاصة بالجزر.
وقال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن "المرشد الأعلى علي خامنئي أصدر توجيهات وأوامر خاصة بإعداد وتجهيز الجزر في الخليج بالبنى التحتية والسكنية وجعلها صالحة للسكن والعيش، وتعزيز أمنها واستقرارها".
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت السلطة القضائية في إيران إصدار سندات ملكية رسمية خاصة بالجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، التي تحتلها إيران منذ عام 1971.
ورغم العلاقات السياسية والاقتصادية القوية بينهما، إلا أن قضية الجزر الثلاث تمثل أهمية كبرى للإمارات التي تطالب إيران بإرجاعها، في حين تقول طهران إن ملكيتها للجزر "غير قابلة للنقاش".
ويعتبر الخليج العربي ممرا بحريا مهما، حظي عبر العصور بموقع سياسي استراتيجي، ويهتبر اليوم أهم ممر بحري دولي، واستخدم عبر العصور للتجارة وتبادل السلع بين الشرق والغرب، كما كان ساحة للمنافسات والنزاعات الدولية والإقليمية.