تفاعل مواطنون إماراتيون مع العدوان الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها، مشدّدين على ضرورة تجريم التطبيع مع الاحتلال وتحميله المسؤولية بحسب القانون الدولي على الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين.
والأربعاء، أعلن جيش الاحتلال، انتهاء عدوانه العسكري الذي استمر ليومين في جنين بالضفة الغربية، وأسفر عن استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة نحو 120 آخرين بينهم 20 في حالة حرجة، كما ألحق أضراراً بالغة في البنية التحتية من طرق وكهرباء ومنشآت.
ومنذ سبتمبر 2020، تقيم أبوظبي علاقات تطبيع رسمية مع الكيان الصهيوني. ومنذ توقع اتفاق التطبيع، سارعت أبوظبي إلى إبرام عشرات الاتفاقات مع الكيان الصهيوني في مختلف المجالات بما فيها الأمنية والتجارية والاستثمارية.
ورغم التطبيع الرسمي مع الاحتلال، وتقييد حرية التعبير من قبل السلطات، إلا أن ذلك لم يمنع الكثير من المواطنين من التضامن مع جنين ومخيمها والشعب الفلسطيني، وإدانة العدوان الصهيوني على جنين.
وفي هذا الشأن، قال الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة بكلباء، في تغريدة تضامنية مع جنين وسكانها: "اللهم احفظ أهل جِنين وقوّهم وشدّ من بأسهم وادحر عدوهم وارحم شهدائهم. لكم الله يا أهل جِنِين. ولكِ الله يا فلسطين".
من جانبه، قال العضو السابق بالمجلس الوطني الاتحادي، الدكتور محمد سعيد الصاحي، إن "من يقرأ القرآن الكريم وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن عداوة اليهود للمسلمين إلى يوم الدين لا يستغرب ولا يعمل معهم معاهدات (في إشارة إلى التطبيع مع الاحتلال)".
وأضاف الصاحي قائلاً: "هذا واقع اليهود وعداوتهم ضد الشعب الفلسطيني و المقدسات الاسلامية، اذا كان العرب لا يستطيعون صد العدوان فلا تصفقوا للباطل".
وتابع، معلِّقاً على سياسة أمريكا والدول الاوروبية تجاه فلسطين: "إسرائيل ليس لها الحق في فلسطين وهي تمارس العدوان بوحشية، كيف تستقيم العدالة والحقوق للظالم؟".
من جانه، قال الأكاديمي والسياسي عبدالخالق عبدالله، إن "قضية فلسطين قضية ضمير وحان وقت أن تجمد 6 دول عربية (بما فيها أبوظبي) علاقاتها مع حكومة إسرائيلية بلا ضمير وعلى وشك ارتكاب نكبة ثانية".
وقال أبو ليان: "موقف الإمارات الداعم لجنين بعد العدوان الأخير يحمل رسائل تؤكد من خلالها مجددًا دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية".
يشار إلى أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي أدانت العدوان الصهيوني على جنين. ولأول مرة منذ التطبيع، وصفت الإمارات في بيانها، القوات الصهيونية بـ"قوات الاحتلال"، وهي العبارة التي كانت قد حذفتها من قاموس بياناتها المُدينة لانتهاكات الاحتلال تجاه الفلسطنيين خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي وقت سابق اليوم، أبلغ وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا" فيليب لازاريني، بأن الإمارات قررت فتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات الوكالة وخدماتها، ولتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية، وخاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها، التي شهدت خلال الفترة الماضية اعتداءات إسرائيلية كان لها تداعيات على آلاف الأشخاص.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، على ضرورة إعادة تضافر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وعلى دعم الإمارات لكافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في هذا الإطار، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين.