كشف تقرير بريطاني اليوم السبت، أن "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" التابعة للحكومة البريطانية، تخسر كبار الأطباء فيها لصالح دول، مثل الإمارات وأيرلندا وأستراليا؛ لأنهم يستطيعون مضاعفة رواتبهم والتمتع بظروف عمل أفضل، ما يثير قلق السلطات الصحية البريطانية.
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقريرها، أن القادة الطبيين في الهيئة يشعرون بالقلق إزاء تزايد هجرة الأطباء والجراحين ذوي الخبرة الكبيرة إلى أنظمة الرعاية الصحية الأجنبية، حيث يختار عدد متزايد من الاستشاريين في منتصف العمر حياة جديدة في الخارج، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة القوى العاملة في هيئة الخدمات الصحية.
وذكرت أن الكشف عن الهجرة هذه يأتي بعد أن نظم استشاريو الهيئة في إنجلترا يوما ثانيا من الإضراب يوم الجمعة، للضغط على الحكومة بشأن رفع المرتبات. لافتة إلى أنهم سيضربون مرة أخرى لمدة 48 ساعة في نهاية الشهر المقبل.
وقالت الصحيفة إن القادة الطبيين قلقون بشكل متزايد بشأن هجرة الأطباء الصغار، وفي بعض الحالات الأشخاص الذين لديهم عدة عقود من الخبرة، يتركون الهيئة والمملكة المتحدة تماما.
وقال سايمون والش، نائب رئيس لجنة الاستشاريين في الجمعية الطبية البريطانية، إن أعدادا متزايدة تميل إلى الحصول على وظائف في الخارج بسبب مقدار الأموال التي يمكن أن تكسبها وظروف العمل الأفضل في كثير من الأحيان.
وقال والش، استشاري طب الطوارئ، إنه تلقى رسائل بريد إلكتروني أسبوعية تدعوه للتقدم لشغل وظائف مربحة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى. مشيراً إلى أن ثلاثة من زملائه الاستشاريين قرروا خلال العامين الماضيين الانتقال إلى أستراليا أو نيوزيلندا.
وقال جراح العيون سقاف أحمد أفتاب، رئيس لجنة الاستشاريين في الرابطة الطبية البريطانية: "لقد أمضيت 20 عاما كاستشاري في مكاني، فقدت اثنين من زملائي الذين غادروا البلاد وذهبوا إلى أبوظبي - من أصل ثمانية استشاريين - وفقدت واحدا آخر ذهب إلى نيوزيلندا".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى أن يكون هناك كبار الأطباء لتدريب الصغار. إذا كان كبار الأطباء يغادرون إلى أستراليا أو الشرق الأوسط، أو يتقاعدون مبكرا، أو يغادرون الهيئة تماما، فمن سيكون هناك لتدريب الجيل القادم من الأطباء؟".
وقال بن هوكنهال، وهو استشاري في مستشفى سانت ماري في لندن: "أتلقى عروض عمل من جميع أنحاء العالم... يتم دفع أكثر من ضعف المكافآت الحالية الخاصة بي مع مزايا إضافية وأشياء مثل نفقاتي المهنية. حاليا لا بد لي من دفع ثمن هؤلاء".
وفي يونيو الماضي، كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن العام 2022 شهد تقديم ما يصل لنحو 25 ألف طلب إلى مسؤولي الرعاية الصحية بالمملكة المتحدة، وذلك للحصول على المستندات اللازمة لتأمين وظيفة عمل في الخارج في عدة دول، بينها الإمارات.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاهتمام بانتقال الممارسين الصحيين من أطباء وممرضات وقابلات في المملكة المتحدة ممن يبحثون عن فرص وظيفية أفضل وتوازن أفضل بين العمل والحياة؛ أمرٌ قد تجلّى بشكل أكبر خلال العام الماضي، لتتصدر أستراليا قائمة الوجهات المستهدفة من قبل تلك الفئات العاملة في المجال الصحي، من أطباء وممرضين
وجاءت الإمارات ثانياً في استقطابها للأطباء بحوالي 3,937 طلب عمل من المملكة المتحدة، بحسب إحصائيات مجلس التمريض والقبالة في المملكة المتحدة، وتوازيها نيوزلندا من ناحية الطلبات المقدمة من جهة كادر التمريض، تليها الولايات المتحدة.
وعللت الصحيفة الارتفاع في عدد طلبات الأطباء للعمل في الإمارات بالامتيازات التي تقدمها الدولة من ناحية الرواتب المجزية وحزمة الامتيازات المغرية التي تأتي مع تأشيرات الإقامة في البلاد.
وتقدم الإمارات امتيازات استثنائية للأطباء بهدف تحفيزهم للعمل في الإمارات، بما في ذلك الإقامة الذهبية، التي تمنحهم وعائلاتهم إقامة طويلة لمدة 10 سنوات.