كشفت صحيفة أمريكية أن أبوظبي صرفت خلال السنوات الماضية ملايين الدولارات لجماعات الضغط الأمريكية، بهدف تلميع صورتها أمام المجتمع الدولي بشأن حماية المناخ، واستضافتها لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 28)، الذي تستضيفه دبي في نوفمبر المقبل.
وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية الأربعاء، في تحقيق كتبه الصحفيان "كوربن هيار" و"زاك كولمان"، وترجمه "الإمارات 71"، إن أبوظبي الغنية بالنفط أنفقت ملايين الدولارات في حملة علاقات عامة استمرت لسنوات، لتلميع صورتها قبل أن تستضيف محادثات المناخ التالية للأمم المتحدة.
وذكرت أن الصحفيين بحثا في ملفات الإفصاح الفيدرالية ووجدا أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، وقعت أبوظبي خمس صفقات تركز على المناخ، الهدف منها إقناع العالم بأن خطتها لتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز تتوافق مع الجهود الدولية لتخفيف حرق الوقود الأحفوري الذي يعد سبباً رئيسياً لتغير المناخ.
ولفت الصحفيان إلى أنه لم تستثمر أي دولة مضيفة أخرى الكثير من الوقت والمال لتشكيل صورتها قبل مفاوضات المناخ السنوية، كما صنعت الإمارات.
وقالاً إن "توظيف الإمارات لشركات الاتصالات الاستراتيجية والمديرين التنفيذيين المخضرمين للعلاقات العامة -في صفقات انتهت فجأة في بعض الأحيان- لم يجلب لها إشادة واسعة النطاق". "وبدلا من ذلك، تواجه أبوظبي انتقادات من المشرعين ودعاة حماية البيئة في الولايات المتحدة وأوروبا، الذين يتساءلون عما إذا كانت محادثات المناخ العالمية في نوفمبر ستكون أقل إنتاجية عندما تقودها دولة يعتمد اقتصادها إلى حد كبير على إنتاج النفط".
"سلطان الجابر"
يشعر النقاد بالقلق بشكل خاص من دور سلطان أحمد الجابر كرئيس لقمة COP28. وسيضطلع الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) المملوكة لحكومة أبوظبي، بدور قيادي في صياغة النص التفاوضي الأولي للقمة وسيشرف على أي صفقات نهائية مع كبار الدبلوماسيين.
ونفى متحدث باسم الجابر، وهو أيضا مبعوث المناخ في البلاد، التقارير التي تهاجم أبوظبي بشأن التزام الحكومة بالعمل المناخي.
وقال المتحدث "كدولة ذات موارد مائية وغذائية شحيحة، في واحدة من أكثر الأماكن سخونة على هذا الكوكب، تلتزم الإمارات بشدة بإلحاح أزمة المناخ".
التزمت دولة الإمارات بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن واستثمار 20 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة بحلول عام 2035. لكنها تضخ أيضا أكثر من 100 مليار دولار لزيادة إنتاجها النفطي بنحو مليون برميل يوميا على مدى السنوات الأربع المقبلة.
وقال السناتور شيلدون وايتهاوس "إن تشغيل مؤتمر الأطراف بشكل أساسي من قبل صناعة الوقود الأحفوري يضع معيارا عاليا جدا للإنجازات".